غضب يسيطر علي الشباب من إرتفاع تكاليف الزواج وإنهيار البيوت المصرية
تقرير.شيرين عبدالموجود
أصبح الزواج حاليا عبارة عن صفقة بين الطرفين مما أثار حالة من الغضب والأستياء بين الشباب وذلك بعد أرتفاع تكاليف الزواج سواء من طرف العريس أو العروسة بشكل مبالغ فيه بطريقة لا تتناسب مع معيشة الحياة الحالية وأنتشار البطالة .
شباب إستيقظوا علي واقع أليم فبعد دراسة دامت لسنوات علي أمل الخروج الي الحياة العملية والتفكير ف الزواج وتأسيس عائلة إنصدموا بواقع مؤلم حطم أحلامهم وأصبح إرتفاع تكاليف الزواج القشة التي كسرت ظهورهم فمهما ظلوا يعملوا فلن يستطيعوا تلبية متطلبات الزواج في ظل الطلبات الحالية التي لا تنتهي فأصبح الزواج مجرد عقد صفقة بين الطرفين وكل منهم يحاول أن يمص دماء الأخر في إعتقادهم أن تلك الشروط التي تعجز علي تلبيتها أنها ستصون العروسين لحياة سعيدة متجاهلين الظروف الصعبة التي يمر بها الشباب وواقع يحطم كل أحلامهم .
فشل كثير من التجارب سريعاً
كثيرا ما فشلت زيجات بسبب أمور لا تستحق النظر اليها سواء من العريس أو العروسة فأصبحنا في حياة لا أحد يشعر بمعاناة الأخر لتوفير متطلبات الزواج فكثيراً ما سمعنا عن الأرقام المهولة في الزواج من خطوبة سبع نجوم والتي لم يضمن أحد أكتمالها لشقة تتكلف ربع مليون جنيه وذهب أقل ڜئ خمسون ألف جنيها غير تكاليف الفرح فمن الضروري أن يكون أفخم من فرح بنت عمها ولا المهر فهي لاتقل قدرا من بنت الجيران التي تخطي مهرها مليون ج..وألخ طلبات لا تنتهي
50فوطة و150عباية وغسالتين وبوتوجازين….وألخ .أمور لا تعقل وهي عبارة عن ماديات ومظاهر لا تمس العقل بشئ فما هي إلا قيود تحطم الطرفين وتجعلهم يتجاهلون فكرة الزواج فيلجأون الي ماحرمه الله لأن الحلال أصبح الوصول اليه صعب جدا .
فبعد أن كان رباط مقدس يربط طرفين تجمعهم المحبة أصبح عبارة عن صراع ومشاكل وخصام بين الطرفين غير متناهي سواء بإستكمال الزيجة أو فشلها بسبب عجز أحد الطرفين من تلبية المتطلبات .
أصحاب تجارب وشهود عيان
فيقول هيثم ابو شعلان شاب عمره26عاما من ابو تشت انه قضي 16عاما في التعليم علي أمل الخروج للحياة العملية والحصول علي وظيفة بمؤهلي ولكن أنصدمت بواقع مؤلم لاتوجد وظائف ولكن كأي شاب لم أنتظر الوظيفة وسعيت لعمل اخر في المعمار من أجل تأسيس مستقبل قد ضاع في التعليم بدون أي فائدة “وأشتغلت وطلعت عيني علشان أأسس عيلة وأتجوز ولكن الفترة الحالية أصبح الجواز مستحيل أرتفعت المهور وتكاليف الجواز بشكل كبير عن الماضي ولما بقارن نفسي بزمايلي الذين تركوا التعليم وحاليا متجوزين ومؤسسين عيلة وأنا في نفس النقطة بتحسر .
بس لسه مستمر علشان أقدر أقف علي رجلي وأتجوز وأسس عيلة “
وأضاف الشاب أن مركز أبو تشت بإعتباره مركز العائلات الذين يتباهون بالنسب والأمور المادية تزداد به التكاليف عن غيرها في المراكز الأخري في قنا فلا يقل المهر عن مليون جنيها ويزداد من عائلة لأخري والذهب لا يقل عن خمسين ألف جنيها ويزداد حسب العائلة بخلاف الشقة الملك وتجهيزها بالكامل ومصاريف الفرح المبالغ بها جدا .
ده كله أحنا كشباب لازم نعمل حسابه قبل منفكر نتقدم لأي فتاة نجيب من فين لتلبية تلك المتطلبات لو فضلنا عمرنا كله نشتغل لن نستطيع تلبيتها إحنا الجيل الوحيد الذي لا يتمنى أن يعود يوم للخلف .
