مصر قلب العالم وقناة السويس شريان حياته :
لا تنزعجوا من شطحات ترامب العبثية مستهدفا الجبهة الداخلية
أ.د. محمد علاء الدين عبد القادر
الإثنين 28 أبريل 2025
أن الوعى الجمعى المصرى هو قضية أمن قومى بامتياز .. مصر قلب العالم وشريان حياته
لاتنزعجوا من شطحات ترامب وتصريحاته العبثية وحربه الإعلامية النفسية ضد مصر مستهدفا النسيج الوطنى وتماسك الجبهة الداخلية
فمن الثابت أن تماسك الجبهة الداخلية هو حائط الصد القوى المنيع أمام كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن واستقراره وسلامته
سدا منيعا أمام كل ما يتم بثه على مدار الساعة من أكاذيب ومن شائعات مغرضة ومن حرب نفسية ممنهجه ضد شعب مصر
فإن جميع محاولاتهم لتصدير الفوضى الخلاقة وزعزعة أستقرار الوطن قد باءت بالفشل مرة تلو الأخرى بسبب تماسك الجبهة الداخلية وتنامى الوعى الجمعى المصرى بين كافة أطياف وكافة فئات المجتمع من شباب ونساء وشيوخ مع ادراكهم لكافة المخاطر والتهديدات والتحديات التى تواجهها البلاد داخليا وخارحيا
التى يقوم بها أعداء الشر أعداء الإنسانية عديمى الحضارة معدومى الضمير فاقدى أدنى معايير القيم والأخلاق وحقوق الإنسان حتى فى علاقاتهم الدولية النفعية المبنية على المواءمات والمصالح من تكتلات لدول محور الشر المستعمرين المحتلين بتاريخهم القديم وحتى تحت الظروف الأنية المعاصرة الحديثة من تاريخ البشرية
ان تصريحات ترامب الأخيرة بأن قناة بنما وقناة السويس ما كان لهما أن توجدا لولا الولايات المتحدة .. وقام بتكليف وزير خارجيته بتبليغ هذا القرار العنترى من رجل الكاوبوى إلى نظراءه فى كل من دولة بنما و فى مصر وليس عليهم إلا السمع والطاعة ..
فجر سياسى يتنافى مع كافة الأعراف الدولية
وما على هذه الدول بنما ومصر إلا أن يرحبوااا وأن يهللوووو وأن يقيموا الحفلات والأفراح والليالى الملاح تضامنا بموافقتهم على أعفاء السفن الأمريكية التجارية والحربية من أى رسوم عند عبورها المجانى من هذين الممرين الملاحيين العالميين استجابة لقرار حاكم البيت الأبيض حبا وتيمنا به وبطلعته البهية
تجنبا لغضبة وشروره أو أى عواقب وخيمة قد تصدر عنه لا سمح الله ذلك الإنسان الحنجور متوشحا بسروال رجل السلام زورا وبهتانا المخادع
وفيما يكنه بداخله من حقد وضغينة ورغبة فى جنى الأرباح وتحقيق المكاسب على فاتورة حساب شعوب الأرض
طبعا الحبكة جاهزة .. والمقامر ساكن البيت الأبيض يهدد ويتوعد بما لا يحمد عقباه .. يخلق الأزمة من ناحية ..
ويسعى لإدارة هذه الأزمة التى أفتعلها عن قصد وفقا لتوجهاته وفلسفته من ناحية أخرى ..
