لؤلؤة تشدو بسرها المقدس
كتبت .الكاتبة سري العبيدي سفيرة الجمال والطفولة والابداع حول العالم
متابعة د.عبدالله مباشر رومانيا
سمو نفسك ثمرة نضيدة تنبت على غصن أخلاقك الطيبة، وتزدهر على أفنان أصلك الثابت، وينا عطرها على حواشي سرك المقدس !!
وكل ما يرفع قدرك من قيم نبيلة وأخلاق فاضلة، هو أثر واضح لصلتك الموثقة بمن خلقك وسواك وعدلك !!
وأجمل صفاتك التي تجمل كيانك، وتؤصل بنيانك، وتثبت أركانك قلبك الندي اللين، الذي يرق لكل مخلوق فيه كبد رطب ندته قطرة حياة، وتسامحك مشروط، والمبذول لكل من مازجك أو خالطك أو مر بطيفك، كأنك شجرة ظليلة مثمرة في فلاة، تمطر من تفيء بظلها سرورا، وتتغشاه حبورا بظل ظليل، وثمر نضيد، وطبيعتك الندية المعطرة بمسك لينك، وشذى ودادك، وأريج سخائك !!
صادفت لؤلؤة تتباهى في طيف نور القمر الساطع، تتلألأ وكأنها الثريا، وتختال كأنها رمق الحياة، وتموج كأنها سر الجمال .. سألتها، وقد ثمل هواي من روعة جمالها :
ما سر جمالك وسبب دلالك يا لؤلؤة ؟!!
فافتر ثغر جمالها، وبرق لسان هواها بنبرة الدلال الواثق وتغريدة الثقة الراسية :
إنما أنا حلم زاهر تغشى البحر في أعماقه، وأمل باهر تخلل الموج في خطراته، وزينة باهية خلقت لتكون لألأة في عين الذوق الأبدي البادي في نداوة الفجر السعيد، والمتخفي وراء ظلمة الليل الساكن، والمتبرج في ضحوة الصبح البهيج !!
أنا لؤلؤة أنطق بسر مقدس، رسمتني يد الخالق البديع، وسكبت روحي في صدفة تعيش في قعر البحر الهادر، فولدت يوم ولدت أموج بأنغام جمالي، وأشدو بسحر دلالي، وما جمالي ودلالي إلا وشي الزينة على صدر جميل لفاتنة حسناء، لبست رداء شبابها، وتدللت في فتنة هواها !!
ولو أني شاكلت البشر في ضيق صدورهم، وماثلتهم في شح أخلاقهم، ما كنت إلا محارة مظلمة تطمسها ظلمة الليل المعتم، وتدنيها صلابة الصخور الصماء، وترخصها ملوحة اللجج الهادرة !!
خلقت يوم خلقت أشف عن طهر النور المسكوب في حنايا الوجود، وأنبئ عن جلال الحق الممزوج في كل ذرة من ذرات كل موجود !!
والنور، الذي هو سر جمالي، والطهر الذي هو زاد دلالي في طبيعتي السنية المغدقة عطاء لكل من مسني أو رآني بغير شرط ولا قيد !!
إن سر الجمال في قلب ماجت فيه طبيعة فنه لهو السر الناطق ببيانه عندما عرف كيف يكون صادقا ووفيا، وخبر فيه كيف يكون ودودا نديا !!
وما الفرق بيني وبين قطعة الصخر الملقاة على الشاطئ إلا الفرق بين طبيعة التسامح الذي يرسم طيفا من أطياف السماء، ويبدي معلما من معالم البقاء، وبين قسوة القلب المتصلب، الذي لا يعرف معنى التسامح ولا يخبر فن التغاضي !!
هنيئا لمن مسني بطهر غمر قلبه، ومسسته بنور تخلل طيفه !!
وتعسا لمن ارتآني كنزا ثمينا يبتاعه ليتباهى بقيمته، ويتعالى بثمنه !!
قاطعت شدوها الجميل وقلت لها زيديني من جمالك يا لؤلؤة، وانسخي في دمي شعاعة من سطوعك، لكي أسكن في معناك سكون النور في روح النجم الزاهر، والقداسة في جو السماء المتعالية !!
فبرقت لمعة من نورها في حرف يتألق سحره :
“إذا كنت أنا اللؤلؤة الثمينة التي لا تكفي الأعمار الطوال في اقتناء ثمنها، فما أساوي وربي بنفاستي وجمالي، وسحري ودلالي في ميزان الحق نبضة واحدة من قلب متسامح تنفس السلام، ومج الرحمة، وبذل الخير لكل الأنام