دمياط / فريده الموجى
بمجرد أن تراه تشعر بحبه الشديد للوطن وغيرته عليه من الأعداء والمستبدين، ربما لأنه سليمان، أحد الضباط الأحرار بفيلم «رد قلبي» مع شكري سرحان أو لإقناعه الشديد كأحمد عبدالحفيظ، البطل المصري الذي ينفذ هجمات فدائية ضد الاحتلال الإنجليزي في «ثمن الحرية» مع عبدالله غيث فكمال يس بنظراته النارية وكلماته الصادقة التي تنم عن ذلك الحب، أصبح جديراً بدور البطل الصامت الذي لا يشغله سوى حرية الوطن واستقلاله، وليس كغيره من الشخصيات التي تسعى إلى علاقة عاطفية أو إلى جني المال.
كمال، الذي ترجع أصوله إلى المنصورة، من مواليد 1924، تخرج في معهد الفنون المسرحية، وبدأ مؤلفاً إذاعياً عام 1949 سواء لمسلسلات إذاعية مثل: مصرع كليوباترا، فين العريس، رحلة الليل، أو لثماني برامج مثل: دون كيشوت الجديد، الظروف تحكم، ثم تلقى الدراما المسرحية من عاصمة النور الفرنسية باريس، بمركز الفنون في مدينة «ستراسبوج»، وعمل بفرقتها المتجولة في الإلزاس واللورين، وعاد إلى مصر بعد حصوله على دبلوم مسرح الأمم عام 1961،
البطل الصامت، اشترك في فرقة المسرح الحر عام 1950، ثم تحول إلى الإخراج عام 1956 حيث أخرج العديد من المسرحيات من بينها: ذات البيجاما الحمراء، أولادنا في لندن، وتقلد عدة وظائف بالمسرح الموسيقي بداية من الرقيب، مروراً بالخبير الفني ثم مخرجاً بمؤسسة المسرح والموسيقى عام 1963، ومدرساً لمادة التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية في نفس العام، ثم مديراً للمسرح الكوميدي، فخبيراً للشئون الدرامية في هيئة المسرح عام 1971 ، ومديراً لمسرح الحكيم، وأخيراً مدير قطاع المسرح في مؤسسة السينما والمسرح والموسيقى عام 1977.
كمال يس رحل عن عالمنا في صمت كما كان، في 3 أغسطس عام 1987، تاركاً إرثاً إذاعياً وسينمائياً ومسرحياً مميزاً يتعدي العشرون عملاً بالتمثيل والإخراج، من أبرزهم: أفلام «موعد مع السعادة»، «أنا حرة»، «بورسعيد» ومسلسلات «أحلام الفتى الطائر»، «هارب من الأيام».