كتبت/ ندي وائل
“الكسان باشا أبسخرون”هو أحد أبناء محافظة أسيوط فقد ولد في مركز أبنوب بمحافظة أسيوط عام 1865م وإلتحق بكلية أسيوط الأميريكية وتخرج منها في يوم 26 مايو عام 1882م ثم درس بعد ذلك بمدرسة الحقوق وكان قد إنضم لعضوية الكنيسة الإنجيلية سنه 1880م ونصب شيخا لكنيسة شارع إبراهيم باشا بالقاهرة سابقا كنيسة قصر الدوبارة فيما بعد عام 1940م وكان وكيلا للطائفة الإنجيلية لمدة 40 عاما كما إختير عضوا في مجلس الشيوخ عام 1936م وتوفي في يوم 28 مايو عام 1949م وقد ورد هذا التاريخ في لوحة في أعلي الواجهة الرئيسية لقصره الذى نتحدث عنه وكان في البداية مواطنا بسيطا وكان يعمل فى مهنة المحاماة كما كان يعمل لدى حبيب باشا شنودة أحد أثرياء محافظة أسيوط ونشأت علاقة حب بينه وبين إبنة حبيب باشا ورفض الأخير زواجه منها فلما أصرت الفتاة بني والدها لها هذا القصر لتتزوج فيه منه ولم يكن يحمل أى رتبة لا البكوية ولا البشوية وتشاء الأقدار أن يشاهد الملك فاروق خلال رحلة نيلية خلال فترة حكمه أثناء مرور يخته فى محافظة أسيوط فقرر النزول من يخته لتفقد القصر وعندما إنبهر به قرر منح رتبة البشوية لصاحب هذا القصر ويتناقل العامة روايات كثيرة عن هذا القصر وصاحبه وعلاقته بالملك فاروق لكن يعتبر أكثرها صدقا هو إستضافة الكسان باشا للملك فاروق وزوجته الملكة فريدة في قصره إذ استقبل الكسان باشا الملك فاروق في أثناء زيارته لأسيوط وهي المرة الوحيدة التى نزل بها محافظة أسيوط وخصص غرفة خاصة لزوجته الملكة فريدة تلك الزيارة التي كانت في مناسبة قيام الملك بإفتتاح معهد فؤاد الأول الدينى والذى يحمل إسم والده الملك فؤاد رسميا عام 1939م حيث كان قد تم وضع حجر أساسه بواسطة الملك فؤاد الأول عام 1930م وتم إفتتاحه بصفة مؤقتة وبدأت به الدراسة عام 1934م إلي أن إفتتحه الملك فاروق رسميا بعد ذلك بخمس سنوات وكانت هذه هي المناسبة التي قرر فيها الملك فاروق منحه رتبة البشوية عندما سأل الملك من حوله عندما شاهد القصر لمن هذا القصر فقيل له قصر الكسان فرد قائلا من الآن أصبح ذلك القصر قصر الكسان باشا ولما كان مجرد نطق الملك بإسم أى شخص متبوعا بلقب بك أو باشا معناه منحه اللقب بصفة رسمية ويصدر بعدها مباشرة مرسوم ملكي بذلك فقد حصل الكسان باشا بذلك علي رتبة البشوية وكان السبب في ذلك إعجاب الملك بروعة تصميم القصر وذوقه الفنى الرفيع وقد أنجب الكسان باشا 9 من الأبناء هجروا جميعهم المحافظة وأقاموا خارجها تاركين ذلك المبنى المعمارى الفريد بجميع مقتنياته .
