[ فى الذكرى 51 لانتصارات الجيش المصرى العظيم أكتوبر 1973 ]
أ.د. محمد علاء الدين عبدالقادر
الثلاثاء 8 أكتوبر 2024
كوابيس أحلام دولة الكيان وارهاصات سلامهم المزعوم فى ظل المتغيرات المعاصرة.
فى الذكرى 51 لانتصارات الجيش المصرى العظيم اكتوبر 1973
1- مع استعراض رئيس الجمهورية اليوم 8 أكتوبر تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميداني بالاسماعلية
[ المسؤل عن قطاع شمال سيناء الملاصق لحدود دولة الكيان ]
ودلالات ذلك العسكرية والسياسية وأمن الوطن فى رسالة للداخل والخارج
مع التأكيد على موقف مصر الثابت بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس
وأن السلام خيار استيراتيجى للدولة المصرية.
2- وما سبق ذلك بعدة أيام لاحتفالية عروض خريجى الأكاديميات العسكرية المصرية
بكافة فروعها بمقر العاصمة الإدارية الجديدة –
والذى يضم الاكتاجون المصرى فخر مقر القيادة العسكرية الجديد .
احتفالا بمناسبة الذكرى 51 لعام 2024 لنصر السادس من أكتوبر المجيد عام 1973.
– فيما أظهره هؤلاء الخريجين من كفاءة وفاعلية ومن فنون ومهارات قتالية عالية
ومن معدات عسكرية متقدمة وأنظمة دفاع إلكترونية وأليات هجوم حديثة متطورة وغيرها فيما تمتلكه العسكرية المصرية.
– فاقت جميعها خيال أعداء الوطن أربك حساباتهم وحسابات داعميهم
المساندين لهم الساعين والطامعين لاستنزاف ثروات المنطقة عدوانا جهارا.
– فكانت الطامة الكبرى عليهم فيما شاهدوه من روعة أداء المقاتل المصرى ومعداته
وما خفى عليهم كان أعظم فيما أفقدهم توازنهم وأضحت كابوسا يؤرقهم فى نهارهم
وحتى فى منامهم وأضغاث أحلامهم من قوة ردع الجيش المصرى فيما يمتلكه من عتاد ومقاتل فدائي وهب حياته لصون عرض الوطن بكل شجاعة وعزيمة وإصرار.
3- ومع عودة حركة السكة الحديد إلى سيناء فى السابع من أكتوبر 2024
بعد توقف لمدة نصف قرن من الزمان فيما يعرف بقطار التنمية والرخاء لنقل الأفراد والبضائع وقت السلم
[ونقل الجنود والعتاد وقت الحرب] يجوب بكل فخر وشموخ رافعا رايات النصر عمق سيناء
[انطلاقا من شرق بورسعيد إلى العريش – طابا]
ذهابا وايابا ومساراته إلى موانىء البحر المتوسط وما يتعلق بحركة التجارة العالمية
والتمكين والتوسع فى بناء المجتمعات العمرانية الجديدة بأرض الفيروز وتوطين القدرات البشرية والصناعات التنموية الواعدة تحميها قوة عسكرية رشيدة.
– كل ذلك خلق حالة من الحيرة والحسرة والندم لدى دولة الكيان بعد أن فقدت كل شىء بعد أن غلت ايديهم وأرجلهم وهزيمتهم النكراء
منذ نصر أكتوبر 1973 هذا النصر المجيد الذى دحض أسطورة إسرائيل التى لا تقهر
وقضى على كافة أطماعهم وتحجيم ودحر قواتهم التى كانت ومازالت تمر من ورق لولا مساندة أمريكا لهم .
– كل ذلك أصابهم بصدمة المفاجأة التى أفقدتهم رشدهم وصوابهم والتى زادت من تبلدهم وأدخلتهم غرف انعاشهم
يعيدون حساباتهم فيما ينتظرهم حال غدرهم وخرقهم لسلامهم المزعوم غير صافى النوايا
حيث لا أمن ولا أمان ولا عهد لهم فيما أن فطموا عليه منذ قديم الأزل.
