” معرض الشارقة للكتاب ” ينجح في جذب أنظار العالم للكتاب الورقي
بقلم د : خالد الظنحاني
على مدار ثلاثة وأربعين عاماً من العمل الدؤوب والمثابرة والتفاني في دعم الكتاب وحب الكلمة المقروءة، بنى معرض الشارقة الدولي للكتاب لبنة لبنة طريقاً معبداً يهدي القراء إلى صرح الكتاب ويبقى على مكانة هذا «الصديق العريق» دون أن تزعزعها رياح التغيير والتطور والأصوات المنادية بأفول نجم الكتاب الورقي، في زحام العولمة وصخبها وأضوائها التي لا تؤمن إلا بالرقمنة والعوالم الافتراضية الباردة.
فعلاً نجح معرض الشارقة الدولي للكتاب كفعالية ثقافية عالمية عبر دوراته المتعاقبة، في شد أنظار العالم للكتاب الورقي والعمل على جعل هذا المعرض السنوي عيداً عالمياً لأحبة الكتب، حيث تشرئب الأعناق والهمم سنوياً نحو هذا الصرح الثقافي للاطمئنان على حالة الكلمة وحال عشقها وقياس تعلقهم بها وتتبع خارطة اهتماماتهم، وإضافة لمسات جديدة في حصن العناية بالكتاب في الوجدان العالمي، والتأكيد سنة بعد أخرى أن المعرض مركز ثقافي عريق للكتاب لا غنى عنه.
ولعل لغة الأرقام تبقى هي الفيصل في هذا الإطار، حيث يجذب هذا المعرض المرموق أكثر من 1420 داراً للنشر ويحضره ما يزيد على مليوني زائر في مركز إكسبو الشارقة، يقدم لعشاق القراءة فرصاً لا مثيل لها، تتيح لهم اقتناء كتبهم المفضلة بأسعار مناسبة ومتاحة ب 210 لغات حول العالم، وهي وصفة ما زالت تكشف جدارة الكتاب وتغلغله في وجدان القراء وأحباء القراءة، ونجاح معرض الشارقة الدولي للكتاب في الترويج لذلك بحنكة كبيرة.
ولم يتوقف المعرض عن قطف ثمار نجاحاته في الانتصار للكتاب وللثقافة المقروءة، وتعتبر الدورة المرتقبة الحالية، ال 43، محطة جديدة لمنح الكتاب والقراء ودور النشر والمؤلفين والمثقفين عامة، فرصة للاطلاع على أمجاد هذا المعرض وإنجازاته ورهاناته اللامحدودة لصالح الكلمة المقروءة، وسعيه الدؤوب إلى اقتفاء أثر كل الفرص التي من شأنها أن تزيد من حظوظ الكتاب وتوسع من دائرة قرائه وأحبائه ليس محلياً فقط، بل إقليمياً وعالمياً.
المعرض عرس ثقافي بأتم ما في الكلمة من معانٍ، وذلك من خلال باقة فعالياته القيمة والمتنوعة التي تصب مجتمعة في مصلحة ازدهار الكلمة المقروءة، وذلك من خلال الجلسات الحوارية مع الأدباء والمفكرين والكتَّاب والأمسيات الشعريِّة التي يُقدمها أفضل الأدباء والشعراء العرب .