يعد قصر الكسان باشا تحفة فنية معمارية رائعة فريدة لاحتوئه علي زخارف ونقوش علي الطراز الاغريقي يقع علي الضفة الغربية من نهر النيل بصعيد مصر بمدينة أسيوط جنوبي مبني ديوان عام محافظة أسيوط ويحد القصر من الشمال نقابة التجاريين ومن الجنوب نهاية حدود مساحة القصر مبنى رولان ومن الشرق نهر النيل ومن الغرب شارع الثورة أو الكورنيش حيث تقف الحدائق الواسعة المزينة بالزهور مختلفة الأصناف والألوان وبجوارها أشجار ضخمة معمرة أعمارها تجاوزت المائة عام شاهدة على عظمة قصر الكسان باشا مما جعله من المعالم الحضارية الهامة بالمحافظة كما يعتبر تحفة معمارية ذات قيمة حضارية وجمالية وأثرية متميزة ولكنه للأسف الشديد تحول حاليا إلى قصر مهجور ويتمنى الجميع أن يخرج هذا القصر الفخم إلى النور بعد طول غياب وتاريخيا يعود بناء هذا القصر إلي عام 1902م عندما شرع في بنائه الكسان بسخرون باشا على مساحة قدرها 8000 متر مربع وإستغرقت عملية البناء حوالي 8 سنوات حتي عام 1910م وهذا التاريخ منقوش على الواجهة الرئيسية للقصر وقد إكتسب هذا القصر شهرته من خلال طرازه المعمارى المتميز بالإضافة إلى أنه تم فيه إستقبال الملك فؤاد الأول ملك مصر خلال زيارته لمدينة أسيوط عام 1923م حيث يتميز هذا القصر بطابع فنى ومعمارى فريد حيث شارك فى بنائه فنانون من إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وهو يتكون من طابقين وتضم واجهاته زخارف وكرانيش مميزة وعقود نصف دائرية تضفى على المبنى جمالا فريدا ويزخر ذلك القصر التاريخى بغرف من التراث الملكى القديم ومجموعة من المقتنيات الخشبية التى يمتد عمرها لأكثر من 115 عاما إضافة إلى تحف وأوان زخرفية راقية عالية القيمة علاوة على بعض التماثيل المنحوتة من المعادن والمصنوعة من العديد من الخامات الأثرية وجدير بالذكر أنه فى محافظة أسيوط توجد العديد من القصور الأثرية والتاريخية ذات طراز معمارى مميز يعود إلى العصر القبطى أو الإسلامى أو الحديث من أبرزها هذا القصر قصر الكسان باشا الذى يعد واحدا من المعالم المميزة للمحافظة التى لا تزال باقية حتى الآن وذلك بعد أن هدمت قصور عديدة أخرى جميعها كانت على طرز معمارية مختلفة متميزة وظهر محلها المبانى الضخمة بالمدينة وضواحيها وتروي في أسيوط حكاية قديمة غير مؤكدة بأن مافيا فساد المحليات طلبوا مبلغ مليون جنيه من ورثة صاحب القصر حتي ينهوا القضية المرفوعة ضدهم لعدة سنوات حيث منذ يوم 2 ديسمبر عام 1995م ومنذ صدور قرار إعتبار هذا القصر أثرا تاريخيا والأمر دخل في نزاع قضائي بين الورثة والحكومة وعند رفضهم لتقديم هذه الرشوة لكبيرهم كما هو متبع في قصور أسيوط التي هدمت في الفترة السابقة توعدوهم وأقسموا بأن القصر سينتهي به بأن يؤول للمحافظة وهكذا شاءت الأقدار أن يتم تسوية القضايا وأن يتم نزع ملكية القصر ويتم التصالح فيالقضايا المنظورة أمام المحاكم وأن يستقر القصر أخيرا لمحافظة أسيوط .
ويمتد قصر الكسان باشا على مساحة أكثر من 8 آلاف متر مربع وبداخله حديقته الخاصة المميزة وحيث أنه قد شارك فى بناء هذا القصر فنانون من إيطاليا وفرنسا وإنجلترا فلذلك نجده قد إكتسب تنوعا فنيا وحضاريا وجماليا روعي فيه التناغم والهارموني بين الأنماط المعمارية السائدة في كل بلد من تلك البلاد مما جعله ينفرد بطراز فريد لم يتكرر بين معالم أسيوط الأثرية وتعد الواجهة الجنوبية الرئيسية للقصر والتي يبلغ طولها 25.60 متر تقريبا وتنقسم إلي 3 أقسام جزء أيمن وجزء أيسر طول كل منهما 10.30 متر وهما متماثلان ومتشابهان جملة وتفصيلا وبينهما المدخل وطوله 5 أمتار والقسمان الأيمن والأيسر كل منهما عبارة عن تلة نصف ثمانية