أنا مستعد أوافق علي عروسة من غير مكلفها قشة إللي تقدر عليه تجيبه واذا لم تقتدر فعايزها بشنطة هدومها أنا مش هتجوز بوتوجاز ولا تلاجة ولا طقم سيراميك أنا اخترتها هي تكمل حياتي وتكون نصي التاني نبدأ مع بعض حياتنا ونكبر سوا احنا بندور علي بنت الأصول إلي تشيل أسمنا وتصون عرضنا مش بندور علي مين هتجيب أكتر
إللي شاري وداخل البيت من بابه ويقدر يصون ويحافظ ويتحمل مسئولية مش هيخون ولا يخدع ولا يطعن بس إللي بايع لن يهتم بمهر مليون ولا شبكة هكذا أنهي شعلان حديثه.
وأضاف سيد قاعود ؛متزوج ؛من قنا؛ أنه في الماضي كانت أمور الزواج تختلف تماما عن الوقت الحالي التي أصبحت مجرد صفقة غير عاپئين بالرباط المقدس والود والتقدير بين الطرفين
أنا أتجوزت من حوالي عشرة أعوام ولدي أولاد كانت الأمور متهاونة جدا بين الطرفين كل الطرفين كانوا بيكملوا بعض من غير شروط ولا طلبات تكسر الظهر مثل حاليا بالتراضي والمحبة إللي تقدر عليه تجيبه والمساعدة بينهم كانت حاجة حلوة مش الشروط والأرقام إللي بنسمعها حاليا
“لو بنتي هجوزها للي يتقي ربنا فيها مش هبيعها ولا أتاجر بيها
هكون متفاهم جدا مع العريس وأهله عشان مش هنبيع
جموسة أو صفقة شغل هي اللي يحط سعر أعلي يكسبها هتهاون عن الماديات ونتقاسم التكاليف مع بعض علشان سعادة بنتي “
ويطالب ؛قاعود؛ الأباء بالتهاون مع الشباب والفتيات والتخلي عن غرورهم والمظاهر الكاذبة التي يقيدوا بها الطرفين وعدم وضع شروط لا تفيد كلا الطرفين بشئ غير المظاهر التي لا تنفعهم إذا قدر الله وأنفصلوا .
إنتهاء زواج العديد من الفتيات بسبب عدم قدرتهم علي إستكمال جهازهم وفقا لشروط العريس التي تعوق تحملها والد الفتاة والتي لا يخلو منزل من وجود بنتين كحد أقصي في ظل ظروف قاسية وإنتشار البطالة ومسئولية كبيرة تقع علي عائق الأهل فيهرب الأزواج من الفتيات بحجة عدم قدرتها علي أستكمال جهازها بينما هو جاهز وعايز يكمل دينه ويؤسس عيلة وتقع الفتاة التي قست عليها الظروف ضحية أو أن الأهل يلجؤا لتلبية طلبات العريس الغير عاقلة فقط لأرضاء أبنتهم حتي ولو علي حسابهم ويلجأون للسلف والجمعيات وخلافه فقط لتخطي معوقات تقف عائق لسعادة إبنتهم ويتحملون نتيجة ذلك سواء بالسجن أو الدين
.
حديث مع النفس
تقول س،م فتاة في العشرينات أنها تم خطبتها في نفس التوقيت التي خطبت فيه أختها التي تصغرها بسنتين فوقع الحمل علي والدتهم وأخيهم الذي لم يتجاوز ال25عاما ومتزوج حديثا وهوفي ظروف صعبة للغاية مع أم مطلقة تسعي لصرف معاشها الموقوف بدون سبب فينصدموا بطلبات لا تنتهي من أهل خطيبهم وهم لا يستطيعون توفير كل تلك الطلبات وإرتفاع الجهاز وسماعهم أعداد لا يتخيلوها فصعب الأمر عليهم كثيرا وإلحاح أهل خطيبهم علي سرعة إنتهاء الجهاز للزواج فكان من المستحيل عمل ذلك والوفاء بالعهد فسعوا الي الجمعيات الخيرية ولكن ما صدمهم هو أنه لا يمكن أن يستفيدوا إلا إذا كان هناك عقد كتب الكتاب فكيف يطلبون عقد القران لهم من أهل خطيبها من أجل الجهاز وكيف ستواجههم ومع الوقت أزداد الضغط عليهم حتي فشلت زيجاتهم الأثنين بحجة إستعجال العرسان علي الزواج ولم يستطيعوا الأنتظار فاصبحت سعادتنا مرتبطة بإعداد كثير من الجهاز وليس المعقول .
