“مكافأة أهل الفضل يوم القيامة”
اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.
يقول الملك الحق فى يوم الحساب
﴿أين أهل الفضل؟﴾.
فيقومون.. فيقول لهم الله تعالى ﴿اليوم تدخلون الجنة بلاحساب أوسابقة عذاب﴾. فتقول الملائكة { ومن هم أهل الفضل؟}. فيقال لهم
﴿ الذين إذا أساء أحد اليهم عفوا، وإذا أصابهم بلاء صبروا،وإذا غضبوا غفروا﴾. فكافئهم ربهم على كل ذرة ألم واجهتهم،وكل إساءة نالتهم،وكل معاناة أرهقتهم،وكل إبتلاء لازمهم، وكل ظلم تعرضوا له من شياطين الإنس أصحاب القلوب الصخرية والمشاعر المتحجرة الذين يتفنون فى إيذاء الناس.
※ ثم يقول الله تعالى يوم الفصل
﴿أين جيراني؟﴾ فتقول الملائكة {ومن الذي ينبغي له أن يجاورك؟}
فيقول الملك الحق
﴿ جيراني عمار المساجد وقراء القرآن ﴾ ثم تنادى الملائكة {أين الذين كانوا يشكرون الله فى السراء والضراء؟}. فيقومون فتقول لهم الملائكة {أنتم أول من تدخلون الجنة اليوم}.
※ ثم يقول الملك الحق
﴿أين المتحابون فى جلالى؟. فاليوم أظلهم بظلى يوم لاظل إلاظلى ﴾. فيجلسون تحت العرش على «منابر من نور» لأنهم كانوا يجتمعون لله ويتفرقون لله، هممهم سماوية و قلوبهم ملائكية، لم تربطهم علاقة نسب أو مصالح دنيوية بل كانت حياتهم دوما فى خدمة رب البرية ثم يأتي الله تعالى بأشد الناس بلاءا فى الدنيا فيغمس غمسة فى الجنة فيقول له الله
﴿عبدى هل رأيت فى الدنيا شقاءا قط؟﴾
فيقول {لا وعزتك مارأيت شقاءا قط}.
※ لأن لحظة واحدة فى الجنة أنسته كل مظاهر التعب والألم التى كانت فى الدنيا ثم يؤتى بأهل الكوثر. وهو نهر فى الجنة طوله شهر وعرضه شهر، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه مرة واحدة لايظمأ بعدها أبدا.
فمن الناس من يسقيه ملك على هيئة أبى بكر ومنهم من يسقيه ملك على هيئة عمر أو عثمان أو على بن أبى طالب. ومنهم من يسقيه سيدنامحمد بيديه الشريفة ومنهم من يرتفع الكوب إلى فمه ليسقيه فيسأل{ من الذي يسقين}.
فيسمع هاتفا يقول
﴿وسقاهم ربهم شرابا طهورا﴾. وفى الجنة تنتهى كل مرادفات الألم والحزن ليبدأ النعيم الذي لاينتهى،والسعادة التى لاتزول، والرضوان الذي لاينقضى، والرحمات التى لاتنفد.
٭ اللهم إجعنا وإياكم من سكان الجنة ومقيميها يارب العالمين.