لقد سطرت ملحمة حرب أكتوبر 1973 بأحرف من نور أنتصارات مصر المجيدة
وما تبعها من التوقيع على اتفاقية سلام ما بين مصر ودولة الكيان
فيما يعرف باتفاقية كامب ديفيد وملحقاتها عبر سنين مضت وحتى الأن.
لكن
ومع ذلك فإن لدولة الكيان شطحاتها وطموحاتها واختراقاتها ومساراتها الملتوية عبر سنين مضت
وخاصة فى تلك الحقبة المعاصرة التى تعانى فيها كافة دول المنطقة بسببها من مخططات للتفرقة ومن حروب وخراب ودمار وتربص ونزاعات تشعلها دولة الكيان وقودها الداعمين لها من أمريكا ودول الغرب دون رادع لهم.
– وفيما تراودهم أحلامهم وطموحاتهم ومخططاتهم الخبيثة العامة
والخاصة منها والتى التى من ضمن أجندتهم العمل على تحييد قناة السويس كممر ملاحى عالمى والقفز على طريق الحرير الصينى
تحت عباءة دعوتها لارهاصات سلام مزعوم لدولة الكيان مع باقى دول المنطقة العربية وعوائده المرتقبة.
أضغاث أحلامهم وارهاصات دولة الكيان
بسعيها الحثيث والدؤوب وبدعم أمريكى بالعمل على حث السعودية على توقيع معاهدة سلام والتطبيع مع دولة الكيان بزعم جنى ثمار الخير الكبير اللامحدود مستقبلا لكلا الدولتين
[فيما أن سبقتها دولة الإمارات وقطر وغيرهم].
– ذلك فيما يردده ويتشدق به النتنياهو اذا ما تحقق هذا السلام وهذا التطبيع برغبة دولة الكيان فى تشييد طريق برى وخطوط السكك الحديدية
فيما بين الدولتين انطلاقا من السعودية مرورا بدولة الأردن حتى دولة الكيان ووصولا لمنفذ البحر المتوسط .
– فكرة جهنمية تضع السم فى العسل تحمل فى جوهرها وما بين طياتها
الرغبة الملحة الدفينة لدى الكيان منذ عقود مضت بنهج كل السبل سواء كانت ودية أو باستخدام أسلوب العصا والجزرة
مع الغير من دول المنطقة أو الترغيب والترهيب
أو من مهادنات أو بادعاءات الاتحاد لمواجهة عدو مشترك ما بين اسرائيل [ظاهريا] والدول العربية [حقيقيا] تحديدا دولة ايران بشيطانياتها وجعلها فزاعة المنطقة.
– وذلك سعيا لتحقيق اقتناص لهذا السلام والتطبيع المنشود فيما بين الدولتين برغبة ملحة عاتية من قبل دولة الكيان
لتحقيق غاياتها المنشودة ومخططاتها السابق تسطيرها منذ عقود مضت
الملهمة لهم والتى لا يحيدون عنها باستخدام كافة الأساليب وشتى الطرق بسلام مزعوم وحروب ودمار وخراب ومنطق العصا والجزرة .
– إن سعيهم نحو التمهيد المعلن لهذا الطريق المزعوم
[ والذى أضحى الأن أنه فى موضع الشك وعدم اليقين ]
قد يكون بديلا من وجهة نظرهم عن فكرة حلمهم القديم
[مشروع شق قناة بن جوريون المائية] حلم دولة الكيان السابق تدشين فكرته منذ عقود مضت
والتى حالت الظروف الطوبوغرافية والجيوسياسية من تحقيقها على أرض الواقع منذ ذلك الحين وحتى تاريخنا المعاصر .
لقد غرد نيتانياهو من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة فى يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024
يشدوا بحلم تحقيق السلام/ التطبيع مع السعودية
[والذى قد يكون من وجهة نظره أنه قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه وبدعم أمريكى].
– مروجا لذلك بوعود فيما سوف يعود بالنفع على الدولتين
من عوائد اقتصادية وفى مجال الطاقة والأمن وفى مجال التجارة بينهما وخارجيا مع وعود بإستقرار المنطقة
وتشكيل شرق أوسط جديد عندما يتحقق السلام ونجاح التحالف والتطبيع المزعوم فيما بين مكة -والقدس ما بين السعودية- ودولة الكيان.
