كيف نحتفل بمولد سيد الخلق؟!
بقلم : سامى ابورجيلة…
سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إمام الأنبياء وخاتم المرسلين ، ورسول رب العالمين ، الرحمة المهداه ، والنعمة المسداه .
كثيرا من المسلمين يتذكروا الاحتفاء بمولده كل عام بحلول شهر ربيع الأول .
وأنا هنا لن أناقش بوم ولا شهر مولده ، ولكن أقف ، وأناقش كيف نحتفل به ، بل ونحتفى به .
فاحتفالنا بنبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لايجب أن يتوقف على يوم معين ، أو شهر محدد .
بل احتفاؤنا برسولنا معنا ، وبين أضلعنا وفى قلوبنا ، وتنطق به ألسنتنا ، وتسير به جوارحنا طول العمر ، مادامت ارواحنا فى أجسادنا .
واحتفاؤنا بميلاد سيد الخلق ورسول الحق ليس بكلمات تنتهى بنهاية الاحتفال ، أو بعض الأغانى والتمايل ، وبعض المدائح التى نراها ونسمعها .
وليس ببعض المظاهر التى نراها .
ولكن احتفالنا بميلاد سيد البشر معنا ، ومستمر طول العمر بعدة صور وأشكال ، وأذكار ، وأعمال .
فنحن نحتفى به بعد كل ٱذان كما أبلغنا وقال : بأن نصلى عليه ونسل الله له الوسيلة .
احتفاؤنا ونحو نردد وراء المؤذن كلمات الٱذان كما أوصانا وأخبرنا .
احتفاؤنا به ونحن نشهد بأنه لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله فى كل تشهد لكل صلاة .
إحتفاؤنا به هو إتباع منهجه وسنته ، وطريقه ، والتشبث بقيمه وأخلاقه ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعد ابدا ، كتاب الله وسنتى )
فيامن تدعون محبته .. أين أنتم من سنته ؟!
وسنة رسول الله ليس مظهرا يتوقف على جلباب قصير ، أو إرخاء لحية ، أو غير ذلك فحسب .
بل سنة رسول الله أعم وأشمل وأعمق من ذلك ،
فهى تتمثل فى دراسة خلقه ، وكيف كانت ، كما وصفتها أم المؤمنين عائشه حينما قالت ( كان خلقه القرٱن ) ، بل قالت ( كان قرٱن يمشى على الأرض ) ، لذلك زكاه ربه فقال فيه ( وإنك لعلى خلق عظيم )
فلم يكن سبابا ، ولا لعانا ، ولم يكن حاقدا ولا حاسدا ، ولا يحمل فى قلبه ضغينة حتى ممن حاولوا أن بؤذوه ، بل حاولوا قتله ( بل دعا لهم بالهداية والصلاح )
فكيف تحتفل بميلاد رسولك يامن تحمل فى صدرك قلبا حاقدا ، حاسدا ، أسودا ؟!
لذلك حينما سئل أى الناس أفضل ؟
قال : كل مخموم القلب ، صدوق اللسان .
قالوا صدوق اللسان نعرفه ، فمن هو مخموم القلب ؟
قال : النقى التقى ، الذى لا يحمل فى قلبه حقد ولا حسد .
كيف تحتفى بميلاد رسولك يامن تكذب فى حديثك ، وتكذب فى بيعك وشرائك ، وتطفف المكيال والميزان ، وانت منهى عن ذلك نهاية تحريم .
كيف تحتفى بميلاد رسولك يامن ترضى بظلم العباد وتأكل حقهم فى الميراث .
كيف تحتفى بميلاد رسولك يامن ترفع أقوام وانت تعلم أنهم يطعنون فى دينك ، وفى سنة رسولك ، ويتفاخرون ببعدهم عن الدين وارتكاب المعاصى والموبقات .
لذلك احتفاؤنا بميلاد رسولنا غير مرتبط بزمن ، أو شهر ، أو مدة .
بل هو طول العمر بتطبيق سنته ، والاكثار من الصلاة عليه كما أوصانا وأخبرنا ربنا فى كتابه ، والتخلص بخلقه القويم العظيم .