بقلم/محمد ضيف
سادت الامبراطورية الرومانية في هذا القرن حالة من الاضطراب، واخذ الجيش يتدخل في المنازعات السياسية وفيالصراع علي العرش، كمالوحظ في مناسبات سابقةان المصريين كانو يكرهون الحكم الروماني، ويسارعون بتأيد كل متمرد علي السلطة المركذية، وبعد مقتل الامبراطور “برتيناكس” في عام 193م
عادت تسيطر علي المبراطور اجواء اشبه بتلك الاعقاب التي سادتها في اعقاب مصرع الامبراطور نيرون فأخذت القوات الرومانية تعطي لنفسها الحق في منادة بالاباطرة، واصبح لقوات الحرس البريتوري دور بارز في تعينهم وخلعهم، ونادت القوات الرومانية في بريطانيا بقائدها امبراطور، وكذلك فعلت قوات الدانوب، وحذت القواتزالرومانية في سوريا حذوهم، فاعلنتمصر بتأيدها لحاكم سوريا وصدرت في مصر عملة بإسمه.
وكان الربح في النهاية هو قائد الدانوب الذي تمكن بفضل العدد الكبير من القوات الذي تحت امراته من السيطرة علي روما واصبح “سبتيميوس سييڤيروس” امبراطور في عام 193م وفي عام 199-200م هذا الامبراطور بزيارة لمصر، وبقي فيها عاما كاملا وحرص علي زيارة معالمها، وابحر في النيل حتي الحدود الجنوبية، وقد ادرك”سيڤيروس” مدي التهور الذي التاليه الاحوال في مصر، ومدي الحاجةالي الاصلاح، فأمر بإدخلات تعديلات إدارية، وكانت هذه المرة الاولي الي شهدت تعديلات ادارية التي وضعها “اوغسطس” وقد تم بمقتضي هذه التعديلات منح الاسكندرمجلسا تشريعيا، وكذلك الحال في باقي مدن مصر وتعتبر هذه الخطوة التي اقدم عليها “سيڤيروس” محاولةمنه لتوحيد النظم في سائر ارجاء الانبراطورية الرومانية.
وعندما تولي الامبراطور “كركلا(211-217م) اقدم علي خطوة مهمة، وحينقرر منح حقوق المواطنةالرومانية لكافة رعاياالامبراطور، وفيما عدا فئة واحدة اطلق عليها القرار وصف كلمة تعني المستيلمين، وقد اثار جدل بين الباحثين حول تعريف هذه الكلمة، ومن هم المستسلمون الذين يعينهم هذا القرار، وهل كان المسلمونمن بينهم، ولكن الدراسات اثبتت ان هذا النح شمل المصريين ايضا، وعلي ايه حال فإن هذا القرار كان تأثيره نفسيا دون ان يؤدي الي تغيير حقيقي في حياة الناس.
وفي عام 215م قام الامبراطور” كركلا”بزيرة مصر لمصر وكان الناس يكرهونه؛ لانهم كانو يعلمون انه قتل شقيقه، لكي يستأثر بالعرش، فأخذوا يسخرون منه، وقد دفعه هذا الي الانتقام منهم فأمر بجمع السكندرين في استاد المدينة، وقتل عددا كبير من الشباب، وامر جنوده بنهب المدينه، واصدر قراره الشهير الذي يقضي بطرد بكافة المصرين الذين يقمون في جميع انحاء الاسكندرية بشكل غير مشروع، والذين كانوقد هربو من مواطنهم في الريف حتي يتهربوامن اداء التزاماتهم تجاه الدولة.
ولقد بلغ الاضطراب ذروته في الةمبراطورية الرومانية، وذلك في الفترة التي تقع مابين عهد الامبراطور “سيڤيروس الإسكندر” (222-235م) وتولي دقلديانوس العرش فقد انتشرت الفوضي، وكثرت محاولات الاستقلال الولايات، نتيجة ضعف السلطة المركذية، ولم تلعب مصر دورا يذكر فياحداث هذه الفترة.
وقي منتصف القرن الثالث جلس علي العرش الامبراطورية “ديكيوس” ومن ابرزالاحداث في عهده اضطهاد المسيحيين، ومما هو جدير بالذكر ان المسيحية كانت قد اخذت في الانتشار، واصبح لها الكثير من الاتباع، وارت السلطات في الديانة الجديدة تهديداللدولة، كما شهدت مصر محاولة للاستقلال عن الدوفة الرومانية ولكن تم القضاء عليها.
وفي عام 269م تعرضت مصر لغزو خارجي جامحا من الشرق، وكان مصدره مملكة تدمر، وهي دولة مركذها المدينة التي تقع في الصحراء مابين سوريا وبابل. واستطاعت واستطاعت ان تحرز مكانة مهمة من خلال سيطرتها علي طرق التجارة، وقد ارتطبت تدمر بالامبراطورية الرومانية، وكانت تابعة لها، ولكنها تمتعت بالاستقلال الشاتي واستاع احد حكانها ويدعي “أذينة” ان يقدم خدمات للرومان، فأنعم عليه الابراكور “جالينوس” بلقب قائد، وبعد وفاة هذا الحاكم تولت زوجته”زنوبيا”الوصاية علي ابنه الطفل، وكانتامرأة طموحة.
حيث كانت ترغبفي تكوينامبراطورية فأرسلت جيشا للاستيلاء علي مصر سنة 269مومانتقد اتفقتمع بعض زعماء السكندريين، وتمكنجيش تدمر من احتلال مصر، واضطرالامبراطور الروماني الي الاعتراف “بوهت اللات” ابن “زنوبيا” شريكا له في الحكم، ولكن الرومان بعد قد اعلنوا الحرب علي تدمروقد الامبراطور الروماني قواته الي اسيا الصغري، وارسل احد قواته ويدعي “بريوس” لاستعادة مصر، وقدانتصر الامبراطور “اوريليلنوس” علي قوات تدمر، واخذ”زنوبيا”اسيرة الي روما، وفي نفس الوقت تمكن قائده من استعادةمصر في عام مصر 271م
ولقد تلي ذلك قيام ثورةضد الحكم الروماني في مصر، وتولي قيادتهااحد تجارالاسكندرية ويدعي” فيرموس”وكان من بين الذين ساعدوا”زنوبيا”علي احتلال مصر واضطرالامبراطور “أوريليلنوس” الي الحضوربنفسه الي قمع الثورة، وبعدوفاةالامبراطور”اوريليانوس”انتهزت القوات الرومانيةفي مصر هذه الفرصة، ونادت بقائدها”بربوس”امبراطور واستطاع هذا القائد ان يتربع علي عرش الامبراطورية لمدة خمسة اعوامالي ان قتل علي احد الجنود في عام 282موعمت الفوضي ارجاء الامبراطورية لمدة عامين، حتي تمكن “دقلديانوس” من تولي العرش في عام 284م، ويعد عهده بداية لمرحلة جديدةفي التاريخ الامبراطورية الرومانية.
ولقد قام دقلديانوس بتغيرات جزيةعلي نظام الامبراطورية الرومانية، قسمها الي قسمين، وكان ذلك بداية لانقسام الامبراطورية الرومانية الي دولتين احداهما
في الدولة الرومانية الشرقية(الدولة البيزنطية)
والاخريفقد ظلت عاصمتهاروما القديمة في الغرب،
كماادخل نظاما جديدا لشغل العرش،
ولقد كان عهده نهاية للعصور القديمة
وبداية للعصور الوسطي