كانوا رجال .. وكنا شعب أفعال لا اقوال
بقلم : سامى ابورجيلة….
حينما تمر الذكرى الواحد والخمسين لحرب أكتوبر ١٩٧٣ ، تأخذنا التساؤلات ، ويأخذنا الزمن الى التفكير والتدبر ، وتعود بنا الأيام إلى الوراء ، وبكل شغف ، وبكل فخر وعزة ، وبكل إباء وكرامة نتذكر هذه الأيام التى نحيا على ذكراها ، وتظل خالدة فى وجداننا ، ونظل وسنظل نتباهى ونفتخر بها ، ونتحدث بكل عزة مرفوعى الرأس والهامة أننا عشنا هذا الحدث ، وتلك الملحمة ( ملحمة النصر ) حتى لو كنا صغارا لاندرك المعانى السامية لتلك الأيام .
لذلك نجلس ونتحاور أن لكل نجاح ، لكل فوز ، ولكل نصر اسباب تابعة ومتابعة للإرادة الإلهية التى كانت ، وأرادهاالله .
نتذكر ونسرد لأبنائنا وأحفادنا أن النصر لم ولن يأتى بالكلمات المنمقة ، أو بالشعارات الجوفاء ، أو بالأغانى والأناشيد التى تلعب على المشاعر ، بل وربما يتراقص عليها الشباب والفتيات .
بل إن النصر يأتى أولا بالتوجه إلى الله ، ثم بالأخذ بالأسباب والعلم ، وإعلاء قيمة العلم والعلماء الفاهمين المتأصلين .
لأن النصر بداية ونهاية من الله ( وما النصر الا من عند الله ) ولكن له أسبابه الدنيوية ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل …)
إذا لابد من الاعداد والجهد والتعب والمثابرة ، والتدريب الشاق والمستمر ، والحرص على إعلاء كلمة العلم والعلماء المجتهدين والمخلصين .
ثم بعد ذلك لابد من شعب يعلى كلمة وطن عملا وليس قولا ، يعلى قيمة إيمانه بربه ، ثم إيمانه بعقيدته وأرضه ، وإيمانه بالعمل فعلا وتخطيطا ومثابرة وإجتهادا ، ليس كلاما مبهما فارغا من المضمون .
لذلك نجد أن قادة القوات المسلحة طبقوا ذلك على أنفسهم ، وكذلك الجنود أبناء هذا الشعب كانوا يتلهفون على دخول تلك المعركة ، لإعادة عزة بلدهم ، وكرامة وكبرياء وطنهم ، وغسل مالحق بهم من قبل بلا إرادة منهم ، ولكن بجهل من متخذى القرار السابق بلا علم ولا دراية ، بل بالفهلوة والخطب والكلام الذى يلهب المشاعر بلا تخطيط ولا إدراك ولا علم .
لذلك بعد أن ساد وتعاظم الايمان بالله فى القلوب ، وتعاظم معنى العلم فى النفوس كانت النتيجة هو تخطيط محكم ، ونصرا مؤزرا .
ولننظر ولنتدارس وقفة الشعب مع قادته ، وتلاحمه مع جبهته الداخلية والخارجية ، وعدم الاصغاء للاشاعات ، والعمل بجد وكد من أحل اللحظة الفارقة ، وليس بكلمات مفرغة من مضمونها بلا عمل ، ولا كلمات تخرج من الحناجر ولا تطبقها الجوارح فتكون هشه وليست راسخة .
لذلك كانوا رجالا .. وكان شعبا مؤمنا بربه ثم بذاته ، وكان يعمل أكثر ما يتكلم من أجل بلده فعلا لا قولا من أجل أن تحيا بلده ( مصر ) حقيقة لاشعارا .
تحيا بالإيمان ، بالعلم ، بالعمل ، بالجد والكد ، من أجل بلدنا وحياة أبنائنا ..