بقلم : داليه عاطف البحيصي
و بعد منتصف الليل , عدت أحصي خيباتي بعد يوم طويل مرهق , فقد وهبني الله حياة جديدة بعد صراع مع الموت و حصلت على قرار مفاجئ جميل بعض الشيء , و حظيت بقبلة على جبيني و عناق أخوي جميل , و سر قتل قلب صاحبه و أريكة مكسورة و شمعة لم تنر عتمة الليل الموحش , إلا أن رأيت رسالة منك هرولت إليك و كأنك على الضفة الأخرى و بدأت تتحدث بإتزان شديد و نمطية بلهاء تدعي التغيير الجذري و تعود لعتيقك و كأنك جرة فخار وضعت على شرفة أحد القصور أماتتك الطبقية و أحيتك يد كل من شرب منك في أحد الأيام شديدة الحرارة , هل عادلت الطقس بتحولك أم عادلت نفسك وقرارك , لا أعتقد أن الصلصال يسهل تشكله بعد وضعه في درجة حرارة عالية جدا و ضغط مرتفع , هل شكلتك الظروف فأصبحت نمطيا لهذا الحد , هل تغيرت حقا فصعب علي التعرف عليك , ماذا تريد مني أكثر , أن أضعك في مخزن أشيائي العتيقة ذات القيمة الكبيرة و لكني لم أعد استخدمها ؟ , أم أحولك لحجر صلصال و أربطك في خاصرتي و ألقي نفسي في اليم و يموت كلانا ؟ , أنا لا أريد أن أمر مرور الكرام , لو أردت ذلك ما عدت اهزم الوقت و اشتياقي و حنيني ما عدت قادرة على الكلام في حضرة جمودك , التغيير لا يكون على جميع من عرفتهم فأنا استثناء , أو ربما هذا ما أعتقدته في بداية الأمر و أكتشفت العكس بعدها , ولكني ما زلت أحبك رغم كرهي الشديد لتغيرك و نمطيتك و كل شيء أصبحت عليه , يقال الذي يحب يحب كل شيء فيمن أحب ولكنك لم تعد تحبني كما كنت , أوجب علي الثبات على كل شيء ؟
لا أعتقد ! لذلك وجب الوداع , وداعا يا عزيزي مع خالص محبتي .