كبار السن هم بركة البيوت
بقلم: صادق المناسفي
كبار السن أحوج من أطفالنا إلى التدليل والاسترضاء والعاطفة والحنان ، والرفق والرحمة ، والصبر والسهر والتضحية
كبار السن الكلمة التي كانت لا تريحهم حال قوتهم الآن تجرحُهم والتي كانت تجرحهم الآن تذبحُهم
كبار السن : فقدوا الكثير من حيوية الشباب وعافية الجسد ورونق الشكل ومجد المنصب وضجيج الحياة وصخب الدنيا
كبار السن فقدوا والديهم وفقدوا كثيراً من رفقائهم فقلوبهم جريحة ونفوسهم مطوية على الكثير من الأحزان
كبار السن لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا قبل فانتبه ولا تكن من الحمقى فتشقى
كبار السن قد يرقدون ولا ينامون وقد يأكلون ولا يهضمون ، وقد يضحكون ، ولا يفرحون ، وقد يوارون دمعتهم تحت بسمتهم
كبار السن يؤلمهم بُعدُك عنهم وانصرافُك من جوارهم واشتغالُك بهاتفك في حضرتهم
كبار السن يحتاجون من يسمع لحديثهم ويأنس لكلامهم ويبدو سعيداً بوجودهم
كبار السن أولى من الأطفال بمراعاتهم والحنُو عليهم والإحساس بهم .
كبار السن حوائجهم أبعد من طعام وشراب وملبسٍ ودواء بل وأهم من ذلك بكثير .
فهل من عاقل
كبار السن يحتاجون إلى بسمةٍ في وجوههم ، وكلمةٍ جميلة تطرق آذانهم ويداً حانية تمتد لأفواههم وعقلاً لا يضيق برؤاهم
كبار السن يراوحون بين ذكريات ماضٍ ولى ويزداد بعداً وبين آمال مستقبلٍ آتٍ وقد لا يجيء فلا يفوتك تقدير هذا
كبار السن لديهم فراغ يحتاج عقلاء رحماء يملؤونه
كبار السن غادر بهم القطار محطة اللذة ، وصاروا في صالة انتظار الرحيل
ينتظرون الداعي ليلبوه
كبار السن قريبون من الله دعاؤهم أقرب للقبول
فأغتنم الفرصة قبل نفاد الرصيد
كبار السن هم الأب والأم والجد ، والجدة وسواهم من ذوي القرابات ممن شابت شعورهم ويبست مشاعرهم
اجعلهم يعيشون أياماً سعيدة ولياليَ مشرقة ويختمون كتاب حياتهم بصفحات ماتعة من البر والسعادة حتى إذا خلا منهم المكان لا تصبح من النادمين
هم كبار السن الآن وسيذهبون وعما قليل ستكون أنت هذا الكبيرَ المسنَّ
فانظر ما أنت صانع وما أنت زارع
كن العِوضَ عما فقدوا وكن الربيعَ في خريف عمرهم وكن العُكّازَ لهم فيما تبقى لهم من العمر وأعلم أنكم قريبا ستكونو امثالهم
فسلامٌ على كبارِ السن
وسلامٌ على من يراعون كبارَ السن.