بارزة عن سمت الجدار ويوجد بها ثلاثة شبابيك مصمتة في البدروم يحيط بها زخارف من أوراق نباتية يعلوها بانوه زخرفي ومتوجة بعقد نصف دائري و الطابق الثاني عبارة عن ثلاث بلكونات طائرة مغطاه بشيش خشبي تتخذ الشكل النصف دائري ويتقدمها سياج من براقع محمولة علي صدفة نصف دائرية مزينة بدخلات مشعة بداخلها زخارف مشعة ويعلو البلكونات نفس البانوه الزخرفي السابق وصفه ويتوج هذين القسمين زخرف من الحجر الجيري محمول علي كوابيل حجرية صغيرة عبارة عن أوراق الأكانتس تنتهي بشكل حلزوني أسفله شريط زخرفي قوامه زخارف أوراق الأكانتس أما القسم الأوسط من الواجهة فهو يمثل كتلة المدخل والتي يتقدمها سلم مقوس مكون من 6 درجات يكتنفه درابزين من برامق يتقدمه دعامتين مربعتين ويؤدى إلي حجر المدخل الواسع الذي هو عبارة عن مساحة مستطيلة طولها 5 أمتار تقريبا يتصدرها أربع أعمدة 2 علي كل جانب يتوجها أشكال حلزونية تتدلي منها وريدات أما فتحة المدخل فتنتهي من أعلي بعقد نصف بيضاوي يغلق عليها باب خشبي من مصراعين ويحيط بفتحة المدخل شريط زخرفي من أوراق نباتية يعلوه بانوه زخرفي من أشكال أصداف وأشكال حلزونية ووريدات ويتوسطن حرفي إيه إيه الإنجليزيان نسبة إلي صاحب القصر الكسان باشا أبسخرون ويعلو حجر المدخل فراندة ترتكز علي الأعمدة التي تتصدر المدخل ويتقدم الفراندة سياج من برامق تتخلله دعامات مربعة ويفتح علي هذه الفراندة فتحة باب وسطي وشباكان ويعلو فتحتا الشباكين زخرفة كالبانوه السابق وصفه أما عن فتحة الباب فيعلوها سرة صدفية تتدلي منها أوراق نباتية ويعلوها عتب يعلوه سرة دائرية بداخلها تاريخ إنشاء القصر 1910م وتطل علي علي شارع الثورة أو كورنيش النيل مما يزيد الموقع تميزا وتفردا ويجعله أكثر مناسبة ليكون متحفا ومكتبة كبري لشعب أسيوط ويبلغ طول هذه الواجهة 34.70 متر وتنقسم هذه الواجهة إلي ثلاثة أقسام الأوسط منها يمثل المدخل لهذه الواجهة وهو بارز عن سمت الواجهة وأركانه تتخذ شكل مقوس للداخل وتفتح به أربع نوافذ صغيرة بواقع 2 في كل جانب السفليتان منهما معقودتان بعقد نصف دائري ويزين كل منهما بانوه زخرفي جميل من لفائف ووريدات وأوراق نباتية مغشاة بزجاج ملون أما العلويتان فتتخذان شكل بيضاوي مزين بوريدات رائعة المنظر.
كما نجد أن القصر مكون من طابقين وبدروم ما عدا الجهة الشرقية المطلة علي النيل فقد ألحق بها دور ثالث خاص بالخدم وتضم أدوار القصر عدة حجرات للنوم والمسافرين وتحتوى حجراته كالسفرة والمعيشة والإستقبال وبهو المدخل على مئات التحف والتماثيل واللوحات المرسومة والأنتيكات المعدنية المصنوعة من أحجار ومعادن نفيسة كالذهب والفضة بالإضافة إلى صالة بلياردو كما تضم حجرات القصر أثاثا راقيا من أخشاب ثمينة إحتفظت برونقها رغم مرور سنوات كثيرة من الزمن عليها كما توجد بالقصر منحوتات ذات طابع فنى خلاب نقشت على جدرانه من الداخل والخارج وكأن من يقف بداخله يشاهد لوحه فنية أبدع فنان فى رسمها ويمكننا تلخيص وصف القصر من الداخل بأنه يتم الوصول إلي داخله عن طريق المدخل الرئيسي وهو مدخل الواجهة الرئيسة الجنوبية ويفتح المدخل علي ردهة مستطيلة الشكل أرضيتها عبارة عن خليط من البلاط العادي والملون وسقفها مزين بزخارف جصية ملونة وقد دهن الحائط بالألوان الزيتية ويقع علي جانبها قاعتان كبيرتان والتي تقع علي يمين الداخل عبارة عن قاعة كبيرة مقسمة إلي حجرتين بينهما عقد نصف دائري وهي عبارة عن قاعة إستقبال حيث يوجد بها مجموعة صالونات مختلفة الأحجام والأشكال وجميعها مذهبة بالذهب الفرنسي كما يوجد بهذه القاعة ثريتان كبيرتان من المعدن والزجاج وقد زخرفت أسقف هذه الحجرة أيضا بزخارف