بقلم باحث علم النفس والتاريخ الشريف / أحمد ُحزين شقير
……………………………………………….
كنت فى زيارة لمنزل زميل لى كان معى فى دبلومة علم نفس إكلينيكى
ووجدت زوجته إنسانة فى قمة الذوق واسلوبها طيب جدًا قمة الاحترام
وواضح جدا انها تحب تكرم ضيوف جوزها .. بالعامية تشيلهم فوق دماغها
= انا قلت له ماشاء الله زوجتك ذوق جدًا ربنا يحفظها ..
فأجانى وقال لى تعرف ..لم تكن كده نهائى !!!!
كان ممكن يزورنى صديق تدخل وتنام ولا تهتم بعمل واجب الضيافة لأصدقائى .. وكانت تهملني ف الاكل والسؤال .. وعصبيه جدا بطريقه غريبه يعنى من الاخر بتتخانق مع دبان وشها زى ما بنقول لدرجة اني طهقت وقرفت وقررت الانفصال .. لكن قولت ليه لا يكون العيب مني ! زوجتى زي الزهره .. ليه لا أسقيها ..
يمكن دبلانه من قلة الاحتواء لها فبتجرح زي الزهره الدبلانه الناشفه ..
أصبحت اقعد مع اهلي وهي موجوده واقول مراتي زي التاج والله بحس اني ملك طالما هى موجودة في حياتي .. الله يحفظها .. دي اكلها تحفه لا أذوق اطعم منه ربنا يبارك فـــ عمرها .. لما يأتى لزيارتى ضيف بتشرفني وتقدمله اعلي واجب ..
يوميًا علي كدا امدح فيها حتى فـــ بوست ع الفيس .. وقصاد أهلي ..
لم اشتكيها لأى أحد وأخرج اسرار بيوتنا للخارج ..
بنصحها بكل هدوء بس بطريقه غير مباشره .. وفعلا بدأت تتأثر حتى بالفعل اتغيرت وجدتها دخلت على فى ليله وبتبوس دماغي وانا تعبان….!!!!
وقعدت سهرانه علي الارض جنبي .. بتهتم بنفسها .. بتعتذرلي كتير علي تقصيرها اكتشفت ان النصيحه بهدوء والمدح وإني اذكر قيمتها ولا أنكرها اقرب طريق لاني اسرق قلبها .. وتبقي زي ما انت شايف كده .. مشرفاني ورافعه راسي ..
قال لى سكرك قد ايه يا احمد ؟! قولتله ٣ معالق .. قالي ثواني واعملهولك .. قولتله ومراتك ؟! قالي انت عاوزها تطردنا ! اصحيها ١٢ بالليل تعمل شاي ! دي بتنام بدري ياعم .. قولتله الله الله .. نصايحك عامله شُغل .. قالي ياعم بهزر دقيقه وتلاقيها جايبه الشاي :))
هذه القصة الجميلة العابرة اخذتنى لقصص أخرى فى مجتمعنا
قالولي مره ان شاب كان بيصلي في المسجد ف موبايله رن .. الناس زعقوله وجرحوه مدخلش المسجد تاني !! ..
– وشاب غيره كان ماشي ف الطريق فمن غير ما يقصد خبط في صنية شاي علي القهوه ف كسر الكُبايات اللي فيها .. صاحب القهوه ضحكله وقاله فداك ١٠٠ ألف كُبايه .. الشاب بقي زبون دايم علي القهوه .. بسبب اسلوب صاحب القهوه !!
– الامام احمد بن حنبل دخل عليه بالليل حرامي وهو بيصلي ف بيته .. عمال يدعبس ف الكراكيب ويدور مهواش لاقي اي حاجه .. الامام احمد خلص صلاه وقاله : ملقتش حاجه من الدُنيا في البيت .. ايه رايك لما يبقالك نصيب من جنة الاخره ؟! قاله ازاي .. الامام احمد ضحكله وقاله الاول تتوضي وتصلي .. علمُه الوضوء والصلاه .. وخلاه يصلي ركعتين ونصحُه بكل طيبه .. الفجر أذن .. خرجوا معا للصلاه .. الناس شافوا الحرامي والامام احمد معاه .. اتعجبوا .. معقوله !! بيعمل معاك ايه الراجل دا يا امام ؟! .. قالهم :جاء يسرقنا .. فسرقنا قلبُه ! .. بحُسن الاسلوب وبالطريقه سرق قلبه .. لم يمسك عصايه ونزل فوقيه ضرب .. او شتمه ..