وحتى أن يتمكن من فتح باب للتفاوض لتحقيق مصالح دولة العم سام
فهى حيلة ماكرة يمارسها أصحاب المقاولات ومن بائعى الوهم يدركها أهل الاختصاص
وأصحاب العقول النيرة حتى أن يتمكن ترامب بعدها من تحقيق إتفاق تحت أسوء الظروف بتطبيق أدنى تعريفة رسوم
يمكن أن تدفعها السفن الأمريكية بميزة تفاضلية عن أى دولة أخرى من دول العالم عند عبورها ممر قناة السويس الملاحى
فهى أضغاث أحلامهم لن تجد لها أى أذان صاغية لمثل هذا الهراء .. علاوة على تداعياته السلبية على دخل قناة السويس الكلى من ناحية
ومما يقد يشجع دول أخرى أو تحالفات أخرى بعينها على ممارسة عنترية رجل الغاب هذا والتهديد بطلب العبور المجانى لسفنها بقناة السويس بالمثل إذا لا قدر الله أن نجح ترامب فى مخططه الخبيث
وهذا مستبعد ولن يحدث مطلقا ولن تقبل به القيادة المصرية ومن وراءها جموع شعب مصر دحرا لهذه البلطجة السافرة
إن أمريكا ودولة الكيان وجماعة الحوثي ثالوث الدمار والخراب بالمنطقة أوقف حركة الملاحة فى قناة السويس
وتخسر مصر سنويا منذ بداية حرب غزة مليارات الدولارات بعد أن تحول مسار السفن إلى ممرات أخرى إلى طريق رأس الرجاء الصالح تجنبا لمخاطر عبور البحر الأحمر عبر قناة السويس
جميعها ضغوط اقتصادية تمارسها الإدارة الأمريكية على مصر التى تقف شوكة وحجر عثرة فى طريقها فيما يتعلق :
– بتداعيات حرب إسرائيل- غزة
– و من رفض فكرة تهجير أهل غزة وسكان الضفة الغربية
– ومن أوهام ريفيرا ترامب الحالمة
– مع إصرار مصر فى كافة مواقفها السياسية وبتأييد شعبى جارف وما يصدر عنها فى المحافل الدولية على أهمية الإعتراف بدولة مستقلة للفلسطنيين عاصماتها القدس الشرقية على حدود ٤ يونيو أى على حدود ما قبل نكسة ٥ يونيو 1967
ان عبور السفن الأمريكية أو غيرها عبر ممر قناة السويس المصرية ورسوم تحصيلها وغيرها من بنود يقع كل ذلك ضمن معاهدات واتفاقيات دولية حاكمة ووفقا للقانون الدولى حافظة للسيادة والحقوق وهذا أمر بطبيعة الحال يخص السيادة المصرية واستقلالية قرارها ويتعارض كليا مع شطحات ترامب العنترية
قناة السويس التى حفرها المصريين بسواعد أبنائهم منذ عقود مضت .. واستردها جيش مصر بدماء شهداءه فى انتصارات حرب أكتوبر 1973 وأعاد افتتاحها أمام الملاحة العالمية بعد توقفها لمدة 8 سنوات عقب نكسة يونيو 1967
وتاريخيا ليس لأمريكا أى فضل على حفر قناة السويس المصرية والتى يمر بها حوالى 15 % من سغن التجارة الأمريكية
وذلك على عكس قناة بنما وعلاقتها التاريخية بأمريكا ومرور قرابة 40% من سفن أمريكا بها
كل هذه المهاترات .. من اللامعقول .. واللامنطق .. وبما يتنافى مع الشرعية والسيادة ..
ومع أحكام القانون الدولى .. تأتى مع تخوف أمريكا من سيطرة الصين على هذا الممر الملاحى فى بنما
وكذلك ما يتعلق بتنامي الاستثمارات الصينية فى مصر بمشاريعها العملاقة الواعده بمحور قناة السويس منفذا لها إلى القارة الأفريقية وبقية دول العام
موجز الفكرة أن أمريكا تستخدم كافة أوراق البلطجة من ناحية بسبب حالة التضخم التى تعانى منها
وعلى الجانب الأخر فى محاولة منها لضرب مسارات طريق الحرير الصينى فى حربها التجارية مع الصين وأن كل من قناة بنما وقناة السويس ليست ببعيدتين عن ذلك المسار فهما شريان حياته الرئيسى
وفى محاولة أمريكا بجانب ضغوتها الاقتصادية على مصر فهى تسعى جاهدة لضرب المشاريع الاستثمارية بمحور قناة السويس لكل من شراكات التنين الصيني وشراكات الدب الروسي
وغيره من دول لديها من الشراكات الاستراتيجية الواعدة مع الحكومة المصرية بمحور قناة السويس