مذهبة وملونة كما إستخدمت فيها الألوان الزيتية للحوائط وأرضيتها من البلاط أيضا وتقع هذه القاعة داخل البرج الجنوبي الشرقي أما عن الجانب الأيسر للداخل فيوجد به قاعة بنفس مساحة قاعة الإستقبالات ولكنها تستخدم كحجرة سفرة حيث يوجد بها عدد 2 طقم سفرة مختلفة الشكل وعدد 2 دولاب فضيات به مجموعة فضيات كما توجد مجموعة بارات مذهبة بأشكال آدمية وألواح زجاجية ملونة وبها زخارف مختلفة ويوجد بالقاعة مجموعة من الأواني الخزفية ويوجد بكل قاعة ثريا من المعدن والزجاج كبيرة الحجم ذات قيمة فنية رائعة وسجاد وملحق بهذه القاعة من الناحية الشمالية مطبخ بمحتوياته وتفضي ردهة المدخل إلي صالة مغطاة بقبو نصف برميلي مقسم إلي مستطيلات غائرة مليئة بالزخارف الملونة والزجاج الملون ويعلو القبو شكل جمالوني يظهر من الخارج به فتحات التهوية والإضاءة كما يوجد بها مجموعة من الفازات والأنتيكات غاية في الجمال ذات قيمة فنية رائعة وعلي يسار المدخل يوجد سلم ويقع خلف السلم مدخل الواجهة الغربية للقصر والذي يقابل مدخل الواجهة الشرقية المطلة علي نهر النيل ويوجد بطرفي الضلعين الشرقي والغربي فتحة باب تنتهي بطاقة مشعة بداخل كل حنية منهما تمثال من المعدن لسيدة علي قاعدة تحمل بيدها اليمني ثريا كما يوجد بالركن الشمالي الغربي بيانو وجرامفون وخلف هذا الركن يوجد مدخل نصل منه إلي حجرة المكتب والتي تحتوي علي مكتب وأنتريه وبها مكتبة كبيرة تضم مجموعة مجلدات وكتب قيمة وبها عدد من الصور الفوتوغرافية من أهمها صورة تمثل صاحب القصر الكسان أبسخرون بمفرده وأخري لزوجته فرويزا ويصا وثالثة صورة عائلية تضمه هو وزوجته وأولاده وبالركن الشمالي الشرقي نصل إلي حجرتين وتحتوي كل حجرة منهما علي مجموعة أسرة حديدية تعلوها مراتب من القطن وتسريحة خشبية أو أكثر ودولاب خشبي وعدد من الفوتيهات وأما الضلع الشمالي لصالة القصر فيوجد بها ثلاث أبواب أكبرهم وأوسطهم الذي نصل منه إلي حجرة إستقبالات بها طاقم صالون كبير وعلي يسار هذه القاعة يوجد حجرة بلياردو كبيرة بمحتوياتها ولها مدخل جنوبي يوصل إلي المكتبة السابق ذكرها ويقع علي يمينها حجرات النوم السابق ذكرها أيضا .
والسلم الصاعد الذى يصل بين الدور الأرضي والدور الثاني عبارة عن سلم عريض صاعد من الرخام ذي جناحين نصل منه إلي الطابق الأول والذي يفضي إلي طرقة تتصدر الطابق الأول وتطل علي صالة القصر وفي مواجهة الصاعد علي السلم توجد ساعة حائطية كبيرة ذات قاعدة تتوسط الطرقة والتي يعلوها شباك زجاجي والذي يظهر في الواجهة الغربية أعلي المدخل الخشبي من الخارج وعلي جانبي الشباك توجد نافذتان زجاجيتان بيضاويتان عليهما رسوم وزخارف مثل التي قمنا بوصفها بالواجهات الخارجية ويشمل هذا الدور مجموعة من الغرف وجميعها خاصة بالنوم وملحق بها حمام أو أكثر ونجد هذه الغرف ذات شبابيك مغطاة بستائر زيتية اللون وحائط زيتي اللون أيضا وتشمل الغرفة علي تسريحة ودولاب خشبي وسرير حديدي ودفاية من الألمونيوم ونجد هذه المشتملات مكررة في كل غرفة ما عدا الغرفة الخاصة بصاحب القصر فنجدها إشتملت علي دولاب وسرير في غاية الفخامة والجمال وهما مصنوعان من الخشب الفاخر أما الحمامات فنجدها من القيشاني الأبيض الفاخر سواء الحوائط أو الأرضيات والتي هي عبارة عن مربعات صغيرة الحجم ويشتمل كل حمام منها علي حوض مربع الشكل وحوض إستحمام وتواليت وجميعها صناعة إيطالية وهي علي الطراز الحديث كما يشتمل هذا الطابق علي مجموعة فاخرة من الأنتريهات ويوجد بهذا الدور فتحة باب بالواجهة الشرقية تؤدي إلي سطح القصر والقسم الثالث الملحق والمخصص للخدم والذي يقع في الواجهة الشرقية في مواجهة نهر النيل .
