في ذكرى سقوط غرناطه ، الأندلس حضارة الأجداد تأبى أن ينساها الأجيال ،،،
كتب / حمزه سليمان لطفي
بدايةً أود أن أوضح أصل كلمة أندلس في اللغه ولماذا أطلق عليها المسلمون الأوائل هذا الإسم ،
الأندلس فعل أتى من الإسم ‘ دَلَس ‘ وهو يعني في اللغه ‘ الأرض اللتي أنبتت بعدما أكلت وإرتوت ‘ لذلك أطلقه المسلمون على شبه جزيرة أيبيريا لما وجدوا فيها من ذلك وفقاً لرؤيتهم الجغرافيه ودراستهم لتضاريس المكان وذلك عام 711م بعد أن دخلها الفارس المغوار والقائد العظيم طارق بن زياد وضمّوها للخلافة الأموية واستمر وجود المسلمين الأوائل فيها حتى سقوط مملكة غرناطة في الثاني أخر معاقل هؤولاء العظماء في بلادهم بلاد الأندلس وذلك في الثاني من شهر يناير عام 1492 ،
ومن الملاحظ أنه قبل الفتح الإسلامي للأندلس قد حقّق المسلمون تقدّماً واسعاً في شمال أفريقيا، ووصلوا إلى المغرب الأقصى (يقابل ما يُعرف اليوم بالمملكة المغربية) المواجه لشبه جزيرة أيبيريا. وذلك في عهد الوليد بن عبد الملك (86-96هـ). ثم استُبدلَ القائد حسان بن النعمان ، والي أفريقيا وفاتحها ، عام (85هـ)، بموسى بن نصير الذي توجّه من مصر إلى القيروان مصطحباً أولاده الأربعة الذين كانت لهم أدوار مهمة في التوسعات.
شرعَ موسى بتثبيت الدين الإسلامي في الأمازيغ وقام بمعالجة نقاط الضعف التي واجهت المسلمين هناك، فقرّر العمل على تقوية البحرية الإسلامية، وجعل القيروان قاعدة حصينة في قلب أفريقيا، واعتمد سياسة معتدلة ومنفتحة تجاه البربر مما حوّل معظمهم إلى حلفاء له ، بل دخلوا فيالإسلام وأصبحوا فيما بعد عمادَ سقوط [[إس بانيا]] والبرتغال أو كما تسمى قديما الأندلس في يد المسلمين بقيادة طارق بن زياد ، واستكمل موسى التوسع في شمال أفريقيا وتأمين المنطقة درءاً لتمرّدٍ قد ينشأ ضد السيادة الإسلامية.
وفي إحدى الحملات التي قادها أبو الورد بنفسه، استولى المسلمون على طنجة ذات الموقع المهم بين القارتين الأوروبية والأفريقية عام (89هـ/ 708م)، وحوّلها موسى بن نصير إلى مركز عسكري لتموين الحملات باتجاه المناطق المجاورة. وفي هذه الحملة برز أبو الدنين.
لكنّ مدينة سبتة عصت على تلك الفتوحات، حيث استطاع حاكمها الوالي البيزنطي يوليان الصمود بوجه المسلمين. لكنه فيما بعد لعبَ دوراً أساسياً في تشجيعهم ومساعدتهم على عبور المضيق إلى الأندلس.
واصل المسلمون التوسع بعد السيطرة على معظم أيبيريا لينتقلوا شمالاً عبر جبال البرنييه حتى وصلوا وسط فرنساوغرب سويسرا. هـُزم الجيش الإسلامي في معركة بلاط الشهداء (بواتييه) عام 732 أمام قائد الفرنجة شارل مارتل. وفي محاولة اجدادنا المسلمون في السيطرة على البرتغال: أرسل القائد موسى بن نصيرإلى ابنه عبدالعزيز ليستكمل الغزوات في غرب الأندلس حتى وصل إلى لشبونة والذي كان له الدور الأكبر بعد إرادة الله في دخول الإسلام بها ،
وتشمل هذة الفترة أيضاً قيام الدولة الأموية في الأندلس ما بين دخول عبد الرحمن الداخل قادماً من دمشق إلى شمال أفريقيا ثم الأندلس 136 هجرية حتى آخر خليفة أموي في الأندلس وهو هشام الثالث المعتد بالله سنة 416 هجرية وازدهار عصر الدولة الأموية في الأندلس.
وأسس الأمويون حضارة إسلامية قوية في مدن الأندلس المختلفة. وهي أطول وأهم الفترات التي استقر فيها المسلمون في الأندلس الدولة حيث نقلوا إليها الحضارة من الأدب والفن والعمارة الإسلامية، واثار الأمويون تكون الطابع الغالب على الأندلس بأكملها ومن روائع ما خلفه الأمويون مسجد قرطبة الذي تم تحويله بعد سقوطها للأسف الشديد إلى كنيسه وسط مطالبات عده من عدد من الناشطين وعلى رأسهم الشهيد بإذن الله ‘ منصور سكوديرو ‘ وغيره الكثيرون إلى أحقية المسلمين للصلاة فيه وإسترداده ونسأل الله أن يوفقهم في ذلك ،
ونلاحظ أيضاً أنه قد كان لصقر قريش عبد الرحمن الداخل جهود حضارية متميزة فقد جمل مدينة قرطبة وأحاطها بأسوار عالية وشيد بها المباني الفخمة والحمامات على شاكلة الحمامات في دمشق والمدن الإسلامية والمدارس والمنتديات والمكتبات.
حيث كان الطراز الأموي هو أبرز سمات الفن الأندلسي وبرع الأمويون في شتى الفنون فن النحت على الخشب والزخرفة والنسيج والتحف المعدنية والنحاسية التي نقلوا صناعتها من دمشق حيث أصبحت مدن الأندلس منارة للعلم والحضارة وكانت قرطبة تنار بالمصابيح ليلا لمسافة 16 كم واحاط الخلفاء الأمويون مدن الأندلس بالحدائق الغناء فكانت قبلة للناظرين وما تركوه وخلفوه لنا من اثار ينطق بالعظمة والجلال تشهد على توفيق الله لهم في كل تلك الإبداعات ولنا أيضا في قنطرة قرطبه وجامعها المتميز خير دليل وشاهد على ذلك ،
ولم أجد شيء أختم به مقالي بعد توحيد الله ثم الثناء عليه إلا شهادة علماء الغرب أنفسهم على حضارة الأندلس الأبيه يقول العالم الفيزيائي الفرنسي ‘ بيير كوري ‘ المتوفي عام ١٩٠٦ يقول بالنص ‘ تبقى لدينا ثلاثون كتاباً متبقيه من كُتب مسلمي الأندلس مكنتنا من تقسيم الذره ، فماذا لو بقي لنا النصف مليون كتاب الأخرين الذين قمنا بإحراقهم فلو بقوا لأصبحنا الأن نسير بين المجرات ‘
ناهيك أيضاً عن ما ذكره الأديب والمؤرخ الفرنسي الشهير ‘ غوستاف لوبون ‘ في كتابه ‘ حضارة العرب ‘
والذي قال فيه عن شهادته لحضارة المسلمين في بلاد الأندلس حيث قال أنه ‘ في الوقت الذي كان فيه ملوك أوروبا لا يجيدون كتابة أسمائهم كان رجل الشارع في قرطبه يجيد القراءه والكتابه وفنون الزخرفه والعماره وأساليب الحرب والإقتتال وعلوم الدين والسياسه “