بقلم هيام بكر
– البكاء الذي يتطور للإيذاء وهذا العنف يكون موجها من الطفل لمن يحول بينه وبين رغبته.
– إلحاق الضرر بالإنسان أو الحيوان ،فالطفل يؤذي الآخرين عندما يؤخذ منه شيء يملكه.
– تهديد الآخرين وسبهم.
– الإزعاج المتكرر جسميا وبدنيا وما يحدث خلاله من اشتباك بدني.
– المواقف التي يقوم بها أحد الأطفال لإزعاج الآخرين والتسبب في تعطيل الألعاب.
أسباب العنف عند الأطفال
بعد بحثي من مصادر عديدة وجدت عدة أسباب لعنف الأطفال ولكن معظم هذه الأسباب تتلخص في الأسرة والبيئة المحيطة بالطفل ومن هذه الأسباب:-
1-الأخطاء التي يرتكبها الآخرون تجاه أطفالهم:-
كعدم فهم نمو الطفل ،فالطفل قد يقوم ببعض التصرفات العادية والتي يسعى من خلالها للفت الأنظار ،ونحن عندما نغضب من تصرفه وصراخه يصدر منا انفعال ونكون بذلك قد مارسنا عليه نوعا من العنف ويترك ذلك أثره على الطفل.
2-تعرض الطفل للعنف وهذا يجعله يبادر بالعنف:-
فعندما يعاقب الطفل من قبل أحد والديه أوأي شخص نجده يسعى لمعاقبة الآخرين وهذا من باب التقليد فمن الحالات التي شاهدتها إحدى المربيات في أحد المدارس أن أحد الأمهات أحضرت أبنها إلى المدرسة وجميعنا نعلم شعور الطفل عند دخوله إلى المدرسة لأول مره فعادة يرفضون الدخول إلى المدرسة فيبكون أو يقفون متسمرين في أماكنهم ،أو يجلسون على الأرض ويرفضون القيام ،وهذا الطفل لم يبك كل ما فعله أنه جلس على الأرض ورفض القيام مع أمه والدخول من باب المدرسة ولأنها تعتقد ما تفعله صواب دائما فقد هوت على الطفل بصفعة كي يقف ويدخل المدرسة، وعندما قالت لها المعلمة لا تضربيه قالت أنا أضربه كي يقوم معي فقالت لها اتركيه واذهبي وذهبت الأم ولم يبكي الطفل إطلاقا وسرعان ما وقف وسط زملائه ولعب معهم ولكن سلوك هذا الطفل كان يحكي بأوضح الألفاظ عما يلاقي في بيته فلم يكن أبدا بالطفل السوي ولم يكن ليلعب مع زملائه بلطف بل كان يؤذي الجميع وتوجيه اللوم إليه من المعلمة لم يكن يقابله إلا بابتسامة.
فلما نعود أبناءنا منذ صغرهم على الضرب لماذا لا نترك مجالا للتفاهم والوصول إلى حلول سليمة بهدوء…فالطفل الذي يقع عليه العقاب العنيف لأتفه الأسباب مع صغر سنهم بالتأكيد سيتعلم أن الحياة لا تسير إلا هكذا وهو سينعكس على سلوكياته ولو من باب محاكاة الكبار.
3-الشاشات وما يعرضه من مشاهد لأفلام العنف :-
ومن أبرز هذه المشاهد ما يراه الطفل حوله من مشاهد العنف قد تكون هذه المشاهد فما يراه والداه من أفلام في التلفاز فما من فيلم إلا وفيه ضربا وإنفجارات ودمار وهو ما يجعل الطفل يريد محاكاة ما يرى كي يكون مثل بطل الفيلم كذلك بالنسبة لأفلام الكارتون نشاهدها تتحدث عن الجرائم والقتل والدمار.
4-شجار الوالدين مع بعضهما
قد تكون مشاهد العنف فيما يراه الطفل بين والديه من شجار والذي قد يكون مجرد حديث يرتفع فيه الصوت ثم يتطور إلى التعارك وهي مشاهد كثيرا ما تتكرر أمام الأبناء.
