كارثة منتخب الشباب
بقلم : محمد عبد المجيد خضر
الناقد الرياضي احمد جلال صرح في لقاء له مع برنامج الحكاية ، بــــ كارثة بنتيجة التحقيقات التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة ومن مسئولي الرياضة في مصر ، عن اسباب فشل البعثة وخسارة الفريق الذي كان مرشحا قويا للفوز بالمركز الاول للبطولة .
والحقيقة ما تم خلال هذه الرحلة مزري ومؤسف وعار بكل معنى الكلمة ، ولا يتم في مركز شباب في قرية نائية ، بلا نظام ولا موارد ولا ادارة بالاسلوب العلمي ، انها مهزلة بكل المقاييس واستهتار لايجوز ان يحدث خصوصا انه يمس سمعة مصر والمصريين .
اولا سفر الفريق بدون اي تنسيق مع السفارة في تونس وبوقت اطول من اللازم قبل بدأ الدورة .
هذا ممكن التغاضي عنه لكن ان تسافر وانت غير مهتم اطلاقا بالاجراءات الاحترازية وقلة الكمامات و المواد الكيماوية والمطهرات ، وعدم التشديد على التباعد واتباع الاجراءات اللازمة للوقاية ، فهذا جهل واهمال متعمد لا يجب السكوت عنه .
توزيع اللاعبين كل اثنين بغرفة معللين ذلك بان الميزانية لا تسمح ، فلمن تسمح اذا لم تكن تسمح للمنتخبات ؟
هل هذا معقول ثم ان ذلك حدث رغم تنبيه مشدد من الطبيب المصاحب للفريق لنزول كل لاعب بغرفة منفردا !! .
ايضا اصرار ربيع ياسين على الاجتماع بافراد الفريق ولمدة ٣ ساعات يوميا في قاعات مغلقة ودون الاهتمام بالاجراءات الاحترازية ، فما هذا الاستهتار وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة .
ومن المحزن ان الاثنين رئيس ومشرف البعثة مرضوا بكرونا فور الوصول للبلد المضيف واصبحت البعثة بلا ادارة ولا رئيس ، دون اي تحرك لانتداب بدلا عنهما ، ونرى الا ترسل بعثة منتخب الى الخارج الا وعلى رأسها شخصية معتبرة ، من الاتحاد الرياضي المختص او من الوزارة لقيادة البعثة وبصلاحيات مطلقة .
والعار كل العار ان تسافر البعثة بدون عهدة مالية او ما يسمى بالسلفة ، لادارة الامور المالية والصرف على البعثة !! ، انه منتخب مصر يا سادة ، ونحن نصرف ملايين على الانشاءات وشراء اللاعبين والدعم للاندية ومراكز الشباب ، فهل يعقل ان تسافر بعثة منتخب دون دعم مالي ؟!!
وتعتمد على نزول الفريق على حساب البلد المضيف ، وان تضطر البعثة للجوء لشقيق فرجاني ساسي لاقتراض عشرة آلاف دولار لتسير الامر هناك !!؟. لماذا لم يتم اللجوء للسفارة ؟ .
ان يترك مسئول الفريق انضمام لاعب من احد الفرق التونسية ، بلا تأكد من نتيجة المسحة والاعتماد على التأكيد الشفهي من اللاعب وفريقه فقط وعدم الامتثال لطلب المدرب لعزله في غرفة بمفرده .
هل من الطبيعي ان يسمح لافراد الفريق التجمع في حياة طبيعية دون اي محاذير ، اثناء التدريبات وحول طاولة واحدة لتناول الشاي وايضا في المطعم اثناء تناول وجبات الطعام، والسمر وتجاذب اطراف الحديث يوميا بلا اي اجراءات احترازية .
اين نحن اذا كانت هذه المهزلة والاستهتار والعار مصاحبة لاحد منتخبات مصر الواعدة والتي يتم تحضيرها للمستقبل ، وكيف تدار المنظومة الرياضية التي تفتقر للادارة العلمية والتنسيق والتحضير بحزم ودقة متناهية .
ما حدث كارثة تنير الضوء الاحمر لينبئ بخطر على المسيرة الرياضية التي يديرها اناس يفتقرون لفن الادارة الرقية والعلمية ، وليس ما نشاهده من فوضى وجهل وتخبط وعشوائية ، لا تحسب حساب لسمعة مصر ولا لنفسية اللاعبين ولا مشاعر المصريين ، فقط ماذا سيجنون من منافع مالية شخصية من رواتب وبدلات ومكافآت لا يستحقونها .