عبده الشربيني حمام
تواصل أجهزة الإعلام الفلسطينية تغطية قضيّة الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس الذي دخل في شهره الثاني في الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال ويوشك أن يبلغ شهره الثالث. أثارت هذه الحادثة غضب الفصائل الفلسطينية وقد حذّرت في بيانات عديدة من مواصلة سلطة الاحتلال لهذا المسار محمّلة إيّاها مسؤولية تدهور الوضع الصحّي للأسير ماهر.
حسب ما أكّده أحد المسؤولين الكبار في وزارة الصحّة الفلسطينية، يخضع الأسير ماهر الأخرس الآن إلى علاج مركّز في أحد مستشفيات الاحتلال، ويتلقّى رعاية طبّية عالية الجودة، وهو ما يعني أن الضغط الذي مارسته الفصائل الفلسطينية قد دفع السلطات الإسرائيلية لمعالجة الوضع وإنقاذ الأسير قبل أن تتدهور صحّته أكثر.
من ناحية أخرى، انتقد قياديّون في فتح ما وصفوه باستغلال حركة الجهاد الإسلامي قضيّة الأسير ماهر الأخرس من أجل خدمة مصالحها الخاصّة وإنفاذ أجندتها السياسيّة في الضفة الغربيّة المحتلّة. كما أضاف بعض المسؤولين في فتح أنّ تصريحات قياديّي الجهاد الإسلاميّ الأخيرة فيها تحريض واضح للعنف ولإثارة الفوضى، ما من شأنه ضرب الاستقرار في المنطقة، وهو ما لا تريده السلطة برام الله بأيّ وجه من الوجوه.
تُشير المصادر الإخباريّة أيضًا إلى أنّ دعوات الجهاد الإسلاميّ الأخيرة لم تلق ترحيبًا من بقيّة الفصائل الفلسطينيّة بما فيها حماس، خاصّة مع اقتراب هاته الفصائل من التوصل إلى اتفاق فيما بينها سيتوج اجراء الانتخابات التي طال انتظارها.
تعمل معظم الفصائل الفلسطينية اليوم وعلى رأسها فتح على إيجاد صيغة توافق وعمل مشترك فيما بينها، وعلى رأس هذه المفاهمات الاتفاق على إجراء انتخابات فلسطينية العامّة في غضون ستّة أشهر. هل تواكب حركة الجهاد الإسلاميّ هذا المسار الوطني أم تساهم في إحداث صدع جديد في الساحة الفلسطينية ؟