كتب / عبده الشربيني حمام
توسّم الكثیر الخیر في لقاء ممثّلین عن حركة حماس
بآخرین من حركة فتح، إلاّ أنّ الأخبار التي تلت ھذا اللقاء
لم تكن مبشّرة كما توقّعھا البعض.
تزعم مصادر من رام الله لھا ارتباط بمسؤولین في حركة
فتح أنّ المزاج العام الداخلي للحركة لیس مرتاحًا لھذا
الالتقاء بین فتح وحماس. ولا یعود ذلك لعدم رغبة فتح في
توحید صف المقاومة ولكن لتشكیكھا في نوایا حماس
الحقیقیة من مد ید المساعدة في الضفة الغربیة.
تحدّثت المصادر ذاتھا عن امتعاض فتح من نظرة حماس
لقطاع غزة والضفة الغربیة، إذ تعتبر حماس غزة تابعة
لھا وحدھا وتحت تصرفھا المباشر والأوحد. في حین
تعتبر الضفة الغربیة مشتركة بینھا وبین السلطة
الفلسطینیة برام الله. یثیر ھذا الجدل تاریخا لیس بعیدا. قبل 14 سنة، سیطرة حركة حماس على قطاع غزّة باستعمال القوة المسلّحة، وھو ما خلف شرخا عمیقا بینھا وبین حركة التحریر الفلسطیني فتح. الیوم، ومع محاول حماس التدخل في الضفة الغربیة باسم مقاومة عدوان الاحتلال یطرح الكثیر سؤالا حول مشروعیة ھذا التدخل وخلفیتھ.
اللقاء القیادي الثنائي بین حركتي حماس وفتح قبل أیام
یطرح أسئلة كثیرة من قبیل: ھل أصبحت الإشكالات التي
أعاقت التوصل إلى إنھاء الانقسام من الماضي بھذا
السرعة؟ ھل بالفعل قد طُویت صفحة الاتھامات
والتحریضات وتغلیب التناقض الداخلي على التحدیات
الجوھریة ؟ والأھم من ذلك، ھل ستتعھد حركة حماس
علنًا أمام الشعب الفلسطیني أنھا لا ترید السیطرة على
الضفة الغربیة كما سیطرت على غزة؟
من الصعب الحدیث عن وحدة حقیقیة والحال أنّ حماس لم تتخلّص بعد عن خططھا الخفیة وتعلن نوایا بشكل واضح وحاسم. إلى ذلك الحین، لن یكون ھناك تعاون حقیقي بینھا
وبین حركة فتح.