متحدثين الروح يرفضون الاستسلام للظروف
بقلم / سلمى ناصر
أحياناً نلتزم الصمت ونستمع إلى أحاديث الروح…
نصمت.. ونحن أحوج ما نكون إلى أبلغ من الكلام..
نصمت.. حين تعجز الحروف، وتستسلم الأقلام..نلتزم الصمت… عندما يفتقدنا الأمن والسلام.نصمت… عندما لا يكون هناك مكان للمعاني.ورغم كل شيء… مشاعرنا ترفض الرحيل، فهي صامدة ولن تغادر دنياها. هذا هو موطنهم الحقيقي، ونعيم روحهم الأبدية… عليهم السلام حتى يطمئنوا. وأكثر البشر معاناة..مفرطة الحساسية، مدمنة التفكير، عاشقة للتفاصيل..
الذين يخترقون ما وراء الكلمات، الذين يتقنون محادثة الروح مع الروح، الذين يقرأون الوجوه، الذين يترجمون كل نظرة دون جهد، الذين يخافون من تأثير كلماتهم، الذين يصلون إلى موانئ السعادة بكلمة، والذين يرمونهم من الأعلى الجبل في حزن.. كلمة..
أولئك الذين يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالأشخاص، والأماكن، والمواقف، والروائح، والتواريخ…
الغامضون لدرجة الوضوح، الأكثر تعقيداً، الذين يتجولون في بحر الخيال، الحالمون بلا قيود، النبضات الشديدة، القلوب الجامحة، النفوس الهادئة، المزاجيون للغاية، المخلصون ، المتسامحون، المتهورون، المثابرون، الذين ينتمون إلى قبيلة المستحيل، الذين يرفضون الاستسلام للظروف.. .
الذين يشعرون بالقلق باستمرار، الذين يخافون من الاقتراب، ويخافون من الاقتراب منهم… وإذا اقتربوا اقتربوا، فلا فراق.
أشخاص بابتسامة آسرة، ونبرة صوت رقيقة، ونظرة تخترق أعماق الروح، وكلمة تحتويك بأمان العالمين…المختلفون، الذين لهم طابع خاص… في حضورهم دفء لا مثيل له… وفي غيابهم تحتار في دروب التيه…
أولئك الذين يتركون فيك بصمة لا تمحى، والذين لا يمكن نسيانهم أبدًا.
إلا… فترفق بهم… وطوبى لك إذا قدر لك أن تلتقي بأحدهم.