بقلم أ / محمد شعبان احمد
الخوف والإنسان انتشرت في الآونةِ الأخيرةِ الكثيرِ من الأمراضِ التي تُهدّدُ صحّةَ وحياةَ الإنسانِ، سواءً الأمراض الجسديّة أو الأوبئة أو الأمراض النفسيّة، فكما أنّ الأمراض الجسديّة تفتك بصحّة الكثير من النّاس، كذلك الأمرُ بالنِّسبة للأمراضِ النَفسيّة، فبعضُ الأمراضِ النَفسيّةِ التي قد تُصيبُ الإنسانَ وتُسبّبُ الكثيرَ من المشاكلِ الصحِّية والأمراض؛ كالضّغط، وأمراض القلب والسُكريّ، إلى جانب الأضرارِ البالغةِ التي تُحدِثها في نفسيّة وشخصّيةِ الإنسان، ومن أكثر الأمراض النفسيّة فتكاً بالنّاس هو مرض الخوف.
الأَسبابُ التي تقفُ وراءَ الشّعور بالخوف :
إنَّ الإحساس بالخوف هو شعورٌ واحدٌ يختلفُ بشدّته وتعريفه من شخص لآخر، فقد يُعبِّر عنه شخصٌ باسمه المُجرّد (أي بالخوف)، وقد يُعبّر عنه آخر بأنّه رعبٌ مثلاً، وهذا يدلّ على أنَّ للخوف حِدةٌ ودرجاتٌ مُختلفةٌ. إنّ الخوفَ في الإنسان فطريٌّ مُكتَسب؛ أي أنَّه موجودٌ في الطبيعة البشريةِ الفطريةِ، فمثلاً يخافُ الأطفالُ من الوجوهِ غيرِ المألوفةِ، أو من الأصواتِ العاليةِ أو الضّوضاءِ، لكنّ المواقِفَ المُثيرةَ للخوفِ تكتسبُ قوّتها وشِدَّتها بالتعلُّم المُقترِنِ بالشّعورُ بالألمِ أو الضّيق، لذا فهي مُختلفةٌ بنوعها وتأثيرها من شخصٍ لآخر، فمثلاً قد يرفَعُ الطّفلُ يديه ليُدافعَ عن نفسه لو أحسَّ أنّ مَن أمامهُ غاضبٌ إذا كان قد تعرَّضَ سابقاً للضّرب من شخصٍ غاضبٍ وأشعرهُ ذلك الموقِفُ بالألمِ، ليُكَوّن خبرةً تُثير الخوفَ لديه عند التعرّضِ لمواقفَ مشابهة.
وفي المقاله القادمه إن شاء الله سوف أتحدث عن أقسام الخوف وكيفية العلاج منه .