بقلم: د هاني ابو الفتوح
مع انتشار خبر اعلان وز
ير الري الاثيوبي بدء ملئ سد الخراب فعليا وطلب الخارجية المصرية من اثيوبيا التوضيح الرسمي لتصريحات وزير الري من عدمها ليحق لمصر بعدها ان تتحرك أيضا منفردة على أرض الواقع بعد أن احترمت تدخل الاتحاد الأفريقي وتأييد مجلس الأمن على دعم استمرار المفاوضات دون تحركات فردية من أي فريق.
ماذا يحدث على أرض الواقع وماهي خطة أثيوبيا في فرض سياسة الأمر الواقع ومتى تتحرك وترد مصر فعليا وعمليا ؟
ما ذكرته إثيوبيا انها ستبدأ خلال الفترة من يوليو الحالي الى سبتمبر في ملئ السد بما يعادل ٤.٩ مليار متر مكعب من المياه خلف السد ثم مع فيضان العام القادم ملئ ما يعادل ١٤ مليار متر مكعب وهو رقم كبير في معادلة الملئ ثم تقفز بعد ذلك إلى ٧٤ مليار وهي خطوات ان تمت أثرت تأثيرا مباشرا على حصة مصر التاريخية من المياه المقدرة ب ٥٥ مليار متر مكعب سنويا لا تفي ابدا باحتياجات مصر وشعبها مما جعلها من أفقر شعوب العالم شحا في المياه ولا تعترف بها إثيوبيا.
ولكن كيف ترد مصر عمليا بالردع حال فشل كل المفاوضات وتعنت الجانب الأثيوبي بدعم صهيوني خائن عميل من إسرائيل الى تركيا وقطر وأصحاب المصالح السياسية واصحاب أجندة تجويع مصر.
ملئ السد بنسبة ٤.٩ متر مكعب مياه حاليا فنيا لا يمثل خطرا او تهديدا ويمكن احتواؤه حال اي تدخل عسكري مصري بضرب السد ولكن كل الخطر يبدأ من اكتمال الملأ ب ١٤ مليار العام القادم.
اذا امام مصر عام كامل لتضغط وتتفاوض وتهدد وتخطط وتجمع مواقف سياسية مؤيدة استغلالا للفعل الأحادي الفردي من اثيوبيا بملأ السد مما يعطي لمصر ذريعة حق الرد والردع .
لذلك فالهلع والخوف من تأخر الرد المصري لا داعي له فمصر وحدها من ستحدد متى وكيف وأين.
ومصر وحدها سيدة قرارها حال اصطدامها بكل التعنت والصلف الأثيوبي المدعوم من قوى الشر التي تصدر شرها لمصر سرا او علنا والمعروفة جيدا لرجال الديبلوماسية المصرية
مصر لن تضرب السد الا بعد استنفاذ كل السبل ليكون لها العذر الدولي وحين تقرر أن تفعل ستفعل ولن تخضع لابتزاز أحد او استفزاز فريق لا يعي ولا يفهم ما يقول خاصة وبين أظهرنا من يتمنى فشل السياسة المصرية في كل الجبهات.
أراء كثيرة متعجلة خرجت تطلب الرد فورا بضرب السد دون قراءة واعية للمواقف واختيار اللحظة المناسبة وكسب الرأي العام الدولي والأبواق العفنة خرجت لتشمت في وطن في حالة استنفار وتحدي شرس وصراع على كل الجبهات يحتاج لدعم كل قلب وطني مخلص لديه ذرة من وطن يسكن فيه.
مصر لن تعطش ابدا ولن تجوع.
مصر القوية محفوظة باذن الله تعالى ولو كره الكارهون .