وقد ظل القصر على ذلك الحال فترة طويلة من الزمن وللأسف إمتدت إليه يد الإهمال بعد ان هجره ملاكه وسكنت بداخله الطيور والوطاويط وكست جدرانه ومقتنياته الأتربة وتكسرت نوافذه الملونة البراقة ذات الطابع الأوروبى والشرقى وتحولت حديقته الكبيرة إلى مأوى للحيوانات الضالة كالكلاب والقطط وجفت الأشجار وذبلت الزهور وإنتشرت الحشائش الجافة بأرض الحديقة المطلة على نهر النيل مباشرة .
وقد أعلنت محافظة أسيوط منذ عام 2007م بعد تولى اللواء نبيل العزبى
محافظ أسيوط الأسبق أمور المحافظة إنهاء إجراءات نزع ملكية قصر
الكسان باشا لإنشاء أول متحف قومى بمحافظة أسيوط بتكلفة قدرها 18 مليون جنيه بهدف دعم الإنتماء الوطني للمواطنين وتحقيق بعد سياحى وإقتصادى للمحافظة وذلك بعد أن إستغرقت إجراءات تسلم القصر وإعداده ليكون متحفا 5 أعوام أى حتي عام 2012م وتمت بالتنسيق الكامل مع وزير الثقافة حينذاك لتدبير الإعتمادات المالية بعد نزع ملكية القصر للمنفعة العامة والتي تمت خلال عام 2007م كما تقدم عكفت بعد ذلك لجنة مختصة على دراسة عملية ترميم القصر تمهيدا لجمع كل المقتنيات والآثار الخاصة بالمحافظة لوضعها فى المتحف القومى المستهدف إنشاؤه بالقصر وبالفعل تم وضع خطة بالتنسيق بين المتاحف والسياحة والآثار والتخطيط العمرانى وأملاك الدولة لإنشاء متحفين داخل القصر أحدهما يضم محتويات القصر النفيسة والآخر لضم أكثر من 7000 قطعة أثرية مختلفة موزعة بعدة أماكن داخل وخارج المحافظة تشمل آثارا فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية عثر عليها بأسيوط ومايجاورها من مناطق أثرية تحكي قصة 7 آلاف عام في تاريخ المنطقة وموجود بعضها حاليا بالمخازن الأثرية وأهمها الآثار المكدسة في مخازن المتحف المصري بالتحرير والتي كان سيد بك خشبة قد إستخرجها من منطقة الجبل الغربي بأسيوط في أوائل القرن العشرين الماضي وبعضها في داخل مدرسة خاصة بوسط مدينة أسيوط وبالتالي غير متاحة للزائرين إلا بتصاريح مسبقة من إدارة المدرسة وبناءا علي ذلك تم تسجيل القصر كأثر بهيئة الآثار تحت رقم 71 ولكن لم يتم تنفيذ ذلك وخضع القصر بعد ذلك للروتين والبيروقراطية وتعطلت إجراءات تحويله إلى متحف قومى على الرغم من كل ذلك الرقى والفن الرفيع والطراز الأوروبى الذى بنى عليه القصروظل القصر يضربه الإهمال من الداخل والخارج خاصة بعد أن ترددت أخبارعن تعرض القصر لسرقة الكثير من محتوياته النفيسة من الداخل نظرا لتعرضه للإقتحام أثناء ثورة 25 يناير عام 2011م حيث تمت
سرقة بعض مقتنياته النفيسة خاصة تلك التحف من المعادن والأحجار الكريمة وقد تم تشكيل لجنة لحصر المقتنيات ولكن لم تستطع حصر المسروقات نظرا لأنه لم يكن قد تم جردها بعد تسلم القصر بعد نزع ملكيته من ورثته .