– واحد راح لسيدنا عُمر بن عبد العزيز وقاله هنصحك نصيحه بس شديده شويه ممكن تقبلها ؟! قاله متنصحنيش ومش هقبلها ! دا ربنا قال لسيدنا موسي ينصح فرعون بقول لين وطيب وهو طاغيه وفاجر .. تيجي انت تنصحني بعُنف وانا موحد بالله ؟!
– لما راح شاب للشيخ الغزالي وقالي ايه حُكم تارك الصلاه ؟! ..
الغزالي رد عليه رد صادم .. قاله حُكمه أن تأخذه معك الي المسجد !
– ولما شاب مراهق في سن العشرينات .. راح للشعراوي وقاله انه حلال نفجر اي ديسكو او بار ليلي باللي فيه .. لانهم فجره عُصاه .. الشعراوي قاله الشيطان عاوزهم يدخلوا النار ولا الجنه ؟! قاله النار طبعًا .. قاله وانت عاوز تفجرهم وتموتهم وهما علي معصيه وتدخلهم النار وتساعد الشيطان !! الاولي انك تنصحهم وتدعيلهم بالهدايه
النصيحه يا أهل الله بهدوء ناس كتير هتتكلم في الدين وهتنصح .. ف بالله عليك وانت بتنصح أى شخص .. إنصحه بهدوء .. بإبتسامه .. بينك وبينه ولا تجرحه !!
النبي صل الله عليه وسلم لم يكن يجرح أى انسان .. وكان لا يتكلم في الدين وينصح إلا وهو مُبتسم !
وورث ذلك منه احفاده سيدنا الامام الحسن والامام الحسين وقصتهم الشهيرة عندما شاهدوا رجل عجوز بيتوضي غلط .. لم يقولوا له انت رجل جاهل ! ولكن قالوا له احكم بيننا وشوف مين بيتوضي احسن .. ولما اتوضوا قالهم والله انتم الاتنين بتتوضوا صح وانا الغلط ! نصحوه بدون ما يجرحوا انسانيته ومشاعره أو ينقصوا من قدره علي راي احد العلماء بيقول : بُلينا بقوم يعتقدون أن الله لم يهدي غيرهم ! ..
حتى فى الجدل الذى يحدث بين بعض الوهابيين والسلفيين ضد الصوفية .
الشيخ الذهبي في سير أعلام النبلاء: حتى رادا على ابن تيمية ما نصه: (فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلا مسلما مصليا على نبيه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب وقد أتى بعبادة زائدة على من صل عليه في أرضه أو في صلاته إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط. فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشرا. ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع فهذا فعل حسنا وسيئا ( فيعلم برفق والله غفور رحيم.)
فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء إلا وهو محب لله ولرسوله فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار فزيارة قبره من أفضل القرب
قالوا ناس زمان اذا نصحتني علي الملأ ( قصاد الناس ) تبقي بتفضحني ! واذا نصحتني بيني وبينك ( تبقي فعلاً بتنصحني ) اذًا اختار كلامك .. نقى أسلوبك
لان فعلاً والله في ناس من طريقة كلامها ونصيحتها بتجعل الناس ترتكب الغلط وضميرها مرتاح..
يقول تعالى فى كتابه الحكيم ( وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن إن الشيطان ينزع بينهم .
ان الشيطان كان للأنسان عدوا مبينا)
صدق الله فى كتابه العزيز فحقا من الآفات الفتاكة التي سادت بين الناس بالفساد الكبير والشر المستطير آفة كلام السوء وخبيث القول الذي يفعل فعل الوباء القاتل في حياتنا الاجتماعية فيعصف بالعلاقات والمعاملات ويبيد أمن النفوس واستقرارها ويهدم صروح الثقة بين الناس.