كل ذلك فى خطوة مدروسة .. من ضمن خطوات أمريكا الاستباقية .. لكن هيهات خاب ظنهم فى محاولاتهم مرارا وتكرارا من :
– ممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية على مصر من ناحية حتى تلين وتستجيب لكافة مطالبها ومن ضمنها قبول صفقة تهجير الفلسطنيين إلى سيناء وغيره .. دون جدوى
– و كذلك للحد من تنامى تحالفات دول البيركس ضد الهيمنة الأمريكية التى تسعى لخلق واقع لعالم جديد متعدد الأقطاب
كما وأن القيادة المصرية بوعيها ورشدها وبحكمتها البالغة وادراكها للعبة الشطرنج العالمية ومع امتلاكها مفاتيح السيادة والقوة والقدرة التى خبرها الجميع على كافة مستويات الدول الإقليمية والدولية ، فإن مصر دون أدنى شك ؛
– تمتلك زمام السيطرة والسيادة على قناتها وعلى أرضها وعلى حركة الملاحة العالمية على أرضها العابرة بممر قناة السويس برسوم عبور عادلة
– كما وأن مصر تمتلك الكثير من أوراق الضغط على أمريكا وعلى غيرها من الدول المارقة باعتبارها لاعب أقليمى قوى مؤثر وموثوق به فهى محور أرتكاز العالم وشريان حياته
وتدرك مصر كل هذه المؤامرات وما تستهدفه أمريكا بحربها الإعلامية وحربها النفسية المضللة التى تستهدف أبناء الوطن و النيل من تماسك جبهتها الداخلية
وأن أمريكا ومع رمقها الأخير فى غيبوبة غرفة الإنعاش بشطحاتها العنترية فهى تهدد اتفاقية كامب ديفيد للسلام ما بين مصر وإسرائيل وأن أمريكا شريك أساسى ولاعب رئيسى راعى لهذه الاتفاقية والمستفيدة الأكبر ودولة الكيان من عوائد بنود هذه الاتفاقية
فنجد أمريكا الطاغية صاحبة الديمقراطيات المزيفة .. وشماعات حقوق الإنسان الزائفة .. تجدها حاضرة على كل الموائد لاقتناص الفرص
وأن شخصية رجل الكاوبوى تجرى فى دماء عروقها وحتى فى شحرجرة وشخلله وهيج أنفاسها دونهما تفقد حياتها وتنكسر هيمنتها
وليس أمامها إلا من ممارسة البلطجة الدولية واستنزاف خيرات الشعوب واشعال الفتن والصراعات والحرائق والحروب بين كافة دول المعمورة لبيع سلاحها وتحقيق مآربها تحت عباءة المنقذ رجل السلام زورا وبهتانا
هذا هو سر مفتاح حياتها على مر تاريخها منذ نشأتها وتشتيتها وإبادتها لسكان أمريكا الأصليين من الهنود الحمر
كل ذلك ليس ببعيد عن الضغوط الاقتصادية التى تمارسها أمريكا على مصر
وسعيها للحد من دور مصر اللاعب الرئيسى على الساحة فى محيطها الاقليمى وعلى المستوى الدولي فى كثير من الملفات ومنها :
– دور مصر فى ملف غزة ومن القضية الفلسطينية وخطوطها الحمراء ضد تهجير سكان غزة أو الضفه الغربية وحتمية إقامة وطن مستقل للفلسطنيين
– وما أزعج أمريكا من مناورات البحرية المصرية – الروسية بالأمس القريب فى البحر المتوسط
– ومما زاد من شيطنة وانزعاج أمريكا من المناورات المصرية – الصينية حاليا بطائراتها الشبحية المتقدمة مع نسور مصر فى سماء مجال البحرين الأحمر والأبيض المتوسط
– وما تتميز به مصر بموقعها الجيوسياسى قلب العالم وشريان حياته والمتحكمة فى حركة الملاحة العالمية مطمع أهل الشر على مر العصور
– علاوة على أن مصر أساسا هى لاعب رئيسى وعضوا فاعلا ضمن دول محور البريكس الذى يقلق مضاجع أمريكا وأفقدها صوابها وما تبقى من عقلها وأفقدها العديد من مناطق نفوذها التقليدية سابقا حول العالم
– وما يتم اتخاذه من قرارات لدول محور البريكس للحد من الهيمنة الأمريكية ومن سيطرة الدولار على حركة الاقتصاد العالمى
وما انتابه من تداعيات كثيرة ومن عدم الموثوقية فيه خاصة عقب قرارات ترامب العنترية الطائشة
