في ذكرى صاحب البريد
بقلم: أسامة حراكي
كنت احرص على قراءة بريده كل جمعة وكان بعض المقربين لي يسخرون من بريده، وكنت ادافع عن بريده الشفاف الرقيق الناصح لكل من كان يلجأ إليه، وكان أيضا يوفر الدواء لكل من يطلبه منه، فقد كان رحمه الله يقدم المساعدة بقدر استطاعته لكل من يحتاجها حيث كان يذهب بنفسه ليقدمها لهم، كان ناجحاً جداً في عمله إلتف الكثير من المعجبين بكتاباته ونصائحه حول بريده، وكان كلما ازداد نجاحه كثر حساده العاجزين عن إتيان فعل يذكر سوى الثرثرة، فكان يتجاهلهم ولا يكترث بهم وهو السبيل الأفضل للتعامل مع هؤلاء المرضى، فقد كان ينصح قرائه ويكتب لهم: “إياكم أن تقابلوا الحاسد بالحسد والجاحد بالجحود، لأنكم تكونوا كمن يقابل الفاسد بالفساد والجاهل بالجهل، لأن الحسد هو النار التي تأكل الحاسد لا المحسود، وبين الأول والثاني كونوا محسودون أفضل من أن تكونوا حُساداً، فانسوهم وادعوا لهم بالشفاء”.
وبعد وفاته عجزت بعض الأقلام عن كتابة مقالة صغيرة ترثيه أو تمدح فيه، انه لم يكن يريد الثناء عليه بعد رحيله ولكن واجباً علينا أن نثني على من أحببناهم وعرفناهم، سواءً معرفة شخصية أو من خلال كتاباتهم.
انه الكاتب الكبير عبد الوهاب مطاوع الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، حيث فاجئنا برحيله في 6 أغسطس عام 2004
هو اليوم ليس بحاجة إلى كلمات المدح فيه، فلا بد انه سمع الكثير منها قبل أن يترك الكثير من معجبي بريده ويلحق بمن سبقوه، ولكني كتبت له هذه المقالة أو الرسالة بطريقتي وفي عالمي، فأرجوا أن يستلمها بطريقته في عالمه، وفي يومٍ ما سنلحق به وبمن قبله من نفس الباب الذي سبقونا منه.