بقلم : علي مهران
إن لغتنا العربية مرنة للمبدعين ، فهي تلين لهم كما لان الحديد لنبي الله داود – عليه السلام – فيقوم المبدع ( الشاعر أو الناثر ) بصياغة موضوعه ، وتبيان فنه ؛ لنستضيئ منه ، ونقتبس ،
هلم معا نتابع الحوار الذي دار بين أحد المبدعين ( المتنبي ) وأحد اللغويين (أبي علي الأمدي )
بين يدي الوزير ( ابن الفرات ) وبعض الفضلاء ، قيل : ” إن أبا الطيب المتنبي دخل على
الوزير ابن الفرات ، وعنده فضلاء فيهم أبو علي الأمدي اللغوي ، فاحتفى الوزير بالمتنبي ،
وقال له : يا أبا الطيب هذا أبو علي الأمدي …. ، فقال المتنبي : لا أعرفه !! فأزعج ذلك أبا علي ..
ثم أنشد المتني من شعره :
إنما التهنئات للأكفاء ******* ولمن يدني من البعداء
فقال الأمدي : كيف جمعت التهنئة ، وهي مصدر ، والمصدر لا يجمع ؟!
فقال أبو الطيب لمن بجانبه : أمسلم هذا ؟!
فقيل : سبحان الله ، هذا أبو علي الأستاذ ، تقول فيه مثل هذا !
قال المتنبي : أليس يصلي ، فيقول : التحيات لله ؟! ، وهي مثل التهنئات ؛ فخجل أبو علي ،
ومن في المجلس “
وكانت الغلبة للمتنبي ( أحد المبدعين ) ، على أبي علي الأستاذ ( أحد اللغويين )
ولم تكن الغلبة اعتباطا ، بل أتتب عن عمد و علم ، الدليل ( التحيات لله ) .