لَكَ أَنْتَ مِنْ كَنيسَتي المُفَضَّلَة في هَذِهِ البَلَد…
بقلم /د. ريتا عيسى الأيوب
متابعة/د. لطيفة القاضي
أَكْتُبُ إِلَيْكَ مِنْ كَنيسَتي المُفَضَّلَةِ في هَذِهِ البَلَد… أَكْتُبُ إِلَيْكَ كَيْ أُعْلِنُها لَكَ وعَلَى المَلأ…
بِأَنَّني لَمْ أَعُدْ أَأْبَهُ بِكَ… وَلاَ بِأَيِّ شَيْءٍ قَدْ كانَ يَوْماً بَيْنَنا وانْقَرَض…
وَلاَ عُدْتُ أَعْشَقُكَ… كَعِشْقِ عَذْراءٍ… لَمْ تَرَ في حَياتِها غَيْرَكَ لَها أَهْلاً وسَنَد…
أَكْتُبُها رِسالَةً كَيْ تَبْقَى لَكَ ذِكْرَى… وَعِبْرَةً لِكُلِّ إِمْرَأَةٍ قَدْ أَحَبَّتْ يَوْماً بِصِدْقٍ… وَلَكِنْ مِنْ غَيْرِ أَمَل…
أَحَبَّتْ رَجُلاً كانَتْ قَدْ رَأَتْ فيهِ… كُلَّ صِفاتِ النُّبْلِ… وَالطُّهْرِ وَالعِفَّةِ… مُجْتَمِعَةً مَعْ باقي الشِّيَم…
رَجُلاً قَدْ بَاتَ مَضْرَباً لِلْأَمْثالِ… بِدُوَلِ الغَرْبِ جَميعِها… وَسائِرِ بِلادِ العُرْبانِ وَالعَجَم…
شَهْماً كانَتْ قَدْ وَصَفَتْهُ… مُتَحَلِيّاً بِكُلَّ مَكارِمِ الأَخْلاقِ… رَافِعاً اسْمَ بِلادِهِ… سائِراً إِلَى القِمَمِ مَعَ أَصْحابِ الهِمَم…
وها أَنا لَكَ أَقولُها… أَمامَ مَذْبَحِ الإِلَهِ… في هَذا المَكانِ المُقَدَّسِ… وَالمَليءِ بِأُناسٍ مِنْ شَتَّى الأُمَم…
بِأَنَّ أَذاكَ لِيَ قَدْ فَاقَ حَدَّهُ… وَبَاتَ مُحَمَّلاً بِأَوْجاعٍ… تَجْعَلُني أَصْرُخُ مِنْ شِدَّةِ الأَلَم…
ناهيكَ عَنْ إِهْمالِكَ لِمَشاعِري… التي بَاتَتْ تَتَكَسَّرُ… كَما تَكَسُّرِ عِظامِ الطَّيْرِ… مَتَى ما أُنْهِكَ فَوَقَعَ مِنْ بَعْدِ الوُصُولِ إِلَى أَعْلَى القِمَم…
شَكَوْتُكَ إِلى رَبّي الآنَ… فَرَجَوْتُهُ… أَنْ يُنيرَ لَكَ قَلْبَكَ وَعَقْلَكَ… وَأَنْ يُبْعِدَكَ عَنِّي إِلَى أَبَدِ الأَبَد…
وَلَكِنَّني لَمْ أَقْوَى عَلَى عَدَمِ التَّوَسُّلِ لَهُ… بِأَنْ يُطَمْئِنَني عَنْكَ… كُلَّما بَزَغَ نَهارٌ أَوْ لاحَ شَفَق…
فَأنامُ أنا مُطْمَئِنَّةً عَلَيْكَ… وَعَلَى جَميعِ مَنْ أَحْبَبْتَ… بَاعِداً اللهُ عَنْكَ وَعَنْهُم كُلَّ مَرَض…
فَاذْكُرْني أَنْتَ يا هَذا… كُلَّما خَلَدْتَ إِلَى نَوْمِكَ لَيْلاً… تَالِياً صَلاتَكَ… بَعْدَ شَفَقٍ يَتْبَعُهُ الغَسَق…
هامبورغ – شمال ألمانيا