كتب : عبده الشربيني حمام
تبحث حركة حماس المحاصرة في غزّة عن غطاء مستمرّ لأنشطتها السياسيّة والعسكريّة، ورغم تضييق الخناق عليها وتصنيفها كمنظمة إرهابيّة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكيّة، فإنّ هذه الحركة تحظى بدعم عدة دول، من بين أهمّها على الإطلاق: تركيا.
تستضيف تركيا على أراضيها عددًا محترمًا من أعضاء حركة حماس وقياديّيها وتوفّر لهم أغلب التسهيلات المتعلّقة بالإقامة وحقّ التنقّل من وإلى تركيا وتصل التسهيلات إلى منحهم الجنسيّة، ما يُخوّلهم التنقّل بحريّة لعشرات الدّول في العالم دون طلب فيزا، من بين تلك الدّول اليابان وكوريا الجنوبيّة. وتعمل الديبلوماسيّة التركيّة الآن جاهدًا من أجل عقد شراكة مع الاتحاد الأوروبي تضمن حريّة التنقّل إليها دون الاضطرار لطلب فيزا، الأمر الذي يثير مخاوف معظم الدول الأوروبية.
تناقلت بعض المواقع الإعلاميّة أخبارًا عن منح تركيا الجنسيّة لبعض أعضاء حماس. هذه الأخبار المتداولة والتي نشرتها مواقع إعلاميّة عالميّة محترمة من قبيل موقع “تيلغراف” تثير حفيظة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والكثير من دول الشرق الأوسط. يعتقد الكثير من القيادات السياسيّة في العالم الغربيّ أنّ تركيا توفّر غطاء سياسيّا لحماس من أجل التخطيط لعمليات اغتيال وهجمات عسكريّة دون الخضوع لمراقبة أو محاسبة. وقد نفت السلطات التركيّة في أكثر من مناسبة هذا الخبر وألحقته إلى قائمة الإشاعات التي يريد البعض تداولها.
من الواضح أنّ حماس تشكّل تحدّيا للديبلوماسية التركيّة التي تحاول بشكل دؤوب تحسين صورتها في العالم وتقوية الروابط التي لديها مع شركائها وصناعة روابط جديدة، لكنّ تركيا لم تتخلّ عن حماس إلى الآن. يبقى السؤال: إلى متى سيتواصل الوضع على هذا النحو؟ هل ستبقى حماس دوما معتمدة على تركيا لتحقيق مصالحها الحيويّة أم أنّها ستبحث عن بدائل أكثر استقرارا؟