– مدعوما ذلك بحلم تشييد مسار لطريق برى وسكك حديد
انطلاقا من السعودية مرورا بالأردن ثم دولة الكيان وحتى اطلالته على البحر المتوسط
[منافسا لطريق قناة السويس ضمن أضغاث أحلامهم والتى هى إلى سراب بإذن الله بخطوات مصر الاستباقية فى هذا السياق] .
– حلمهم المزعوم هذا بعد أن نجح الكيان بتحييد شمال قطاع غزة عسكريا عن جنوبه
والعبث بجنوب لبنان وأحداثه الدرامية المخذية إلى أن يتم تحييدهم للجنوب اللبنانى حتى حدود نهر الليطانى.
– وفيما ادعاه دولاند ترامب أن اسرائيل دولة صغيرة تحتاج الى التوسع فى مساحتها .
– وما يؤكده النتنياهو على حتمية التوسع الاستيطانى فى غلاف غزة
وحتى فى الضفة الغربية وزد عليه الجنوب اللبنانى وعشمة فى تهجير أهل غزة لسيناء المصرية رغم خطوط مصر الحمراء التى هى له دائما بالمرصاد .
وأن دولة الكيان وبدعم أمريكى فى جعبتها الكثير فيما خططت له وفيما تنفذه فهى تحتل الأراضي قضمة مستغلة حالة ضعف وتشرزم دول المنطقة
وأن كل ذلك يصب لصالح أعداء الوطن ومخططاتهم وتوسعاتهم الاستعمارية لاستنزاف ثروات المنطقة.
– طريق برى وسكك حديدية يستهدف منها كما يدعى النتنياهو
تحقيق الخير والنماء ما بين السعودية ودولة الكيان ولدول أسيا وأوروبا فى حركة التجارة العالمية فيما أن تشدق وغرد به
بخطابه الحماسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى غادرته الوفود العربية وغالبية وفود الدول الأخرى
والتى أضحت مقاعدها خالية وقت إلقاء خطابه.
– فقد خاب ظنهم وفشل مشروعهم وفيما يروجون له حين أكدت السعودية أنه لا سلام لا تطبيع مع دولة الكيان
إلا حين أن يتم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
وأن هذا الأمر حاليا فيه شك كبير أن تلتزم دولة الكيان بتحقيق ذلك بالاعتراف بوجود دولة فلسطينية مستقله.
– ذلك بما يجرى على أرض الواقع* من قيامها بتشريد أهل القطاع ومن خراب ودمار لكافة البنية التحتية وطمس للهوية الفلسطينية
وتمترس القوات الإسرائيلية بقطاع غزة وفيما سبق أن اتخذتة دولة الكيان من توثيقها لقرارات بمجلس الكنيست الإسرائيلي أنه لا اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة*.
وعليه
فان على الدول العربية المهرولين للسلام والتطبيع مع دولة الكيان فى تلك الظروف الأنية
فهى مدعوة لمراجعة حساباتها فى ضوء إرهاب دولة الكيان وأن السلام ليس من ضمن أجندتهم
إنما الخراب والدمار والعربدة والاحتلال وانتشار الاستيطان واستنزاف ثروات شعوب المنطقة.
– لقد توحش الكيان بأفعالة الدراميتكية المتعاقبة والمتسارعة بأمن واستقرار دول المنطقة
ومع تهديد مباشر لها اعتمادا على نقاط ضعف وتشرزم قوى هذة الدول التى انتهكت سيادتها فتهرتل نسيجها الوطنى وضعفت جبهتها الداخلية وتفاقم عدد العملاء والخونة وأصحاب الطابور الخامس والمصالح الشخصية داخل حدود أوطانهم وخارجه حتى ولو على حساب تراب أوطانهم.
[ وعليه تقول الحكمة الأبدية :
أنه لا يفل الحديد إلا الحديد ]
– وأن حماقات تعنت وغرور وتغطرس وتمترس دولة الكيان
ما جاء إلا ارتكازا على نقاط ضعف خصومها بالمنطقة بدعم أمريكى غربى لاحدود له عسكريا
ولوجستيا واستخباراتيا ومساندة لها فى كافة المحافل الدولية والتنكيل بمعيارين فيما بينها وبين الدول الأخرى .
