” معركة الوعى “
بقلم : سامى ابورجيلة….
تعيش مصر هذه الأيام أيام مباركة ، وذكرى عطرة من ذكريات الماضى التليد الذى نفتخر ونعتز به جميعا ، ويفتخر به كل مصرى ، وكل عربى .
إنها ذكرى معركة الوعى المصرى ، وعودة الكرامة والعزة المصرية والعربية ، والتى صنفت العرب كقوة سادسة ضمن القوى العالمية .
إنها معركة العاشر من رمضان ، السادس من اكتوبر ١٩٧٣ .
تلك المعركة التى دخلها الجندى المصرى ليزيل بقعة سوداء وقعت على الثوب الأبيض المصرى والعربى فى ٥ يونيو ١٩٦٧ .
دخلها المقاتل المصرى متحليا بسلاحه الفتاك ألا وهو سلاح الايمان بربه أولا ، ثم بقضية تحرير أرضه ثانيا ، ثم بعودة الكرامة والعزة لوطنه ثالثا ، ثم بالعلم والتدريب الشاق للاستعداد للمعركة الحاسمة ( معركة النصر والمصير ) مستعينا بربه .
ولايشغل باله بأى شئ غير ذلك ، وكل جندى وقائد يضع روحه على كفه ، ولا يبالى بدمه ولا بحياته فى سبيل تحرير أرضه واستعادة كرامته وعرضه .
وكان الكل فى واحد ، الكل لاسبيل أمامه الا النصر او الشهادة ، بلا تردد ولا مفر من ذلك .
لذلك كان الجميع على قلب رجل واحد .
وساعة الصفر واقتحام قناة السويس أقوى مانع مائى فى التاريخ ، ثم بعدها إقتحام خط بارليف الحصين الذى قالوا عنه أن لو قنبلة ذرية ضربته لن يهتز .
ولكن قوة ايمان المقاتل المصرى كانت أقوى وأعنف من القنايل الذرية ، ولذا كان الجميع وقت الأقتحام فى صوت واحد يهز الأرجاء ، واهتزت لها القلوب قبل الألسنة مهللين مكبرين ( الله اكبر ) فدانت لهم القوة ، ودان لهم النصر .
فما أحوجنا أن نعيد شبابنا لهذا الطريق ، ونوقظ فيهم معركة الوعى ، بعد أن عملت وسائل الاعلام على غياب عقول شبابنا بلا وعى
لابد من إيقاظ العقول والضمائر حتى نعود لتسطير أمجادنا كما سطرها آباءنا وأجدادنا.
معركة الوعى تبدأ بايقاظ الضمائر ، معركة الوعى تبدأ بتربية الأبناء على الايمان المطلق بالله ، معركة الوعى تبدأ بجعل الهدف الأسمى امام الأبناء هو العلم والعمل بجد ومثابرة ، معركة الوعى تبدأ حينما نختار القدوة والأسوة السليمة لأبنائنا وبناتنا بدلا من تشتيت عقولهم والعمل على إيقاظها بعيدا عن وسائل الاعلام التى شوهت الصورة الناصعة وجعلت القدوة إما لراقصة أو ممثلة كل همها العرى والخلاعة .
وأهملنا القدوة والأسوة الحقيقية التى لابد أن نعمل على غرسها فى أذهان وعقول اطفالنا وشبابنا أمثال الأنبياء ، وزوجاتهم ، ثم العلماء فى العلوم المختلفة ( فى الطب ، والذرة ، والكيمياء .. الخ ) .
لابد أن نغرس فى عقول ابناءنا أن هؤلاء ماأصبحوا علماء ألا بالمثابرة ، والجد والاجتهاد ، والتمسك بالايمان بربهم ، وبالأخلاق ، والترفع عن الصغائر .
هكذا تبدأ معركة الوعى لينشأ لنا شباب يتصفون بالرجولة منذ الصغر ، يؤمنون بربهم ثم بالأخلاق والعلم والجد والمثابرة .