ماذا افعل؟
بقلم عبير مدين
من سوء حظك يا عزيزي أن تدخل في علاقة مع شبح! شخص لا يراعي مشاعرك يجيد لعبة الظهور والاختفاء، الاقتراب والبعد بلا أسباب ولا مقدمات!
يعتمد على ثقته في تعلقك به وقدرتك على التجاوز والتسامح!
بلا أسباب وبلا مقدمات يختفي من حياتك، يتجاهل اي محاولة منك للتواصل معه، لا يبالي بالألم النفسي الذي سببه لك ولا الحيرة التي أوقعك فيها لا يعنيه اشتياقك له ولا اي مشاعر حلوة تحملها له؛ يغيب عنك أوقات كثيرة تحاول خلالها التأقلم على عدم وجوده في حياتك ثم يعاود الظهور!
اول مرة يغلبك الحنين له وتلعب الذكريات الحلوة دورا في تصفية الجو وتدفعك أن تسامحه.
المرة الثانية دون أن يدري يبدأ يدفعك تجاه المنطقة الرمادية في العلاقة حيث تبدأ مشاعرك تجاه تأخذ منحى الهبوط التدريجي وينمو احساس انك مجرد لعبة في حياته أو إنك تحت الطلب موجود في حياته حسب احتياجه ينساك متى تواجد البديل او متى تواجد شيء يغنيه عن وجودك!
تحاول مع كل عودة أن تبتلع حجة الغياب حتى يتمرد بلعومك ويرفض الابتلاع ليس هذا فقط بل يضغط بقوة لأن تتقيأ الذكريات التي اصابتك بتخمة عواطف!
تظل لفترة ممزقا بين البقاء والرحيل بعد أن نزع فتيل الأمان والقاه بعيدا؛ لا تتعجب ولا تسخر إن الشعور بالأمان ما يجذبنا للبقاء وتغذية المشاعر الحلوة وانعدام الأمان ما يحملنا على الرحيل ستظل لفترة تسأل نفسك ماذا أفعل؟ أبقى؟ أرحل؟ اعامله بالمثل؟ تسأل ولا يجيبك سوى صدى صوتك لأنه يعيش في دنياه دنيا لا مكان لك فيها!
هؤلاء الاشخاص لديهم موهبة فذة في خسارة من يتعلق بهم وكسر قلوبهم!
لا تتوقع أن يعود أي كل شيء كما كان فمع كل كسر تفقد قطعة وانت تحاول لملمة الصورة حتى تفشل محاولات الإصلاح ويصبح مصيرها سلة المهملات وقتها لاتحزن عليهم فخسارتهم مكسب ربما يحمل لك القدر هدية وعوضا جميلا يداوي جراحك؛ هذا العوض ليس شرطا أن يكون إنسانا آخر ربما أمنية كنت تظنها مستحيلة وفجأة تتحقق! ربما تسلك طريقا تكون فيه جنتك فمع كل نهاية هناك بداية جديدة وبدائل عديدة المهم