سؤال تردد على ألسنة البعض ممن لم يدرسوا التاريخ او يقرأوه أو من أنصار فريق الاستعمار ومشجعوه ، وممن باعوا عقولهم لمن يملأها كالقدر لايعرف الا ما وضع فيه فلا عقل يفكر ولا قلب يعي ولا لسان يذكر .
في أزمة ليبيا نجد بعض من يدعي بل ومن يتساءل وماعلاقة مصر بليبيا ويعطي الحق الكامل للسلطانية العثمانية ان تتمدد لتبسط ذراعيها وانها دخلت بشرعية حتى قال وزير دفاعها انهم أتوا الى ليبيا ليمكثوا ماشاء الله دهرا ويتباهى فخرا وكأن القسطنطينية عادت وخليفة المسلمين يزهو وقد دعس بأقدامه خريطة الأمة العربية فأستباح سورية وأثار الفتن فيها واحتل أرضا من العراق ولم يشبع من لعق ارض جيرانه فتمدد بدعم قطري خارج السرب الخليجي العربي وتمدد الى اكبر قاعدة في الصومال ولما ضاق الحال وبدا الاقتصاد في المعاناة والعملة في الانخفاض عبر المتوسط الى شواطئ غرب ليبيا وهي منقسمة موزعة طمعا في هلالها النفطي وبترولها وغازها لينهب ثرواتها وليشبع نهم نفسه وهو في كل الأحوال يتاجر بدماء مرتزقة يبيعون انفسهم لمن يدفع أكثر وينقلهم عبر الأرض العربية من سوريا والعراق الى ليبيا وحكومة غرب ليبيا تدفع فاتورة كل ذلك من ثروات شعب منقسم يحتاج لمن يجمع شتاته لا من يزيده انقساما .
اولئك المغيبون النائمون يرون في السلطان منقذ الأكوان ولا يعنيهم حرية وكرامة الأوطان اما عن مصر فلمن تساءل من مصر ؟
من المغيبين من الخليج الى المحيط ومن جعلوا انتماءهم لجماعة أبقى من انتمائهم لأرض ووطن فلا عرض ولا شرف ولا حياة .
مصر هي كنانة الله في أرضه .
مصر التي دافعت عن أمة بأسرها.
مصر التي ردت ودحرت طمع العثمانيين وصمدت امام مطامع حملات استغلت اسم الصليب لتستعمرها فردتهم خائبين وهزمت لويس التاسع عشر وأسرته في المنصورة .
مصر عين جالوت .
ومصر التي ردت المغول
ومصر التي دافعت وحاربت من أجل كل ذرة تراب عربي ودفعت من دماء ابنائها وأرضها حروبا متتالية أرهقتها وحملتها ما لاتطيق من أجل شرف الدفاع عن العرض العربي المسلوب في فلسطين
مصر التي وقفت مع تحرير كل دولة عربية في زمن الاستعمار وحين وقفت الجزائر تبحث عن حريتها بدماء مليون شهيد هبت مصر وكانت صوتها وسندها ورافدها .
مصر التي استجابت لرغبة الشعب السوداني في اعلان الانفصال هي نفسها التي استجابت لطلب أبناء الشعب السوري الوحدة معها وحين تغيرت الارادة فلم تطمع أبدا فيها وحين قامت الوحدة مع اي دولة شقيقة لم تطمع يوما في أرض غيرها ولم تستغل دولة ولم تؤلب شعبها عليها فلا مطمع ولا غاية ولا تعدي على كرامة وشرف الشعوب ولا استغلال لثرواته ونهبها.
مصر التي نشر ابناءها العلوم وارسلت البعثات وعلمت اللغة العربية والدين لمن لم يتحدث بها ونشرت علوم الحياة وشيد ابنائها المباني والمدنية الحديثة في كل مكان مصر العلماء والأدباء والقراء والفكر والرياضة والقيادة والريادة .
مصر التي ابناءها في رباط الى يوم الدين وصانها ودافع عنها قادتها وزعماءها بشرف وكرامة ولفظت كل من شذ او سقط مصر التي ازدانت بقرآن يتلى الى يوم يبعثون والتي قال فيها رب العزة ” ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين ”
وستبقى مصر محفوظة باذن الله ولو كره الكارهون أبد الآبدين .