“مفترق الطرق “
بقلم/عبير مدين …..
لم تتلقى حتى الآن أي رد منه على رسالتها الأخير التي اودعتها كل مشاعرها وأحاسيسها ممثلة في كلمة واحدة (بحبك) أطلقت تنهيدة حائرة وانطلقت من عينها دموعا حارة وساد صمت طويل بينهما؛ بين انتظار الرد من جانب وبحث عنه من جانب آخر. أغمض عينه مستمعا لحديثها الذي بثته بلا كلمات أو حروف وحدها جعلته يشعر أنه مازال على قيد الحياة وأن نبض قلبه مازال يعمل، نامت الأخرى قريرة العين بعد أن فتحت الباب للشيب يعتلي رأسه ولبعض امراض الشيخوخة تتلاعب بجسده فجاءت هذه بلا موعد بلا مكان وأخذت ترمم انكسارات روحه وبلمسات سحرية تحقنه بإكسير الحياة والشباب وهي تقول تعالى أمامنا من العمر عمر نعيشه في سعادة معا لا يهم كم مضى ولا كم متبقي والأخرى تقول ذبلت الأزهار وخفتت الأضواء واقترب موعد الرحيل!
وقف في مفترق الطرق بين الموت والحياة حائرا يريد دليلا للطريق طريق مفروش بالتجدد والامل والآخر ألفه لسنوات والخروج من متاهته ليس صعبا لكنه دربا من دروب المستحيل كلا الطريقين فيه جنة ونار وعليه الآن أن يختار. تهشم الكوب في يده وامتزج الماء بدمه ودموعها تسيل على خدها.
لم يكن أبدا الصمت علامة الرضا كان علامة التردد والتوتر ثقيلة خطوات عقارب الساعة وهي تسير على غير هوانا! كيف تبدل حالها بعد أن كانت تتراقص و تجري برشاقة في لحظات لقائهما المعدودة لحظات تمثل لكليهما عمرا جديدا فوق العمر تجمع انكساراتهما وتعالجها وتخلق منهما كائنا جديدا بعد سنوات من الفراق بلا أمل في موعد جديد يأتي لقاء يغير اقدارهما!
أغلقت هاتفها وتلحفت بقيودها وكتب هو الرد.