أعداد : فريق حكاية وطن الآثري
قام فريق حكاية وطن الآثري بزيارة لقصر البارون الاسبوع الماضى في اطار التعريف بآثار وتراث مصر المتنوع وأعد التقرير التالى :
الجميع يعرف هذا القصر ولكن !
من البارون ؟ وماقصته ؟
وماقصة البناء ذات الطابع الخاص ؟
هل يوجد به أشباح ؟
ما الشكل الذي ظهر عليه هذا البناء بعد هذه السنوات .
البارون :-
هذا ليس اسما كما يعتقد الكثيرون أنه أسم صاحب البناء أو من أنشاءه
هو لقب او رتبة حصل عليها المدعو ( إدوارد امبان ) أعطاه اياه ملك فرنسا في ذلك الحين نظرا لمجهوداته العظيمة التي قام بها في إنشاء مترو باريس .
من هو أدوارد امبان وماقصته ؟
هو مليونير يلجيكي الأصل جاء إلي مصر قادما من الهند في نهاية القرن التاسع عشر بعد افتتاح قناة السويس المصرية
وكان البارون عاشقا لمصر حتي أنه كتب في وصيته أنه يدفن في تراب هذه الأرض.
أسس لبناء هذا القصر في حي مصر الجديدة في موقعه هذا . وفي ذلك الحين كانت هذه المناطق صحراء ليس بها سكان وعرض البارون فكرة إنشاء حي سكني في المنطقة وأختار لها أسم (هليوبوليس ) أي مدينة الشمس .
كما فكر في إنشاء خط مرور ليعمل علي جذب السكان لهذا الحي الجديد . وعندما قام بتصميم هذه التحفة المعمارية كان له هدف وهو أن تدخل الشمس اليه من جميع الأتجاهات
وبالفعل تدخل الشمس حجر هذا البناء بفضل هذا التصميم الرائع .الذي أتخذ فكرته من الطراز الهندوسي من معبد (تكو وات )
وقام ببنائه المهندس المعماري (الكساندر مارسيل ) وأكتمل بناءه عام 1911
وبعد وفاة البارون تورثه أبنه وجان البارون ثم أحفادة حتي تم إهماله بطريقة سيئة .
كما أستخدم قصر البارون بعد ذلك موقع للتصوير بسسب براعة البناء وطرازه المعماري .
ظهر في أعمال فنية عديدة منها فيلم حبي الوحيد عام 1960 – فيلم الهارب عام 1974
أشباح القصر حقيقة أم خيال وأين هي بعد الترميم ؟
معظم الأقاويل التي جعلت قصر البارون بيتا حقيقيا للرعب تدور حول سماع أصوات لنقل أثاث القصر بين حجراته المختلفة في نصف الليل والأضواء التي تضيء بشكل مفاجيء في الساحة الخلفية للقصر ثم تنطفيء . ويصرح حارس أحد العقارات المجاورة بأن الأشباح تظهر ليلا بأصوات مخيفة حيث رأي السكان المجاورين للقصر عام 1982 دخانا كثيفا ينبعث في غرفة القصر الرئيسية ثم دخل هذا الدخان في شباك البرج الرئيسي للقصر ثم ظهر وهج نيران دون تدخل بشري .
ويظل هذا السؤال مطروحا لماذا هذا القصر من بين القصور وماهذه الشائعات ؟
يقال أن البارون ولد أعرج القدمين وكانت تأتيه نوبات صرع حتي تجعله ملقي علي الأرض ولصرامه البارون لم يجرأ أحد أن يقترب منه حتي وهو مطروح أرضا .
الغرفة المسحورة :-
هناك غموض حولها حيث كان البارون لا يسمح لأحد الأقتراب منها حتي أبنته أو أخته هيلانة
وهذه الغرفة تفتح ابوابها علي مدخل سرداب طويل ممتد لكنيسة البازيليك التي دفن بها البارون .
هيلانة أخت البارون هل هي سبب الرعب ؟
هيلانة هي الغموض الثاني لهذا القصر فالتاريخ يحكي أنها قتلت أم أنها سقطت من شرفة غرفتها الداخلية حيث كان البارون يدور البرج ناحية الجنوب فتوقفت حركة البرج لبضع دقائق ثم سمع البارون صوت صرخات أخته مما جعل الكثيرون يتحدثون في هذه القضية أن سبب وجود الأشباح سخط وغضب أخت البارون لتأخره في أنقاذها . وهناك من سمع أصوات شجار بين البارون وأخته .
عبدة الشيطان داخل القصر :-
دفعت أجواء القصر الغامضة بقيام مجموعة من الشباب المصريين في منتصف عام 1997 إلي أن يتسللوا ليلا إلي القصر ويقيمون فيه حفلا صاخبا ويرقصون علي موسيقي صاخبة إلي أن جاءت الشرطة وألقت القبض عليهم .
وقد أنشغل الرأي العام بهذه القضية لفترات حتي أطلق عليها (قضية عبدة الشيطان ) .
البارون مابين الماضي والحاضر :-
منذ نشأه هذا القصر وهو مكان سكني مميز من عام 1911 وقد شيد علي مساحة كبيرة 12500 متر
وكان قصر البارون يأتي إليه رواد المجتمه في ذلك الحين حيث تقام فيه الحفلات حتي وفاة البارون 1929.
ومن مميزات هذا القصر في طرازه المعماري وجود تماثيل متعددة الأشكال حصل عليها البارون من الهند مثل تماثيل الفرسان المصنوعة من الرخام وأيضا مايوجد داخل غرفة البارون فهناك لوحة تجسد كيفية عصر العنب وتحويله إلي خمر .
القصر بعد وفاة البارون :-
تعرض القصر للأهمال حيث أصبح مهجورا وحديقته التي كانت ممتلئة بالموسيقي والأزهار اصبحت خرابة إلي أن تدخلت الحكومة المصرية وأتخذت قرارا بضم القصر إلي قطاع السياحة والأثار .
وعند الأحتفال بمئوية مصر الجديدة وجد قصر البارون حلا بعد معاناه استمرت اكثر من خمسين عاما حيث أبرم المهندس / ابراهيم سليمان أتفاقا مع ملاك القصر بضم القصر إلي قطاع الأثار مقابل قطعة من الأرض للورثة الأصليين .
وأخيرا بعد عملية ترميم دامت عامين تقريبا افتتح الرئيس / عبد الفتاح السيسي القصر بهيئتة الجديدة في 1/7/2020
ليكون منطقة جذب جديدة وتتمتع به أعين ناظريه .