بقلم الكاتب. : محمد عبد المجيد خضر
يجب على من يود الحديث عن حرب اكتوبر ٧٣ الا يبدأها منذ تاريخ وصول الرئيس محمد انور السادات للرئاسة ، لان التحضر للحرب والعمل كان على قدم وساق قبل ذلك بكثير ، وانما يجب ذكر دور الرئيس الزعيم البطل جمال عبد الناصر الذي اعد ما يسمى بالخطة ٢٠٠ للعبور واستعادة سيناء .
وقام الزعيم اثناء حرب الاستنزاف بزيارات كثيرة للجبهة ، لان حرب الاستنزاف اعطت للمحارب المصري قدر من الثقة في النصر باذن الله ، حيث كان ابطال الجيش المصري يعبرون القناة على فترات ويهاجمون مواقع الجيش الاسرائيلي ويقتلون من يقتلون ويرجعون ايضا ومعهم اسرى وغنائم .
ومن محاسن هذه العمليات لحرب الاستنزاف انها القت بالرعب في قلوب العسكريين اليهود من هول ما قابلوه من شراسة المجموعات المقاتلة من الجيش المصري القائمين بحرب الاستنزاف .
ولَم يمهل القدر عبد الناصر ليرى بام عينيه ثمار جهوده لبناء الجيش من جديد والنصر ، ولم ينجز المهمة لاسباب كثيرة اهمها تلكؤ الروس في مد الجيش المصري بالسلاح وخصوصا السلاح الهجومي ، واكتفوا بمدنا بالاسلحة الدفاعية .
ومات عبد الناصر وجاء العظيم السادات ليتسلم تركة صعبة جدا ومراكز قوة ، من رابع المستحيلات ضربهم مرة واحدة فقد اتحدوا جميعا ضد السادات ، فاصبح التحدي امام السادات مزدوج فامامه جبهة داخلية مهلهلة ووضع سياسي وامني هش ، بفعل تحكم مراكز القوة الذين اعتبروا انفسهم احق بالزعامة من السادات .
والتحدي الاكبر كان تحرير الاراضي المصرية من ايدي الاسرائيليين ، واستكمال بناء الجيش وجلب الاسلحة اللازمة لخوض حرب رهيبة يدعم العدو فيها كل القوى الكبرى ، فكان هناك حاجة ملحة جدا للتمويه والتحايل واظهار عدم القدرة على اتخاذ قرار بالحرب ، فتخيل اخي المصري مدى الصعوبة والاستحالة لحل كل هذه المضلات مرة واحدة .
لكن انور السادات الله يرحمه كان موفق من الله واستطاع وبنجاح يحسد عليه ، ونال التقدير والاستحسان من شعب مصر ومن العسكريين ، ونسق اولويات الحلول ، وانهى وقضى على مراكز القوة وحارب كل الاصوات المضللة .
ومنهم بدون شك فصيل المتأسلمين الذين يختبئون لحين ظهور بشائر خير لطرف ما فيقفون بجانبه ، وكأنهم قاموا بعمل جليل المهم تعامل مع سيطرتهم على الشباب بالجامعات وايضا النقابات العمالية والوزارات والشركات وهكذا ، وجمعيات العمل المدني .
وعمل السادات ورجاله والعسكريين بكل سرية وجهاز مخابرات كفؤ ابهر العالم كله ، وقام الجيش باعمال تمويه جعلت اسرائيل اكثر من مرتين تعلن الطوارئ وتستدعي الاحتياط ، وهو ما يكلفها الكثير جدا الى ان اقتنعوا باستحالة تنفيذ عمليات عبور للقناة ، لانهم امنوا القناة بفتحات تطلق النابالم ليجعلوا القناه كلها نار متوهجة يستحيل معها التعامل .
وايضا تفوقهم التكنولوجي وسيطرتهم على الاتصالات الاليكترونية وحل الشفرات ، مما يتيح لهم معرفة اسرار الجيش المصري ومعرفة اشاراتهم بجانب الحاجز الترابي الهائل الذي يصعب معه دخول سيناء اصلا .
وقد تغلب السادات على ذلك من خلال سلاح المهندسين الفذ بابطاله وابطال الصاعقة والضفادع البشرية ، حيث تم اغلاق كل فتحات النابالم في باطن القناة واستحدث السادات والجيش استخدام شفرة اللغة النوبية لاهلنا في الجنوب ، وهي لغة لا مكتوبة ولا مقروأة ولا يعرفها احد غير النوبيين ، ثم بطل من اخواتنا المسيحيين ضابط مهندس اخترع طريقة خراطيم المياه لاحداث اختراق للمانع الترابي .
وانحلت كل المشاكل بجانب تأمين غطاء كافي جدا من الصواريخ المضادة للطيران وايضا الدبابات وسلاح مدفعية يعمل بكفاءة تفوق الوصف ، وتوكل الابطال جميعا على الله وبدأ العبور وكان النصر المؤيد من الله عز وجل بقيادة والسادات العظيم والقائد احمد اسماعيل والقائد الفذ رئيس اركان حرب الجيش سعد الدين الشاذلي الذي كان مجرد ذكر اسمه يزلزل اسرائيل بالكامل ، وبجانبهم الجمسي وقائد البحرية وحسني مبارك قائد سلاح الطيران ، الذين سجلوا اسمائهم بحروف من ذهب ونور في تاريخ مصر وفي تاريخ العسكرية المصرية وسمعتها في العالم اجمع .
هذه هي كواليس حرب اكتوبر التي يجب ان يعلمها اجيالنا السابقة والاحقة ليعلموا اننا كلنا ليس فينا من يفرط في حبة وما من اراضينا ، فالحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه وايد رئيسنا وجيشنا وحكومتنا بنصرك واهدي كل عاصي يا رب العالمين .