لغز الحرب
البطولة والشهادة
دكتور / كمال الدين النعناعي
في عالمنا لايوجد ارادات ليس الا ارادة واحدة هي ارادة الله
وليس للانسان الا مشيئات
وكل وقائع التاريخ عبارة عن صراع نقائض واضداد ومن ثم صار التاريخ مسطرا للقضاء
والقدر دالته هو كتاب العبر
اذ لا يوجد في التاريخ توافه فرباط وقائع الزمان يضبطها الرقم وعمادها فن الممكن وسط ركام من الاختيارات..
فمن حقائق الموت الانتقال من احد الضدين للآخر فمن الحياة
للموت ومن الموت للحياة الآخرة اذ لوكان الانتقال في اتجاه واحد لأندثر البشر…
ويرجع حافز الاستشهاد عند المسلمين الي الطاقة الايجابية
للقرآن الكريم فتوقظ في الفطرة نشدان الله ومن ثم يكتسب الجين الالهي السمو الذاتي الدال علي الطوق الي
ملكوت السماوات
فمكون الخلايا البصرية لايسمح
للعين ٱن تري الله
ومكون الذبذبات لايسمح للاذن
ان تسمع صليل ٱجنحة الملائكة
لكن الفطرة الانسانية تريد فيظل حافز الحرب هو السبيل
لم يعني المؤرخون بإعداد قتلي
الحروب من المسلمين دوما
فصحيح الفهم في الاسلام
القتل ليس هو الموت اطلاقا
فلا تعداد للشهداء فليس ثمة
من غادر الوجود انما هو العدد
صفر لان الشهيد في تواصل مع الوجود من خلال الجسم الآخر
الٱثيري الضوئي…
اذ ٱمكن لعلماء ماوراء المادة رصد الجسم الٱثيري الآخر للانسان وأظهاره مضيئا ٱستدلالا بعلم الضوء،
وهو عبارة عن هالة ضوئية تماثل جثومنا يصدر عنها اشارات ساكنة وإشارات ٱخري متحركة.
اذن هو كيان ضوئي متكلم
ولما لٱن الضوء لا يتعدى محيطه ففد ٱصابه الادراك للمعقولات قياسا علي محيط الجسم الانساني ولا يتعداه
رغم ان طبيعة الضوء ينتشر
في كل الفراغ
لازمن عند الله..
فانتقل طاقة العقل من جثمان الشهيد الي الجسم الآخر الٱثيري بلا زمن
اما القول بقدرة فريق علي تصفية فريق بقتله اغتيالا وكل شخص مستهدف يقتل ويختفي فلا يقره دين ولا يدعمه علم ولا يٱخذ به منطق
اذ لم يغادر أحد الوجود
فكيف كان النبي ايليا مشاركا للنبي يحيي وكل منهما كان يعيش في زمن ليس زمن عيش الآخر؟
عندما حاجج.اليهود السيد المسيح بنبوء ظهور ايليا دالة
بعثه قال..
هو ذا يوحنا ( يحيي) يتقدم بروح ايليا.. آية الانجيل
واذ اخذ الله ميثاق النبيين لئن بعث رسوله محمد لينصرنه…
كيف وقد ٱختلفت ٱزمانهم..؟
وكيف ٱخذ الله ميثاق بني آدم
من ظهورهم ألست بربكم قالوا بلي… رغم اختلاف ازمان اجيالهم
وكيف لمن غادر الحياة شهيدا
ٱو نبيا ٱن ينصر من علي قيد الحياة من بعده؟
اذن الاشارات الساكنة والمتحركة التي تصدر عن جثومنا الضوئية هي لغة طاقة
من حرب الي حرب يكتنف الغموض ارواح الشهداء ويظل
السؤال الان هل الاحداث الحربية الجارية في المنطقة العربية صراع جثوم ام صراع عقول؟
بل صراع عقول
وتظل فكرة قيام دولة فلسطينية علي أرض فلسطينية هي الصياغة الأقرب الي الوعد الالهي الأخر في قوله تعالي ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم
أما قوله تعالي وٱن أسأتم فلها
فذلك شأن عدم ٱعمال العقل فيما طرح من ميل الي تهجير
شامل للفلسطينيين الي خارج فلسطين كلية….؟
فمثل ذلك يصيب الايمان بنكسة لم يعرفها العالم من قبل وتتضرر الاديان الثلاث برمتها
فاذا حدث قهرا وانعزل اليهود
بفلسطين فما الحاجة بعدها الي
الاسفار الخمس التناخ في تخمة الاضافات الي التوراة والتلمود فسيٱتي جيل جديد
من اليهود لا يجد في السلام المطلق مبررا للتعبد بتلك الاسفار
ومن ثم يصير لاحاجة لنبوء عودة السيد المسيح فلا حاجة
لرسول السلام وقد حل السلام
ومن ثم يسعي الخبثاء للنيل من الاسلام بالتلاعب في اي الذكر الحكيم فما الحاجة الي تلاوة الوعدين وقد فرض السلام جبرا
وكذلك يكمن لغز الحرب وضرورة النقائض والاضداد في قانون الله الحرب والسلام
لقد أحسنت الدولة المصرية والعالم العربي والاسلامي في رفض التهجير القسري للفلسطينين
من فلسطين حفاظا علي قوام الايمان للأديان الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلامية
فاذا أنهار الايمان انهارت الاخلاق فانهار الاقتصاد فانهار العالم