للصوم ٧ فوائد
كتب :عاطف محمد
الصيام مدرسة
يعد الصيام مدرسة نموذجية يتعلم بها الإنسان طرائق الحياة طوال العام، فعندما تصوم يجب أن يصوم كل عضو فى جسدك سمعك وبصرك ولسانك ، وتسير على هدى خير البرية البشير النذير سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والذى تميز بالجود والكرم حتى أنه كان أجود بالخير من الريح المرسلة، فتربى الصحابة على هذا النسق وذلك الشعار فكانوا يطلبون شهر رمضان قبله بستة أشهر ويبكون لفراقه لستة أشهر .
تأثير إيجابي
تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن للصيام تأثير إيجابي على الصحة العامة سواء الصحية والنفسية ، ففيه ينجو الجسم من أثر السموم الضارة وتطهر كل أجهزته من خطر تلك السموم، وهذه إيجابية فريدة ينفرد بها الصوم ولهذا يعد شهر رمضان فرصة ولا أروع لبداية حياة صحية سليمة خالية من كل ما ينغص على الجسم حياته، إضافة إلى أنه شهر الروحانيات واللجوء إلى الله عز وجل للفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار .
فوائد صوم رمضان
ضبط الجوع ، تنظيم الكوليسترول،إزالة السموم،امتصاص المغذيات،تعزيز الصحة العقلية، ضبط مستويات السكر . الحرية
ضبط الجوع
يجبرنا صيام رمضان طوعًا على تناول كميات من الطعام فى وقت محدد وبكميات أقل من المعدل الذى يسبق رمضان، وهنا تسنح للمعدة وجهازها الهضمي فرصة ذهبية للتقلص ، فيتم التحكم فى الجوع لأن الشهية هنا ينخفض معدلها بشكل كبير ، مما يؤدي بالتالي إلى انخفاض فى الوزن وهذا بالطبع له أثر كبير على الجسم بالكامل .
تنظيم الكوليسترول
أجريت دراسات عدة من قبل هيئات ومؤسسات أثبتت كلها أن امتناعنا عن تناول الطعام والشراب لفترة معينة وبانتظام يقلل بشكل كبير من نسبة الكوليسترول ، وهذا يعني كفاءة وتحسن القلب واوعيته الدموية كما يقلل من خطورة الإصابة بأمراض القلب كالنوبات القلبية والسكتات الدماغية .
إزالة السموم
وإلى جانب التطهر الروحي، يسمح الصيام للجسم بإزالة السموم من الجهاز الهضمي لأننا نمتنع عن الشرب والأكل طوال اليوم ، فعندما يبدأ الجسم في تناول مخزون الدهون لتوليد الطاقة، فإنه سيحرق أيضا أي سموم ضارة قد تكون موجودة في رواسب الدهون،
و تعد رحلة شهر رمضان أفضل راحة للجسم حيث يقوم الجسم خلال هذا الرحلة الشهرية كل عام بعمل صيانة شاملة لكل أجهزته ، فيطهر الصيام
نظام الجسم وأجهزته من السموم التى تتراكم كل يوم من الطعام والشراب ، وخاصة الجهاز الهضمى الذى يعاني معاناة شديدة من كثرة الدهون التي يجب حرقها حتى لا تحدث تبعات خطيرة كالسمنة المفرطة و انسداد الشرايين وغيره من الأمراض الخطيرة ، كما أنه لا يستغنى عن الدهون لتوليد الطاقة فيصبح الجسم فى حيرة مابين الدهون وفوائدها وخطورتها
فيأتى الصيام ويحل هذه المعضلة فتحترق الدهون مولدة الطاقة وتحترق معها رواسب السموم التي تترسب من جراء الدهون .
امتصاص المغذيات
تعد عملية الأيض من أهم العمليات التى
يحول فيها الجسم الطعام والشراب إلى طاقة، وفيها تختلط السعرات الحرارية الموجودة في الطعام والشراب بالأكسجين فتنتج الطاقة التي يحتاج إليها الجسم لممارسة أنشطته .أو حتى فى أثناء الراحة، فالجسم يحتاج إلى الطاقة من أجل كل ما يفعله نشاطًا وراحةً ، ولهذا يُعد الصيام فرصة عظيمة لجعل هذه العملية أكثر كفاءة وسرعة، فالصيام وتناول الطعام فى وقت متأخر يتيح الفرصة إلى زيادة كبيرة في هرمون يسمى أديبونيكتين (سيتوكين دهني) فتقوم العضلات بكل أنحاء الجسم بامتصاص سريع وسهل للعناصر الغذائية مما يزيد الإستفادة من تلك العناصر بشكل فعال .
