بقلم عبير مدين
تطالعنا الصحف و المواقع الإلكترونية يوميا بمقترحات توقيع الغرامة تلو الأخرى وآخرها توقيع الغرامة على الطلاب الراسبين في الجامعة وتحديد شرائح لها وقد استوقفني هذا الخبر شبه الكوميدي اي منطق هذا ؟! فهو ينطبق عليه المثل الشعبي موت و خراب ديار
عزيزي مقترح هذا الحل العبقري لعصر المواطن محدود و معدوم الدخل
اولا.. هذا المواطن يكفيه طول العام دفع ثمن كتب و مذكرات و كورسات و مواصلات و الويل لمن كان ابنه في كليه عملي كل يوم طلبات جديده ربما يعجز عن توفيرها فيقع فريسة الديون أو يحرم باقي أفراد الأسرة من الطعام أو الكسوة لتدبير ثمنها على أمل أن يتخرج ابنه و يجد وظيفة تعاونه على سداد هذه الديون ليجد فلذة كبده صريع البطالة في النهاية
ثانيا.. من يضمن لك أن الطالب لم يتعرض لنوع من الظلم في التصحيح أو اضطهاد من أستاذ المادة ؟
ثالثا.. من أدراك أن الطالب لا يعمل ليخف الحمل عن ولي أمره وان ظروفه المادية ميسورة؟
رابعا.. من أدراك أن ظروفه الصحية على ما يرام ؟
خامسا.. تعهد بتوفير عمل لخريج الجامعة الذي أنهى تعليمه دون رسوب
خامسا هذه الضريبة الجهنمية الذي سوف يتحملها هو المواطن محدود و معدوم الدخل كالعادة لأن اولاد الأثرياء يدرسون في جامعات خاصة أو أجنبيه و قطعا لن يطبق عليهم هذا القرار
و دعوني أتساءل هل هناك مخطط لتفريغ البلاد من الطبقة المتوسطة و ما دونها ؟
الا توجد وسائل أخري لملأ خزانة الدولة غير عصر هذا المواطن ؟
ألا يمكن رفع تكلفة إقامة الإخوة العرب و الاجانب المقيمين في البلاد ؟
ألا يمكن زيادة الشريحة الضريبية على استيراد و اقتناء السيارات الفارهة ؟
جميل ان تبني كباري و قصور و تشتري قطارات مميزة لكن لا يجب أن يكون هذا على حساب جثة مواطن يوما ما وثق بكم وسلمكم مصيره
فلا الحكومة ترحم ولا مجلس النواب تكلم وقال لكم كفى جفت البذور بعد أن عصرتم كل الزيت