في ذكرى ثورة يوليو وكل الثورات ولكل الأجيا
كتب محسن قريطم
تعجز الكلمات أن تعبّر عن المخاطرات العظيمة التي يخوضها أبناء أم الدنيا في سبيل كرامتهم وحريتهم. تعجز الكلمات أن ترسم صورة حقيقية عن هذه الأمة العظيمة، الحية، الكريمة، العزيزة، الأبية، الملتهبة بحرية اشتاقت لها دهرا من الزمان. هذا الشعب النابض بكل ملحمة عرفتها مصر، وهل تجهل مصر أي ملحمة؟ وهل غريبة على مصر الملاحم؟
أولئك الثوّار الأحرار يرسمون تاريخا جديدا. لا شك أن التضحيات جسيمة، وأن الدماء التي سالت وستسيل ستنزف لها قلوبنا، ولكن العظيم يبذل عظيما من أجل عظيم. والشعب المصري عظيم .. ومصر أعظم.
لا أدري ماذا أكتب، وعن ماذا أكتب .. أعتقد أننا جميعا لدينا فكرة واضحة عن الذي نريده والذي نودّ أن نشاهده. هي كلمات هنا أحببت أن أسطرها دعما لأولئك الشرفاء الأحرار في مصر. ليس من عادتي أن أكتب بهذا الشكل المقتضب، ولكن أمام دماء شهداء مصر الغالية، ينعقد لساني إجلالا وإكراما واحتراما.
يا أحرار مصر، معكم الله، ثم قلوبنا وأرواحنا .. لا تكلّوا ولا تيأسوا، فبينكم وبين المجد القليل القليل. يا عظماء مصر، لكم إخوة من بني جلدتكم يتابعونكم .. يصلون لكم .. يدعون لكم .. يبكون لكم .. يتألمون لكم .. وفقكم الله. نصركم الله. حفظكم الله. رعاكم الله. ولنهتف كلنا بصوت واحد: مصر، مصر، تحيا مصر!