تعزيز الصحة العقلية
أجريت مؤخرًا دراسة أمريكية حول الصيام وعلاقته بالصحة العقلية ،فكانت النتائج مذهلة للامريكان إذا وجدوا أن الصيام يجعل الدماغ فى أوج مرونته كما تزداد قدرته على التكيف والتذكر كما يتحسن المزاج العام للجسم ، ويزيد التركيز بمعدل أكبر بسبب ارتفاع مستوى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ والذى يقوم بدوره الخطير فى إنتاج خلايا دماغية بصورة أكبر وأفضل فتتحسن وظائف المخ ويتعزز الصفاء الذهني فيقل التوتر وتتراجع العصبية بسبب الصيام الذى يخفض كميات الكورتيزول الناتجة من الغدة الكظرية، وهنا يبدأ الجسم فى التكيف التلقائي مع النمط الجديد من الأكل والشرب ومن ثم يظهر الإندورفين فى الدم الذي يلعب دورًا هامًا فى يقظتنا وسعادتنا فننال دفعةً هائلة من رفاهية الجسم العامة .
ضبط مستويات السكر
يعد الإمتناع عن تناول الطعام والشراب بالصيام عاملًا هامًا فى انخفاض معدلات السكر فى الدم ، وهذا بالطبع له قيمة هامة حيث يستخدم الجسم الجلوكوز المخزن به للحصول على الطاقة اللازمة مما ينظم الجسم بشكل عام وبصورة طبيعية .
ويعطى الصيام الجسم الفرصة للاعتماد على الدهون بصورة أكبر من الطبيعي على الكربوهيدرات للحصول على طاقته اللازمة مما يؤدي لانخفاض الإنسولين
مما يجعل الجسم أكثر حساسية للإنسولين فيتم ترجمة هذا إلى سكر دم أكثر توازنًا واستقرارًا من ذى قبل فتقل حالات الإنهيار والارتفاع بشكل ملحوظ .
ولكن على الأشخاص الذين لديهم مخاوف لها علاقة بالإنسولين أو السكر اللجوء للأطباء لأخذ المشورة فى صيامهم من عدمه .
حرية الإنسان
كما أن للصوم فوائد صحية فله فؤائد نفسية منها الحرية فالصوم يحرر الإنسان من عبودية الغرائز والشهوات، كما ينفك قيده ويتحطم سجنه فينطلق الجسم خارج إطار سجنه فيتخلص من براثن حيوانية النفس ويحلق سماء الفضائل، ليصل إلى عنان الإيمان الرفيع فتصان الحواس من الشرور ولا يقدر عليها سلطان الآثام وهنا يتحرر القلب وتسمو الروح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” فإنَّ أسْرَ القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن ؛ فإن من استُعْبِد بدنُه واستُرِقَّ وأُسِر لا يبالي إذا كان قلبُه مستريحا من ذلك مطمئنا ، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص ؛ وأما إذا كان القلب – الذي هو مَلِك الجسم – رقيقاً مستعبداً متيَّماً لغير الله ؛ فهذا هو الذلُّ ، والأسرُ المَحْض ، والعبودية الذليلة لما استعْبد القلب ، ولو كان في الظاهر ملكَ الناس ؛ فالحريةُ حرية القلب ، والعبودية عبودية القلب ” .
فلينزل هذا الدواء على قلبك نزول الماء من الظمآن كما أوصاك بذلك رسول الله عليه أفضل وأتم الصلاة والسلام
حكمة صوم رمضان
وهنا نصل إلى حكمة هامة من الصوم تعود على أجسامنا وأنفسنا بكل خير فالصوم تطهير الجسم من سمومه الضارة ، كما أن الصوم جنة كما وصف الرسول الحبيب، و الصيام ليس امتناعًا عن الطعام والشراب ولكن بصيام الروح والعقل والجوارح و عندما نصوم إيمانًا وإحتسابًا ننعم بمغفرة الله عز وجل لما تقدم من ذنوبنا، ونعلم أن رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين فلنفز بهدايا رمضان .