وقد تم إطلاق شارة بدء العمل في قصر الكسان باشا لتحويله إلي متحف منذ شهر أبريل عام 2013م إلا أنه بعد فترة وجيزة توقف العمل به ومؤخرا وفى شهر يوليو عام 2016م وجه الدكتور خالد العناني وزير الآثار تعليماته بسرعة الإنتهاء من ترميم القصر تمهيدا لتحويله لمتحف قومى ضمن 50 منشأة أثرية على مستوى الجمهورية فى مقدمتها هذا القصر وأكد العنانى أن القصر محتفظ بكيانه ولا يحتاج إلا لجهود بسيطة لتحويله إلى متحف أثرى بالمحافظة ومؤخرا وفي شهر أكتوبر عام 2016م بدأت منطقة آثار أسيوط العمل في ترميم قصر الكسان باشا ومن المقرر إفتتاح القصر كمتحف يضم المقتنيات المتواجدة به إلي جانب بعض الآثار الأخرى بعد الإنتهاء من هذه العملية وكان قد تم إعداد تقرير شامل موضح به حالة القصر وما يحتاجه من ترميم وتطوير منذ حوالي 4 سنوات وفي ضوئه تم وضع خطة العمل حاليا في إتجاهين متوازيين وهما ترميم مقتنياته التي تحتاج إلي ترميم وتجهيزها للعرض إلي جانب إخلاء القصر لبدء عمل الترميم الدقيق له من الناحية الإنشائية بالإضافة إلي تشكيل لجنة فنية لوضع سيناريو العرض المتحفي به ومناقشة كيفية إستثمار موقع القصر حيث أنه يطل على النيل مباشرة وملحق
به تراس من الممكن إستغلاله لخدمة حركة السياحة كما أن موقعه يسهل على نزلاء الفنادق العائمة زيارته بالإضافة إلى إمكانية تنظيم رحلات لطلاب المدارس والجامعات للإستمتاع بهذا القصر الأثرى الفريد ومن جانبه صرح محافظ أسيوط إنه قد قام بإرسال عدة مخاطبات إلى وزارة الآثار لسرعة الإنتهاء من ترميم قصر الكسان باشا لكي يمكن إفتتاح القصر كمتحف أثرى لإستقبال الزائرين من أبناء أسيوط وخارجها وأن المحافظة من جانبها ليس لديها مانع في أن تقوم بتوفير أى مطالب أو مساعدات أو إمكانيات يكون من شانها المساهمة في سرعة إفتتاح القصر وتحقيق الأمل في أن يرى شعب أسيوط ذلك الأثر الهام وقد عادت إليه الحياة من جديد ومن جانبه قال عثمان الحسينى مدير هيئة تنشيط السياحة بأسيوط إن قصر الكسان باشا إشترته المحافظة من الورثة ومن ثم تم ضمه إلى الآثار مشيرا إلى أن القصر يتميز بطراز معمارى فريد ولا يوجد مثيل له سوى فى إيطاليا وإنجلترا خاصة أن من بناه مهندسون إيطاليون وفرنسيون وإنجليز وأضاف الحسينى أنه يجرى الآن العمل فى ترميم القصر بعد جرده وتنظيف 3 واجهات من الخارج وتنظيفه من الداخل وذلك تمهيدا لتحويله إلي متحف وأوضح الحسينى أن القصر سيكون بمشيئة الله تعالي مزارا ومقصدا سياحيا وإستراتيجيا وسيكون من أهم المزارات لأن أسيوط تفتقر لمتحف قومى وسيكون القصر أول متحف قومى بالمحافظة مشيرا إلى أنه سيتم عرض محتوياته كقطع أثرية بالإضافة إلى عرض بعض القطع الأثرية الفرعونية فى بعض الأماكن بداخله وأكد الحسينى أيضا أن متحف قصر الكسان باشا سيقبل عليه السياح حتى وإن كانت أسيوط غير مدرجة فى الرحلات السياحية الجنوبية وسيفرض وجود المتحف عمل ترانزيت للسائح أثناء رحلته إلى المحافظات الجنوبية وأضاف الحسينى أنه لا يمكن الإقرار بتعرض القصر للسرقة وذلك لأنه لم يتم عمل جرد قبل أن تتسلمه المحافظة بشكل رسمى ولكن هناك أقاويل تتردد عن تعرضه للسرقة فأصحابه أغلقوه وسافروا ولكن بمجرد أن تسلمته المحافظة قامت بعمل جرد كامل له.