كيف كانت مصر في قلب الشيخ خليفة بن زايد؟ من حرب أكتوبر ل 30 يونيو
كتبه : محمد فوزي -الإمارات
رحل عن دنيانا واحد من كبار زعماء العالم العربي والدولي، إنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي وافته المنية صباح اليوم الجمعة، تاركًا وراءه إرثا من التقدم والإزدهار نقل الإمارات إلى مكانة يشهد لها الجميع، تحاكي أكبر دول العالم تقدمًا.
فمن هو الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان؟ وكيف تميزت مكانته عربيا ودوليا؟ والسؤال الأهم، كيف كانت مصر في قلب هذا الشيخ الكبير؟
هو خليفه بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس، وهو النجل الأكبر للوالد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وُلد في عام 1948، بقلعة المويجعي بمدينة العين.
ينحدر نسب الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان إلى قبيلة بني ياس، وتعتبر القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية، التي عُرفت تاريخيًا بـ “حلف بني ياس”، والمعروفة اليوم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
بدأ الشيخ خليفه بن زايد ممارسته للعمل السياسي في سن صغيرة، ففي أغسطس 1966، كانت أولى محطاته عندما عينه والده، حاكم إمارة أبوظبي الشيخ زايد بن سلطان الملقب بحكيم العرب، ممثلاً له في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها، ولم يكن يتخطى عمر “خليفة” آنذاك 18 عامًا.
شغل الراحل عدداً من المناصب الرئيسية، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده الشيخ زايد.
في 1969، تم ترشيح الشيخ خليفه وليا لعهد إمارة أبوظبي، وفي اليوم التالي، تولّى مهام دائرة الدفاع في الإمارة.
عام 1971، تم تعيينه كحاكم أبوظبي ووزيرًا محليًا للدفاع والمالية في الإمارة.
وفي 1973، تولى الشيخ خليفة منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني.
في العام التالي وبالتحديد في يناير 1974، تولّى مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والذي حل محل الحكومة المحلية في الإمارة.
في ذات العام، عُين نائبًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
وفي عام 2004، وعقب وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية، تم انتخاب الشيخ خليفة رئيسًا لدولة الإمارات وذلك في نوفمبر 2004.
مصر في قلب الشيخ خليفه بن زايد
لا شك أن علاقات الإمارات ومصر تميزت بالخصوصية والاحترام المتبادل منذ مؤسس دولة الإمارات العربية المتحجة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث اتسمت تلك العلاقات بنكهة أخوية وطيدة بين حكام البلدين، ما انعكس إيجابيا على مجمل العلاقات الثنائية في مساراتها الرسمية على المستوى السياسي والاقتصادي، وعلى المستويات الثقافية والاجتماعية والتجارية.
وأصحبت العلاقات المصرية- الإماراتية أكثر قرابًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ خليفه بن زايد، رئيس دولة الإمارات، الذي وفاته المنية صباح اليوم.
الشيخ خليفة بن زايد يشارك في حرب أكتوبر
تاريخيا، تذكر مصر للشيخ خليفة بن زايد مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة 1973، فحينها لم يتوقف الدعم الإماراتي من قبل والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال حرب أكتوبر على الجانب الاقتصادي أو البترول، بل أرسل ولي عهده حينها وابنه الأكبر الشيخ خليفة بن زايد، ليشارك في المعارك مع الجنود المصريين على الجبهة.
فبحسب صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، وضع الأب المؤسس الشيخ زايد، كل إمكانات الإمارات لدعم المجهود الحربي في معركة الكرامة، وأرسل سرية مشاة ميكانيكا في الجيش الثالث الميداني بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عندما كان وليًا لعهد أبوظبي في ذلك الوقت للمشاركة في تحرير الأرض بجوار أشقائه من الجنود المصريين على الجبهة حتى النصر.
داعم لمصروثورة 30 يونيو
كانت الإمارات في عهد الشيخ خليفة بن زايد، من أولى الدول التي دعمت شعب مصر عقب ثورة الـ 30 من يونيو وتنفيذ خارطة طريقه نحو المستقبل وذلك عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان.
وحينها دعا وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر 2013، إلى تقديم الدعم للحكومة المصرية واقتصادها بما يعزز مسيرة القاهرة نحو التقدم والازدهار.
في أكتوبر 2013، وقعت الإمارات اتفاقية مساعدة بقيمة 4 مليارات و900 مليون دولار، ومنحة بقيمة مليار دولار، وتوفير كميات الوقود بقيمة مليار دولار أخرى.
تقارب مصري إماراتي
ومن بعد ذلك التاريخ ترجم التقارب المصري الإماراتي في عهد «السيسي» و«خليفة»، على مختلف جوانب العلاقات الثنائية، كما زاد التقارب في وجهات النظر على المستوى الدولي في نبذهما في مختلف المحافل الدولية العنف والدعوة إلى حل الخلافات بالطرق السلمية.
وفي يونيو 2020، أعلنت الإمارات أنها تقف مع مصر في كل ما تتخذه لحماية أمنها من التداعيات المقلقة في ليبيا.
أما مطلع العام الجاري، فقد شدد الرئيس السيسي على ارتباط أمن واستقرار دولة الإمارات بالأمن القومي المصري، وذلك تأكيدا للعلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين. وذلك على خلفية الهجوم الغادر الذي وقع بالقرب من مطار أبوظبي الدولي من قبل ميليشيات الحوثي.