كيف دمر الاحتلال أكبر منشأة لإنتاج الصواريخ في سوريا؟
متابعة/ احمد مقبل شلامش
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عملية دقيقة نفذها داخل الأراضي السورية، سبتمبر الماضي، تضمنت عملية إنزال برية داخل سوريا، لتدمير المصنع الوحيد لإنتاج صواريخ “أرض-أرض” بمختلف أنواعها.
وبدأت فكرة إنشاء مصنع تحت الأرض لإنتاج الصواريخ في سوريا، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست، عام 2017 من جانب إيران، وتم اختيار مدينة مصياف لتكون المركز الرئيسي لإنتاج كميات كبيرة من الصواريخ المتقدمة طويلة المدى.
تحت الأرض
وزعم الاحتلال الإسرائيلي أن الهدف الأساسي من إنشاء المصنع كان بناء مساحة تحت الأرض لا يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمتها، وقادرة على إنتاج صواريخ تصل لمدى من 40 إلى 300 كيلو متر ومهاجمة إسرائيل.
وبحلول نهاية عام 2017 بدأت إيران أعمال الحفر في الموقع، وبحلول 2018، علم الاحتلال الإسرائيلي بالخطة التي اكتملت عام 2021، إذ بدأت إيران -على حد زعم الاحتلال- في التشغيل الوظيفي وإنتاج الصواريخ.
محاولات فاشلة
وخلال السنوات الماضية، حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات تدمير المصنع من الجو، إلا أن وقوع المنشأة تحت الأرض جعل من الصعب استهدافها، بجانب حمايتها جزئيًا من قبل جبل كبير قريب منها.
وقال مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست، إن العديد من كبار المسؤولين لم يكونوا مقتنعين في البداية بإمكانية تنفيذ مثل هذه العملية، لكن التطورات المختلفة جعلت الاحتلال يفكر فيها بجدية، أغسطس الماضي.
تطورات جديدة
تم بالفعل إجراء دراسة لعملية برية وجوية مشتركة لقوات خاصة لتدمير المنشأة، وهو ما حدث بالفعل 8 سبتمبر، إذ تم جمع معلومات استخباراتية للتغلب على التحدي الأكبر المتمثل في إنزال تلك الأعداد الكبيرة داخل الأراضي السورية.
وشارك في عملية الطرق المتعددة أربع مروحيات ونحو نصف دستة من الطائرات دون طيار المخصصة في جميع الأوقات بالقرب من الموقع، وأكثر من 12 طائرة نقل لمختلف العناصر اللوجستية والمتفجرات، بإجمالي 70 طائرة ونحو 50 نوعًا من الذخيرة المستخدمة، و100 من قوات شيلداج.
تدمير وخروج
وتلخصت العملية، وفقًا للقناة الـ12 الإسرائيلية في إنزال المقاتلات على بعد 240 كيلومترًا من الحدود الشمالية لإسرائيل، على أن تستغرق مدتها نحو 20 دقيقة للتوجه إلى المكان و3 ساعات لتنفيذ كامل الخطة وتدمير المنشأة.
وفي ساعة الصفر، عزلت القوة الأولى المنطقة، إلى جانب قصف طائرات سلاح الجو، أما القوة الثانية التي هبطت فقد داهمت المصنع ودمرته، بينما هبط العشرات من الفرقة الثالثة لتأمين المروحيات وعلاج المصابين وإجراء إخلاء الطوارئ.