بقلم الأثرية:- مريم مصطفي محمد
عند الخروج من محطة محمد نجيب والسير في ذلك الحي الشعبي تجد نفسك امام تحفة معمارية عظيمة الا و هو قصر عابدين الذي يقع في حي عابدين في القاهرة الخديوية .
القصر تابع للحرس الجمهوري المصري و هو احد القصور الرئاسية الخمسة في جمهورية مصر العربية .
“قصر عابدين” يعتبر هو البداية الحقيقية لظهور القاهرة بشكلها الحديث، إذ إن بناءه تبعه ظهور النهضة المعمارية في مصر بشكل عام، وفي القاهرة بشكل خاص وكان خطوة أولى قادها الخديوي إسماعيل في تخطيط القاهرة على الأسلوب الأوروبي.
من خلال بوابة الزوار و هي بوابة باريس يمكنك الدخول منها الي ذلك القصر و التي سميت بذلك الاسم لان الخديوي امر بتصنيعها في العاصمة باريس ,ومن خلال تلك البوابة يمكنك الدخول الي حديقة القصر التي تبلغ مساحتها حوالي 19 فدانا في حين ان مساحة القصر ذاتة تقدر حوالي 15 فداناً، و قد بني ذلك القصر في العام 1863م , و قام ببنائة الخديوي اسماعيل .
تسمية القصر باسم عابدين غريبة الي حد ما لان من بناة هو الخديوي اسماعيل لماذا لم يسمية اسماعيل و ترجع تلك التسمية الي ان قبل بناء هذا القصر العظيم كان مكانة قصر اخر و لكن اصغر في المساحة الي شخص يدعي عابدين بك و هو احد القادة العسكريين و بعد وفاة عابدين بك اشتري الخديوي اسماعيل ذلك القصر و الارض المحيطة بة و قام ببناء قصرة الحالي قصرعابدين .
امر الخديوي اسماعيل المهندس الفرنسي دي كوريل روسو بوضع تصميمات القصر و الذي استغرق بناءه حوالي 10 سنوات .
قصر عابدين محاط بأسوار وبوابات حديدية عملاقة، وبحدائق جميلة، ويطل على ميدان واسع هو ميدان عابدين الشهير, و بعد المرور من “بوابة باريس” نجد بهواً كبيراً، تتوسطه نافورة مياه محاطة بتماثيل لملوك من أبناء محمد علي باشا.
القصر يحتوي على 500 غرفة، و5 قاعات كبرى للاحتفالات، تتضمن كل منها 100 قطعة من روائع الفن العالمي، كما يحتوى على قاعات وصالونات، ومسرح يضم مئات الكراسى المذهبة، وفيه أماكن معزولة بالستائر خاصة بالسيدات، يطلق عليها “الحرملك”، والسبب في التسمية أنها منطقة محرمة على الرجال الغرباء.
في القصر العديد من الصالونات التي تتميز بلون جدرانها، فهناك الصالون الأبيض الموجود في غرفة ضخمة لون جدرانها أبيض، وهناك الصالون الأحمر الذي تحيط به جدران حمراء اللون، والغرفة ذات الصالون الأخضر، وجميع هذه الغرف كانت تستخدم في استقبال الوفود الرسمية.
وإلى جانب هذه الصالونات توجد في القصر مكتبة تضم أكثر من 55 ألف كتاب في مجالات مختلفة، وجميعها نادرة مكتوبة بلغات عديدة.
داخل القصر أيضاً العديد من الأجنحة الملكية، مثل الجناح البلجيكي الذي صمم لإقامة ضيوف مصر المهمين، وسمي بهذا الاسم لأن ملك بلجيكا هو أول من أقام فيه، ويضم سريراً من التحف النادرة لما يحوية من زخارف مدهشة تم نقشها يدوياً.
يحتوي قصر عابدين على العديد من المتاحف، منها المتحف الحربي، الذي يضم بضع قاعات تحتوي على مجموعات نادرة من الأسلحة، نفذها صناع مهرة من بلاد العالم الإسلامى وأوروبا، في عصور مختلفة.
هناك أيضاً متحف النياشين والأوسمة، ومتحف الفضيات، وبهما العديد من الأوسمة والنياشين الخاصة بالأسرة الملكية، وأدوات وأوانٍ من الفضة والكريستال والبلور الملون، وغيرها من التحف النادرة المصنوعة في مصر ودول أخرى.
وهناك متحف الوثائق التاريخية، الذي يحتوي على مجموعة كبيرة من الوثائق النادرة، التي تحكي قصة تطور مصر تاريخياً، منذ تولي محمد علي باشا الحكم في العام 1805، حتى نهاية حكم فاروق الأول في العام 1952.
بين متحف وآخر زُينت الحيطان في الممرات بلوحات تحمل تواقيع فنانين فرنسيين، لمشاهد حربية أو للأزياء العسكرية المصرية عبر العصور، إلى جانب صور فوتوغرافية للأسرة المالكة وصورة زفاف الملك فاروق، وهو ما يجعل حتى ممرات القصر متحفاً في ذاتها, و حديثا اضيف متحف اخر يحتوي علي الهدايا التي جاءت الي مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي .