بقلم : محمد عبد المجيد خضر
شغلني جدا غياب الخوف والضمير وتعطل صمام الامان الداخلي للبشر ، بكل اصنافهم وتعدد انتماءاتهم ولغاتهم ، وغياب خشية الله الواحد القهار ، حيث لم يتعظ احد حتى الان مما حاق بالأرض من نكبات خلال هذه السنة غير السعيدة على الجميع .
فلقد سلط الله على الجميع مجرد فيروس وتحدى كل دعاوي التقدم والتحضر والتطور ، بعد ان ظن اهل الارض انهم قادرون عليها ، ثم تغابى اهل الارض وسعى كل منهم بشكل مربك للاستفادة من المصيبة .
فتسابق كل في مجالة للكسب المادي وجني الثروة من بيع بعض مستحضرات الوقاية من الاصابة بالفيروس ، والكمامات الواقية لجهاز التنفس والكحول والصابون وخلافه وحققوا مكاسب هائلة ، حتى الاعلانات لسلع لا تمت بصلة للفيروس وعلاجه نشروها ظلما وعدوانا وادعوا انها مفيدة للرقاب او العلاج .
الملفت للنظر والغريب في ظل هذه الجائحة جشع اصحاب المستشفيات الخاصة ، الذين تفننوا في استغلال البشر بطريقة بشعة جدا ، منها على سبيل المثال المغالاة في اسعار فحوص الكشف عن الاصابة بالفيروس بما يسمى المسحة وتراوح السعر من ١٥٠٠ جنيه الى ٣٥٠٠ جنيه وخيار تعمل المسحة في المختبر الخاص بهم او خدمة اخذ المسحة بالمنزل ، وايضا عدم قبول اي حالة مؤكدة ولو خطرة الا بعد دفع مبالغ باهظة كمقدم ، واستغلال تواجدهم بعد ذلك بطريقة شرهة تفتقر لابسط معاني الانسانية .
ومن مظاهر الاستغلال للظرف الصعب هذا وسعيا لجمع الاموال ، ان بعض المستشفيات انشأت مختبرات مؤقته في شقق مؤجرة في اماكن عدة ، لاستغلال البشر وملأت الدنيا والسوشيال ميديا بالاعلانات ، سعيا وراء الثراء السريع من مصايب البشر .
ايضا المدارس والجامعات الخاصة اصروا بعناد على التضحية بابنائنا ، مقابل الا يتضرر الدخل المادي لهم ، وانكروا واسروا المعلومات الصحيحة عن الاعداد المصابة لديهم فقط للجشع المادي ، فمن يحاسب هؤلاء على هذا الاستهتار بالوباء وتعريض هيئات التدريس والطلبة لهذه المخاطر ، الا يشعرون حتى الان الان بانه وباء مخيف مميت والعياذ بالله من يعوضني عن اولادي حال فقدت احدا منهم لا قدر الله .
ايضا مازال اصحاب المشاريع الغذائية والمدارس الخاصة والجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة ، يقبلون باهانة موظفيهم قبل الزبائن فقط لضمان تدفق الاموال لخزائنهم ، ناهيك عن عدم مراعاة العدل فيما يدفعون لهم من رواتب
كما ارى ان بعض حكومات الدول الاستعمارية وهم يتسارعون في الحصول على منافع آنية استعمارية ، للسطو على ثروات الدول الاخرى كما هو حادث في ليبيا وسوريا والعراق ولبنان واليمن ، غير عابئين بمخاطر الوباء وكأن الوباء هذا لا يخصهم ولن يمسهم شخصيا وانه فرصة ذهبية يمكن الاستفادة من نتائجه .
ثم والادهى من ذلك تسابق الدول المتقدمة المنتجة للدواء ، بطرح مضادات لمكافحة هذا الوباء رغم انه من صنع يدهم يتسابقون ويعلن كل منهم عن مزايا دواءه ، وكأنهم ملكوا الاسباب لنشر الضرر ، وايضا التحكم فيه والسيطرة عليه ولتحقيق ما هو مكسب خيالي اعظم من البترول والذهب ، وايضا لاثبات تفوقهم وسيطرتهم على كل شئ بما فيها نعمة الصحة ، وامكانية القضاء على البشر وقت ما يريدون وانقاذهم ايضا كما يرغبون .
نسي الجميع قول الله تعالى ( فلما ازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها أتاها امرنا ليلا او نهارا )
ونسوا ايضا تحذير رب العزة حين يقول جل شأنه ” لمن الملك اليوم ”
ما بكم يا بشر كيف تحكمون هل نسيتم الخالق ونسيتم انكم مجرد خلق من مخلوقاته سبحانه وتعالى وهل نسيتم قوله تعالى جل في علاه ” ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا ادري نفس باي ارض تموت “
” لمن الملك اليوم ”
يا أهل الارض اعلموا ان الله قد ابتلاكم لتعودوا اليه ، لا لكي يستغل بعضكم بعضا او يقتل بعضكم بعضا ، فقط عودوا الى الله يا كل البشر مسلمين ومسيحيين ويهود ، يعفو عنكم ويرفع عنكم البلاء ، واختاروا لين القلوب فان قلوبكم اصبحت حجرا وصخرا ، ولَم يعد احد آمن من الخطر ، والله المستعان .