الرسالة لا أدري الآن أبعث أم ألقيها في سلة المهملات؟
كتب : فهيم سيداروس
الرسالة كتبت لك ، بعد أن رميت تسعا وتسعين رسالة في سلة المهملات ، لا أدري الآن أبعث الرسالة أم السلة ؟
أتدرك مدى قربك مني ؟
بالرغم من ان مشاعرنا ما زالت قيد النمو ، الا انني بدأت الحظ ان لها جذوراً بدأت تتغلغل في صدري ، فايقنت انك اتيت لتستوطن قلبي ، لا لتبارحه ، عبثاً ساحاول وصف مشاعري ، فانت كنت غريباً ، والان اصبحت اقرب من الرمش للعين ومن
الروح للجسد .
كل الذي لا أريده أن يحدث في الرسالة، أن أعدك من الماضي أن تعود غريب ، أن أراك لكنني لا أستطيع الشعور بأي شيء إتجاهك ، لا أريد أن يحيل بيني وبينك فراغ أو صمت ، أو كل ما يبعد المحب عن ما يحبه ، لا أريد أن تعيش كشيئا قد فات وفقدته بل كشيئا لا أتوقف عن حبه ، ولا يتوقف على أن يكون لي كل شيء.
أوجه لك الرسالة أرجوك لا تأتي في منامي بهذا الشكل المؤلم ، رحلت منذ سنوات ولكنك لم ترحل من أحلامي قط ، أكاد أصاب بالجنون كلما رأيتك بأحلامي ، أستطعت نسيانك ولكن .
كيف يستطيع الإنسان نزع جزء منه هكذ ا؟
كيف بإمكاني نزعك مني لكي لا تأتي إلي وتزيد شوقي شوقاً ؟
أحبك على طريقتي في الكر والفر، في المد والجزر، هاأنا أحبك على طريقتي ،
كما تحب النجوم نورها والحقول زهورها والجبال صخورها والحروف سطورها
فكن لي أرضاً أكن لك سماء ، كن قضيتي اكن لك القضاء ، هاأنا كما انا أحبك أحبك في الصبح والمساء ، في الصيف والشتاء ، والحب ماخلق الا للزهور، وانا زهرة من..لك .
انني أحبك حتى في منعطفات الحياة الخطره والسيئه ، حتى مع رغبتي في ان أكون وحيدًا ، حتى رغم برودي المفاجئ ، نحو كل شي وغضبي العميق تجاه هذا العالم ، ايًا كان شكل الحياة التي أُعاصرها ، اعتقد انني لن أفعل شيئًا سوى ان احبك أكثر.
أخشى أن أعيش حياة خالية منك ، أن يمر وقتي دونك ، لا أريد أن نصبح غرباء لا أريد أن يحل مكانك أحد ، لا أريد أن أعيش حياة أنت لست بها ، كنت و لا أزال أصلي لله دومًا على أن يبقينا معا إلى أن نفنى.