برفع نسبة الرسوم الجمريكية على السلع التى تستوردها أمريكا من كافة دول العالم بنسب متفاوته ثم تراجعة مؤقتا عن تنفيذها لمدة 3 أشهر قادمة
– مع تطبيق ورفع هذة النسبة واستمرارها على الصين بنسبة وصلت إلى 145% تحقيقا لمبدأ جنون العظمة الذى يتقمصة ترامب فى إطار من البلطجة الدولية
ومن الشطحات العنترية ضاربا بأبسط مبادىء وقواعد فلسفة إنشاء منظمة التجارة العالمية التى تدنت مصداقيتها وتلاشت فعاليتها فى صمت دون صوت مسموع لها فى طريقها إلى سراب
جميعها رسائل ردع من مصر موجهة إلى أمريكا وإلى دولة الكيان وإلى غيرهما من دول العالم ممن قد تسول لها نفسها المساس بأمن مصر واستقرارها .. وتأكيدا على مبدأ السيادة الوطنية واستقلالية القرار المصرى
كل ذلك مع ما تقوم به مصر من :
– عقد العديد من صفقات تحديث كافة أسلحتها أرض وبحر وجو
– ومن تنوع مصادر تسليح الجيش المصرى بمميزات نسبية مع كل من روسيا والصين وكوريا الجنوبية وربما الشمالية والعديد من دول أوروبا بشركات مع دول موثوق بها تضمن نقل الخبرات وتوطين التكنولوجيا وصناعتها العسكرية على أرض مصر
– ومن قيام مصر بتطوير وتحديث بنيتها التحتية فى كافة قطاعات التنمية وما يتضمنه القطاع العسكرى من تدشين المزيد من القواعد العسكرية على كافة حدود مصر واتجاهاتها الاستراتيجية ومن مطارات مدنية وحربية ومن مشروعات استثمارية
لتدشيين الموانىء البحرية وفيما تمتلكة مصر من أقمار صناعية للرصد وتحليل المعلومات ومحطة فضائية وما خفى كان أعظم
كل ذلك وغيرة ومع خطوط مصر الحمراء فهى غمامة رمادية سوداء أمام أعين كل بلطجى مقامر ومن معه من المتحالفين .. فجميعها أمور تزعجهم ..
وتقلق مضاجعهم فى منامهم .. وكوابيس أضغاث أحلامهم
وفى رسالة صادقة من عزيز مصر عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية إلى شعب مصر العظيم مفادها بقوله :
[ إن مصر تخوض حرب وجود .. وإن المؤامرة كبيرة .. ودا الخطر الحقيقى علينا .. معناه إحنا يا مصريين لازم نكون كلنا على قلب رجل واحد تماسكين ..
ومتحركين فى اتجاه هدف واحد هو إعادة الدولة المصرية إلى مكانتها ويزيد .. ويضيف السيسى :
إن كل التحديات تهون .. وكل المشاكل تهون .. طالما الشعب المصرى منتبه وصامد :
عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ]
– حفظ الله مصر من كل سوء
– حفظ الله عزيز مصر وأهل مصر من كل سوء
– حفظ الله جيش مصر وصقور مصر البواسل من كل سوء
– مع أمتلاكه لكافة عناصر القوة الشاملة والقدرة واستقلالية القرار المصرى
– وإن المصالح الوطنية العليا لمصر فوق كل اعتبار
– وأن حماية الوطن .. وحدودة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية .. وحماية واستقلالية قناة السويس .. وضمان تدفقات مجرى نهر النيل .. من أى تدخلات خارجية ..
هى خطوط حمراء سطرتها قيادة مصر بعقيدة جيشها ومساندة شعبها .. وهى قضية أمن قومى بامتياز
كل ذلك يحدث فى تناغم مع مساعى وتوجهات الدبلوماسية المصرية ورسائل وزارة الخارجية المصرية المعبرة صراحة دون أى مواربة عن رأى القيادة السياسية
والحكومة المصرية مع توافر الدعم الشعبى من كافة أبناء الوطن وتماسك نسيج الأمة صفا واحدا خلف قيادته السياسية داعما ومؤيدا لها بكل ثقة وأعتزاز فى كل ما يتخذه من قرارات مصيرية لحماية الأمن القومى المصرى
كل هذا وذاك .. فهو يزعج أبو ايفانكا الأمريكى .. ويزعج دولة الكيان .. وأن الله لهم بالمرصاد .. وأن يجعل تدميرهم فى تدبيرهم
وإن النصر لمن يملك المعلومات ويدير لعبة الشطرنج العالمية بكل ذكاء ودهاء
أ.د. محمد علاء الدين عبد القادر