– فقد سقطت ورقة التوت عنهم وعن ديمقراطياتهم الزائفة عديمة الأمن والأمان اللأخلاقية وفضحتهم أعمالهم وتحيزهم الأعمى لدولة الكيان فى
مسارهم الاجبارى ضد منظومات القيم والاخلاق وحقوق الإنسان التى يتشدقون بها وضد كافة المواثيق والأعراف الدولية.
وكانت لمصر القوية خطوطها الحمراء مع امتلاكها قوة الردع وكلمتها العليا وحائط الصد المنيع
أمام مخططات الكيان فى محاولاته اليائسة لتهجير الفلسطنيين إلى سيناء بما يمس الأمن القومى المصرى من ناحية
ومن الناحية الأخرى حرص مصر وشغلها الشاغل تمسكها
بإقامة دولة فلسطينية مستقلة مستقبلا
[ وتشير الشواهد أن هذا الأمر لم تأكد فى ظل الظروف الأنية من مراوغات ومخططات دولة الكيان بتدمير كافة البنية التحتية
ومن خراب ودمار وتشريد وابادة جماعية لكافة أوجه الحياة لسكان قطاع غزة شمالا وجنوبا وفى الوسط
وحتى أن طال الضفة الغربية مع تفوقه وانجازاته العسكرية بدعم أمريكى لا حدود له].
ومازالت مصر الدولة القوية المنتصرة القادرة على الردع والمناورة هى حائط الصد المنيع أمام كافة التحديات التى تواجه المنطقة فهى :-
– تمتلك زمام أمورها .
– تكشر عن أنيابها .
– ترسم خطوطها الحمراء وفقا لمتطلبات أمنها القومى.
– ملتزمة بالأعراف والقوانين والمواثيق الدولية .
– تشدوا بدبلوماسيتها الناعمة فى كافة المحافل الدولية حفاظا على السلام فيما بينها وبين دولة الكيان وتجنبا لأى تصعيد.
أما وفى ضوء الأحداث الجارية بالمنطقة
فقد نجح الكيان فى خطتة بضربة استباقية نوعية تتميز بعنصر المفاجأة فى سيناريو الخداع الاستراتيحى ضد حزب الله الفنكوش بدولة لبنان وداعميه من إيران وأزرعها بالمنطقة بعد أن سبقتها فيما ناله حماس غزة وتمركزها فى كافة القطاع.
وهناك من الدروس المستفادة التى يجب الأخذ بها لتجنب مكر وخداع دولة الكيان ودول محور الشر مع اتخاذ كافة التدابير وكل الحيطة
والحذر مع اعتزازنا بما تمتلكة مصر من كافة مظاهر القوة والردع وتفوق وانجازات جيشها وأجهزة مخابراتها صقورها البواسل داخل الوطن وخارجه.
– وأن النصر دائما حليف كل من يملك المعلومات وقادرا على أن يدير لعبة الشطرنج العالمية بكل ذكاء ودهاء.
– وأن مصر لمنتصرة بمشيئة الله بجيشها العظيم وقيادتها الواعية الحكيمة الرشيدة معيارها أن كل ما يمس الأمن القومى المصرى فهى خطوط حمراء.
وأن انتصارات أكتوبر المجيدة بذكراها العطرة وتضحيات أبطال القوات المسلحه المصرية بكافة أفرعها فهى خير شاهد على قوة مصر وعزيمة رجالها واصرارهم على تحقيق النصر وحماية الوطن.
ندعم
حظى تصريحات لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مناسبات عدة … ” أن انتصار مرة ممكن يتكرر كل مرة بمشيئة الله ”
“وأن السلام هو خيار استيراتيجى للدولة المصرية”
حفظ الله مصر من كل سوء رغم حقد الحاقدين وتربص المتربصين وشطحات أحزاب وميلشيات وجماعات وأهل الفنكوش
أصحاب الحناجر الملتهبة والأبواق الصاخبة والاستعراضات البهلوانية.
أ.د. محمد علاء الدين عبدالقادر