قوانين الطلاق سرطان يهدد أمن المجتمع
كتب/محمد البسطويسي
ان التطور الذي يهدد أركان مئات الآلاف من الأسر في مصر بسبب الطلاق رصدته إحصائيات أكدت فيها أن نسب الطلاق ارتفعت في مصر من 7 في المئة إلى 40 في المئة خلال نصف القرن الماضي ليصل إجمالي المطلقات في مصر إلى 4 ملايين مطلقة ذلك في الوقت الذي تؤكد فيه الإحصاءات الرسمية أن المحاكم المصرية شهدت تداول نحو 14 مليون قضية طلاق في الاعوام السابقه مما يمثل أطرافها 28 مليون شخص أي نحو ربع تعداد سكان المجتمع المصري حيث تشهد محاكم “الأسرة” طوابير طويلة من السيدات المتزوجات والراغبات في اتخاذ القرار الصعب في حياتهن بلجوئهن إلى المحكمة المتخصصة في الأحوال الشخصية
وأبرز الأسباب التي رصدتها التقارير والإحصاءات حول أسباب الخلع والطلاق هو ما خلفته عوامل التطور التكنولوجي من تواصل بين أفراد المجتمع وسرعة الوصول إلى أي معلومة في أي وقت وأي مكان حيث تركت تلك التطورات آثارها الهائلة على المجتمع وخلفت العديد من المشكلات الزوجية وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دورها الهائل في اكتشاف الخيانات المتبادلة بين الأزواج وهو ما سارع من وتيرة طلب الخلع والطلاق خاصة أن ما تشهده وسائل التواصل الاجتماعي يسهم وإلى حد كبير في تغيير السلوكيات المتعارف عليها بين الأزواج ثم في حدوث خلل جسيم في العلاقات الزوجية
هذا الأمر أكده أساتذة علم النفس، الذين رأوا أن “الفيسبوك” و”الواتس آب” يشكلان سببين رئيسين لارتفاع حالات الطلاق حيث سهلا الخيانة الزوجية ما يثير غضب الزوجة عند اكتشافها ذلك ويدفعها إلى طلب الطلاق
ورأى أساتذة علم النفس أن اكتشاف الزوج خيانة زوجته عبر “الفيسبوك” أقل بكثير من اكتشاف المرأة خيانة زوجها لها كما يشير أساتذة علم النفس إلى أن”الفيسبوك” يعد المتهم الأول والرئيسي في إضعاف الروابط الأسرية بين أفراد إضافة لذالك القوانين الخاصه بالمراه
فان الأسرة بمن فيهم الزوجان مؤكدين أن تغير مفهوم الطلاق من الناحية الاجتماعية وتغير نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة سهل على المرأة طلب الطلاق الذي كان في الماضي يضعها في موقع شاذ لدى المجتمع بالنظر إلى القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع كما أن تأثير الزواج المبكر الذي تشهده البلاد العربية قد شكل أحد الدوافع الأساسية وراء تنامي وتزايد ظاهرة الخلع والطلاق
ولا تمثل تلك الظاهرة السبب الوحيد لتزايد حالات الطلاق في مصر. فوفقا لدراسات اجتماعية فإن التفكير في الانفصال والطلاق يكون موجودا لدي الزوجين أو أحدهما وإن كان لدى الزوجه الرغبه الأكبر مستغله القانون الذي كفل حق المرأه استغلال سيء
إضافة إلى عناصر أخرى تساعد على تولد فكرة الطلاق في رأس الزوج أو الزوجة ومنها أهل الزوج أو أهل الزوجة.حيث أكدت الدراسات الاجتماعية أن نحو 7 في المئة من الزوجات المطلقات تم تطليقهن بسبب أهل الزوج الذين كانت لهم اليد العليا في فرض الانفصال بينما أكدت الدراسات ذاتها أن ما يقارب من 6 في المئة من أهل الزوجة كانوا سببا في الانفصال بين الزوجين.
وفي الإطار نفسه تشير الدراسات الاجتماعية إلى أن الزواج السريع يقف خلف سرعة الطلاق في السنة الأولى من الزواج والتي تعد أصعب السنوات في علاقة الزوجين وذلك بالنظر إلى أنها بداية للتفاهم والتناغم بينهما إضافة إلى أن عدم الإنجاب يشكل أحد الأسباب المباشرة للطلاق حيث تنظر الأسر المصرية والعربية كذلك إلى أن الإنجاب هو أحد التقاليد الضرورية المترتبة على الزواج وأحد مرتكزات البناء الأسري فيما يكون عدم الإنجاب سببا أساسا من أسباب هدم الأسرة وتفكك العلاقات الزوجية حيث رصدت دراسة مهمة في هذا الشأن أن نحو 80 في المئة من المطلقات هن من دون أبناء كما أثبتت الدراسات أن العلاقات المتحررة قبل الزواج شكلت أحد عوامل النزاع ثم حدوث الطلاق حيث يبقي التربص سائدا بين الزوجين وهو ما يفضي إلى إثارة الشكوك في سلوكيات كل منهماثم تفاقم النزاعات التي تؤدي حتما إلى الطلاق
ويشكل الحب أحد الدوافع المهمة في بقاء علاقة الزواج أو انفصال الزوجين حيث تؤكد الدراسات المختلفة أن بقاء الحب واستمراره بعد الزواج يشكلان أحد أبرز العناصر الوجودية في دوام بقاء الأسرة وتقليل المشكلات الزوجية والعنف الأسري وكشفت إحدى الدراسات أن 22,5 في المئة من المطلقين والمطلقات أكدوا عدم استمرار الحب بينهما لأكثر من سنة فيما أكد نحو 15 في المئة أن علاقة الحب بينهما لم يكتب لها الدوام لأكثر من ثلاثة شهور
هذا ويرجع بعض في مصر زيادة حالات الطلاق والخلع وتزايدها إلى “قانون الخلع” الذي دعمته سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق حسني مبارك والذي يشكل أحد أهم وأخطر الأسباب في ارتفاع معدلات الطلاق في مصر حيث لم يؤد هذا القانون إلى ارتفاع مفزع في نسب الطلاق في مصر فحسب بل وأدى إلى وصول نسبة العنوسة أي عدم زواج الفتيات حتى سن متقدم إلى مستوى مخيف حيث يري بعض رجال الدين أن القانون أعطى للمرأة حقوقا أكثر من تلك التي كفلتها لها الأديان السماوية إذ بمقتضي هذا القانون تستطيع الأم التي تختار الخلع أن تحرم الأب من رؤية أطفاله إلا وفق قواعد صارمة تترك آثارا سلبية على تربية الأبناء وعلى العلاقات بين أسرتي الزوجين
لقد كان المتعارف عليه في الماضي أن يتم الطلاق لأسباب وجيهة كالخيانة الزوجية وتعاطي المخدرات والمسكرات وحالات العنف الزوجي وغيرها لكن الطلاق اليوم يتم لأسباب مغايرة تماما