سامية بلال
يقول “كريم باشا ثابت” المستشار الصحفي لجلالة الملك فاروق وبعد أكثر من عام من لقائهما الأول في أسوان، في ديسمبر ١٩٤١ حيث كتب : سافرنا إلي الإسكندرية بالديزل الملكي، فأجلسني معه في صالونه الخاص الذي إحتوي علي منضدة مستطيلة وأربعة فوتيلات وكرسيين صغيرين، في أخر هذا الصالون سريران يعلوهما التاج الملكي، أحدهما للملك والاخر للملكة وبينهما باب يؤدي إلي حمام ثم ممر يؤدي إلي غرفة الحاشية.
عند وصول القطار الملكي إلي الاسكندرية واصل سيره الي محطة سراي المنتزه، كانت سيارة الملك في إنتظاره بجوار رصيف المحطة فإنطلقت بنا إلي داخل السراي، ومررنا بأحد البنائين الكبيرين المشيدين وسط حدائق المنتزه وأشار جلالته : هذه هي السراي القديمة التي بناها الخديو عباس حلمي ونسميها – السلاملك – ولكننا ننزل في السراي الجديدة التي بناها والدي ونسميها – الحرملك – في الحرملك شعرت أنني في قصر ملكي حقيقة، وهو مشهد لم يخالجني لما دخلت سراي القبة أول مرة، سرحت الطرف في فخامة بنائه وجمال زخارفه ونقوشه، غير أني لاحظت أن لا أثر للوحات أو تماثيل، كل ما هنالك صورة ضخمة في إطار مذهب تزين قاعة الإستقبال الرئيسية للملك فؤاد الأول والي يمينه الملك فيكتور ايمانويل ملك إيطاليا وهما جالسان في المركبة الملكية التي أقلتهما الي سراي عابدين،
لما دخلت الشرفة الكبيرة المتصلة بالجناح الخاص بالملك، أدهشني روعة المنظر، تلك الحدائق الغناء وهي تعانق البحر في مشهد جمع إبداع الطبيعة وبراعة الفنان.
ومن الطريف أن جلالته كان يفضل – في فصل الصيف – أن ينام علي مرتبة قطنية أعدت خصيصاً في الفراندة الكبيرة الملاصقة لجناحه الخاص، والتي تطل علي البحر وجانب من “الجنينة” والأمر نفسه كان يتكرر في سراي رأس التين في الشرفة الكبيرة المطلة علي ميناء الاسكندريه