لِمَ لا يكونوا هُمْ؟
خالد ألسلامى
سؤال كلما طرحته على نفسي وعلى من يدور معهم الحوار من حولي حول مضمونه ، وهو لماذا لا يكون الغرب وأديانه هم المقلدون لنا وهم يعلمون جيداً أن ديننا الإسلامي ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم هما خاتم الأديان والأنبياء وان تقاليدنا وأخلاقنا ومبادئنا نحن العرب المسلمون هي التي اقرتها آخر رسائل الله إلى اهل الارض؟.
ألسنا أول من وُجِدت الانسانية على أرضهم وأول من كتب حرفا وأول من أسس للعلوم ونظرياتها ثم تركناها لهم يطورونها ونحن نتفرج عليهم ملتهين بمراقبة هذا الطويل وذاك القصير وهذا أطلق لحيته وذلك حلق ذقنه وشاربه وهذا يعبد بهذه الطريقة وذاك بالأخرى وهم يتقدمون بعلمهم وعلومهم حتى اخترقوا الفضاء والكواكب بنظريات نحن من وضع أسسها ، اما كانت أرضنا مهدا لكل أنبياء الله عز وجل ورسله عليهم أفضل الصلاة والسلام ، ومَن غيرنا تحلى بالعادات والقيم الأصيلة والشرف الرفيع ؟ ثم ألم يفضلنا خالقنا العظيم سبحانه وتعالى على الأمم بقوله الكريم ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وعلى هذا الأساس اختارنا الله لنكون حاملي خاتم رسالاته وأديانه ويبعث خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم من صلب هذه الأمة المجيدة ؟ ومكننا الله سبحانه من بناء اكبر دولة إسلامية ضمت مساحات شاسعة من قارات العالم آنذاك (أسيا وإفريقيا وأوروبا) دامت قرابة التسعة قرون ونتيجة لذلك وصل الاسلام الان الى ابعد نقطة في قارات الأرض المأهولة ؟ وهل هناك من القيم والأخلاق والمبادئ ما يضاهي قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا الإسلامية العظيمة من الكرم والشجاعة والشهامة والأمانة والرحمة والغيرة العربية وغيرها من أسمى القيم والأخلاق والمبادئ الرائعة ، فلماذا نقلدهم ولا يقلدونا ؟.
أسئلة كثيرة لا تعد ولا تحصى تجعلنا نتساءل نحن المقلدون دائما لتقاليد وعادات وتقاليع الغرب وأديانه المختلفة التي لاتلتقي أبدا مع ما تربى عليه مجتمعنا العربي والإسلامي من قيم ومبادئ وأخلاق كريمة ، تلك التقاليع (الفيكات) التي يبثها الغربيون بشكل متعمد ومقصود إلينا عبر فضائياتهم وشبكاتهم العنكبوتية المتطورة لغرض حثنا على تقليدها والانحراف عن ديننا وتقاليدنا العربية والإسلامية الحنيفة وهو كل غايتهم وأمانيهم لهدم ديننا ونصرة أديانهم ، بينما نحن نفرط بديننا ونحقق أمانيهم فرُحنا نقلد تقاليعهم في الملبس وقصات الشعر وحتى الحركات بل ونمزج بين لغاتهم ولغتنا ونستعمل تحيتهم فيما بينهم مثل (Free , Ok , Mercy , By, Hi ,Shopig , Mall) وغيرها من الكلمات الأجنبية مع اننا لم نعلم أن احدا من الأمم الأخرى ادخل كلمة عربية واحدة في لغته بل أن بعض الدول التي كانت حروف لغتها هي حروفنا العربية قامت باستبدالها بحروف انكليزية رغم أنها دول إسلامية ، فيما راحت نساؤنا اللواتي نسين أو تناسين إنهن عربيات لهن تقاليدهن العربية الأصيلة التي تمنعهن من تقليد هذه التقليعات الغربية ومسلمات لهن التزاماتهن الدينية التي تفرض عليهن ارتداء الملابس المحتشمة وعدم إبراز جمالهن ومفاتنهن إلا أمام بعولتهن (أزواجهن) ومحارمهن ( الأب والأخ والعم والخال وابن الأخ وابن الأخت..الخ) وبحدود الآداب الإسلامية العظيمة فصِرن يقلدن كل مايرينه من تصرفات اجنبية .وكذلك يفعل شبابنا ومراهقونا فيقومون بارتداء الملابس الضيقة وحلاقة الشعر وتحديد الحاجب بالطريقة ذاتها التي يعملها الغربيون بل راح بعض شبابنا يقلدون حتى فتياتهم في الشعر والماكياج وطريقة الكلام والتصرفات الأنثوية الأخرى وهم يدّعون أنهم ذكوراً ، والأدهى من كل ذلك نجد أن فضائياتنا المحسوبة على العرب والمسلمين تروج لمثل هذه التقاليد ، مع وجود القليل منها ممن يعارض ويتعارض مع تلك الأمور والبعض الآخر يقف على الحياد إيمانا منه بالعلمانية رغم إن العلمانية ليست كذلك لأنها (العلمانية) لا تشجع الاقتداء بالأجنبي وأفكاره على حساب ديننا ومجتمعاتنا بل تدعو إلى إبعاد الدين عن السياسة فقط.
ترى هل الخلل في مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا بحيث يجعلنا نلجأ الى تقليدهم ولا يقلدونا ؟ لا أظن ذلك ، أم هل الخلل فينا ونحن نتسابق لتقليد الغرب بدون أي تفكير مع اننا نعلم أنهم يريدون هدم ديننا وقيمنا ومبادئنا وإلهائنا عن مشاريعهم المعروفة والتي تخدم مصالحهم وأديانهم ونحن لا حرص لنا على ديننا ومصالحنا وقيمنا الأخلاقية والاجتماعية والى متى نبقى نحن المقلدون ولا يقلدنا احد ونحن أصحاب كل تلك القيم والمبادئ والأخلاق الكريمة ؟. الله اعلم.