5-المقارنة السيئة بين الأطفال كأن يوصف أحدهما بالجمال والآخر
بالبشاعة.
6-حب الطفل للحركة والنشاط وكبت الأهل لهذا :-
فالأطفال يحبون الحركة والنشاط ولكن نلاحظ بعض الأباء يقومون بكبت أطفالهم في حياة مغلقة ليس فيها تجديد ولا أي نوع من النشاط.
7-عدم إشباع رغبة الطفل الفضولية في اكتشاف ما هو مجهول.
8-خوف الطفل أن يفقد بعض الامتيازات بين أهله كالحب والعطف
ويحدث هذا غالبا عند مقدم مولود جديد يتصور أنه يزاحمه في هذه المحبة والعطف والاهتمام بطفل دون الآخر كولد يحمل ويداعب ويعطى وآخر يزجر ويهمل ويحرم.
9-تشجيع الأبناء على السلوك العنيف
مهلا لا تستنكروا الأمر فبالتأكيد عندما نرى طفلا يدمر شيئا ما ونصفق له فإننا هنا لن نكون أسوياء بالمرة ولكن ما الذي يحدث داخل معظم البيوت عندما يضرب الطفل الرضيع أمه مثلا في وجهها وهي ترضعه أو تداعبه أقول لكم أنا ..في معظم البيوت يقابل هذا الأمر بالضحك وما الذي يحدث عندما يضرب الطفل أحد أقاربه أو أخوته أو أن يسبهم في سنوات عمره الأولى؟! للأسف الشديد فإن كل من حوله يضحكون ويهللون في سعادة غامرة على أن الطفل أصبح يتفاعل معهم، هم هنا سعداء بتفاعله وهو هنا يفهم أن ما يفعله هو الصواب.
وأنا لا أنكر أن هناك أباء يشجعون الطفل على العنف بالمعنى الحرفي، وهنا تروي إحدى الكاتبات في هذا الموضوع ما شاهدته بأم عينها تقول:- رأيت طفلا معاقا ذهنيا يلعب مع بعض الصبية في الشارع فيخطئ في شيء ما فيضربه زملاءه وإذا بالأم تقف في الشباك لتقول لأبنها( أضربه دعه يتعلم)…يتعلم ماذا إنه ذو احتياج خاص فأين الرحمة بحالته؟!وهل عندما تعود أبنها على هذا السلوك سيرحمها هو عندما تكبر وتسن وتصبح حالة خاصة هي أيضا
10-الإحباط
يؤدي الإحباط والفشل عند عدم تحقيق الغاية يجعل الطفل عدوانيا في بعض الأحيان، كذلك يشكل التلميذ الفاشل في دراسته نموذجا للعنف ذلك أن التقصير المدرسي يؤدي غالبا إلى احتمالات ثلاثة أولها الهروب إلى اللامبالاة وتهميش الحضور وثانيها الخضوع لوضعه ككسول وضعيف وثالثها اللجوء إلى العنف والمشاغبة ليلحق الأذى بالتلميذ الهادئ.
علاج العنف عند الأطفال:-
هناك مقترحات كثيرة لعلاج العنف عند الأطفال أجمله لكم فيما يلي:-
1-إشعار الطفل بالمحبة وهذا ما كان يفعله رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ويأمر به أصحابه ويرقب تنفيذهم له وإليكم هذا المثال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما وعليهما قميصان أحمران يمشيان فنزل عليه الصلاة والسلام فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: صدق الله عز وجل “إنما أموالكم وأولادكم فتنة” نظرت لهذين الصبيين يمشيان ويتعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
2-الأخذ بالاحتياطات اللازمة عند مقدم طفل جديد للحيلولة دون اشتداد الغيرة والحسدوفي هذه الحالة يمكن السماح للطفل بالمساعدة في شؤون المولود الجديد عند إلباسه وإطعامه وإحضار ملابسه والسماح له بمداعبة أخيه ولكن مع شيء من المراقبة دون إشعاره بذلك.
3- تحقيق العدل بين الأبناء في كل شئ