ماأحوجنا هذه الأيام لروح أكتوبر
بقلم : سامى ابورجيلة
تمر علينا هذه الأيام ذكرى خالدة ، ذكر رفع الجباه ليس لمصر وحدها ، بل للعالم العربى أجمع
ذكرى الأخذ بالثأر من العدو الاسرائيلى .
ذكرى يوم أن حطم الجيش المصرى الغرور ، والغطرسة الاسرائيلية
ذكرى يوم أن قهرت القوات المسلحة المصرية على جبهة سيناء الجيش الذى قالوا عنه أنه لايقهر ( الجيش الاسرائيلى )
نحن فى هذه الأيام تمر علينا ذكرى حرب اكتوبر المجيدة ، التى صنع فيها الجيش المصرى المعجزات من أجل النصر ، ومن أجل اعادة الحق ، ومن أجل استرداد الكرامة
فمع سردنا واعتزازنا بجيشنا ، وبقواتنا المسلحة ، وسردنا ماقام به هذا الجيش العظيم من معجزات على جميع محاور القتال ، وكبد العدو خسائره ، وأفقده توازنه فى ست ساعات ، لابد أن نقف جميعا فى تفكر وتدبر ، ودراسة مستفيضة عن هذه النتائج ، ونأخذ منها الدروس والعبر والعظات ، لأن ماأشبه الليلة بالبارحة ، وماأحوجنا فى هذه الأيام لتلك الدروس ، والعبر والعظات
بدأ الاستعداد لهذه المعركة بحرب شاملة خلف خطوط العدو ، بعد هزيمة الخامس من يونيو 1967 ، بتخطيط محكم من الرئيس ( جمال عبد الناصر ) ، سماها الخبراء العسكريين ( حرب الاستنزاف )
وفيها جن جنون العدو الاسرائيلى ، يوم أن دمر له الجيش المصرى ، والبحرية المصرية ، والضفادع البشرية المصرية ( المدمرة ايلات ) فى عمق الموانئ الاسرائيلية .
ويومها هاجم العدو الخسيس مدرسة بها أطفال صغار ( بحر البقر ) فى محافظة الشرقية.
وبعد وفاة ( عبد الناصر ) تحمل الزعيم والثعلب ( انور السادات ) الأمانة ، وعمل على تحديث الجيش المصرى ، وعمل على تعبئة الشعب المصرى ، والجبهة الداخلية بالعمل على غرس الروح الايمانية بوعد الله ، والثقة التامة بنصره سبحانه وتعالى ، لأننا ندافع عن حق ، وتم تعبئة الجبهة الداخلية بالتوحد ، والجمع على رأى واحد ، واتجاه واحد ألا وهو الأخذ بالثأر من هذا العدو ، واعادة سيناء وأرضنا التى سلبها
وعمل على ذلك بطرق شتى :
أولها : التعبئة الايمانية كما قلت ، والثقة بنصر الله ، فى نفوس الجنود والضباط ، والثقة التامة بوعد الله لنا بالنصر لأننا اصحاب حق ، ووعيده سبحانه لكل من ظلم وطغى ، وسرق وسلب الأرض بالقوة .
ثانيا : العلم
عمل على التدريب العلمى ، على جميع الأسلحة ، وتحديث الخطط العسكرية ، والاستراتيجية بآخر ماوصل اليه العلم العسكرى وقتها ، وفكر بدهاء ، ومكر كيف تتم ازالة الساتر الترابى الذى اقامه العدو على شاطئ القناة ( خط بارليف )
ثالثا : عمل على طرد الخبراء الروس من مصر ، لأنهم كانوا يتجسسون على قواتنا المسلحة ، وحتى لاينسب الانتصار لهم ، وقال لابد أن نعتمد على انفسنا ، ونتوكل على الله ، لأننا اصحاب قضية .
رابعا :
هيأ الجبهة الداخلية لذلك ، وعمل على توحيد الصف للمعركة القادمة ، فكانت على قلب رجل واحد
فكانت النتيجة هو مانحتفل به اليوم ( النصر المؤزر على العدو )
وماأشبه الليلة بالبارحة
نحن الآن فى معركة ، معركة وجود على الحدود المصرية ، ليست معركة لخائنين مصريين فقط ، بل معركة لدول ، وقوى خارجية ، تريد النيل من مصرنا ، ومن جيشنا ، واخضاع ارادتنا
فلابد من التكاتف ، والتلاحم ، خلف قواتنا المسلحة ، وخلف زعيم يريد النهضة لمصر ، وعدم الانسياق للشائعات ، وعدم الاستماع لكل من يريد أن ينال من لحمتنا ، ومن يريد اضعاف الهمم ، ومن يريد النيل من جيشنا
لابد أن نعمل بجد ، واجتهاد ، وبكل ماؤتينا من قوة ، من أجل تقدم بلدنا ، ولانلتفت لأى شئ آخر يريد احباط عزيمتنا
لابد أن ننهل من العلوم فى شتى أفرعها ، ونعمل على اعلاء العلم فى كافة المواقع ، فلا تقدم لأى كيان الا بالعلم
وقبل كل ذلك ، وبعد كل ذلك الايمان بالله ، والثقة فى وعهده ( انا لننصر رسلنا ، والذين آمنوا فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ) ( ان تنصروا الله ينصركم )
ثم آخرا وليس بآخر : نأخذ من روح اكتوبر معنى الانتصار ، وعناصره ، ولا نتباهى بدون أن نعمل ، فأصبح انتصار اكتوبر تاريخا ماضيا ، فنريد نصرا حاضرا ، ومستقبلا يتباهى به الأبناء ، والأحفاد من بعدنا
وفى النهاية لاننسى من أجادوا بروحهم ودمائهم فى سبيل وطنهم ، من الجنود والضباط والقادة فى سبيل اعلاء مصر ، سواء فى الماضى ، أو الحاضر ، أو المستقبل
نذكر بكل اعتزاز وفخر :
الرئيس جمال عبد الناصر
الزعيم والثعلب انور السادات
المشير وزير الدفاع المشير/ احمد اسماعيل فى حرب اكتوبر
الفريق الشاذلى رئيس الأركان
الفريق وقتها ( محمد حسنى مبارك ) قائد القوات الجوية
الفريق محمد عبد الغنى الجمسى
ولاننسى صاحب ومهندس ازالة الساتر الترابى لخط بارليف الحصين بخراطيم المياة شديدة التدفق اللواء مهندس مهندس ( باقى زكى يوسف ) مهندس الاقتحام لخط بارليف بالعمل على ازالة الساتر الترابى ، الرجل الذى لم يأخذ حقه اعلاميا فى هذا الانتصار العظيم ، مع انه هو أول من مهد له
وجميع قادة وأفرع القوات المسلحة والجنود البواسل الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نعيش نحن ، واستعادوا الكرامة .
وفى هذه المواقف لابد أن نذكر بكل فخر واعتزاز زعيم الأمة المصرية ، الذى يسير عل نهج وخطى من سبقوه الزعيم : عبد الفتاح السيسى
الذى يدافع عن أرض مصر بكل أوتى من قوة ويعمل فى نفس الوقت على نهضتها وتقدمها
كل عام والشعب المصرى فى تقد وانتصار ، ورحم الله كل شهدائنا الأبرار