بينما تقول الأستاذة زينب محمد دنقل ،محامية من قنا
أن موضوع أرتفاع تكاليف الزواج والمهور موضوع فى غاية الأهمية وهو المبالغة فى تكاليف الجواز والمغالاه فى المهر وذلك بسبب إجهالنا إلى المظاهر والتقليد الأعمى فى إعداد العروسة وتجهيزها لبيت الزوجية وتركنا الهدف من الزواج والأسس الشرعية له بدأت البيوت المصرية تنهار لانها لم تبنى على أسس متينة بل بنيت على المظاهر التى تسمن ولا تغنى من جوع .
موضحة” دنقل ” يتقدم عريس لفتاة يبدأ المعترك التجهيزى (وهو هنا أخطر من المعترك السياسى ) سواء من ناحية الفتاة أو الشاب لأن الطرفين بيقعوا فى نفس الشراك الأجتماعى الفاشل بكل المقاييس وأنا بمناسبة عملى كمحامية أعترف وأقر إن ما يحدث الأن من كتابة قوائم عفش بمبالغ باهظة وإن ما يوجد بها لا يتم شراءه فى الحقيقة سوف يؤدى على مدى قريب جدا الى عزوف الشباب عن الزواج والمحاكم أختظت بالقضايا الأسرية من خلع وطلاق ونفقة وجنح تبديد لقائمة المنقولات
فأتقوا الله أيها الناس فى أنفسكم فلابد من وقفة من مؤسسات المجتمع والأزهر الشريف والكنائس والإعلام وإن يتناولوا هذا الموضوع بجدية ونتمنى من الله تعالى القدير أن يحفظ بناتنا وشبابنا ويهديهم لما فيه الخير والفلاح هكذا أنهت دنقل رسالتها للأباء
رأي رجال الدين
ومن جانبه قال أحمد عبدالجواد محمد؛
واعظ بمجمع البحوث الإسلامية ؛وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن الزواج نعمة من نعم الله تعالى، وآية من آياته، قال الله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ).
وأمر الله تعالى الأولياء أن يزوجوا من تحت ولايتهم فقال سبحانه: ( وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ).
ولكن بعض الأولياء وضعوا العقبات أمام الزواج، وصاروا حائلا دون حصوله في كثير من الحالات.
وذلك بالمغالاة في المهر ، وطلبهم من المهر الشيء الكثير مما يعجز عنه الشاب الراغب في الزواج .
حتى صار الزواج من الأمور الشاقة جدا لدى كثير من الراغبين في الزواج .
والمهر حق مفروض للمرأة، فرضته الشريعة الإسلامية ، ليكون تعبيرا عن رغبة الرجل فيها، قال الله تعالى : ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ).
ولم يحدد الشرع المهر بمقدار معين لا يُزاد عليه، ومع ذلك فقد رَغَّب الشرع في تخفيف المهر وتيسيره .
فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خير النكاح أيسره) وقال أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة يعني أكثر الزواج بركة أقله تكلفة
وروى أن عُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ قال : لا تُغَالُوا صَدَاقَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصْدَقَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً”.
وبهذا يتبين أن ما يفعله الناس الآن من زيادة المهور
وأن شرائع الدين الإسلامي مؤسسة علي اليسر حيث قال الله تعالي “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ” وأن الدين الإسلامي يسر الزواج وذلك لصون الفتاة والشاب ولم يضع عوائق لهم أو قيود وأن ما يحدث في الوقت الحالي من أرتفاع المهور وتكاليف الجواز أمر برئ منه الإسلام فالإسلام منع التبذير
والحكمة من تخفيف الصداق وعدم المغالاة فيه واضحة ؛
وهي تيسير الزواج للناس حتى لا ينصرفوا عنه فتقع مفاسد خلقية وإجتماعية متعددة .
وأوضح عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف
أن من أهم الأسباب لظاهرة ومشكلة غلاء المهور:
إظهار بعض الأزواج أمام أهل زوجته بأنه غنيٌّ، وهي ديونٌ بعضها فوق بعض. وطمع بعض الآباء في مُهور بناتهم والجهل بالقيمة الحقيقية للزواج والصداق والتقليد الأعمى للغير وتدخُّل النساء في أمور إعداد الزواج.
وضعف الدِّين وعدم الإكثار من التحدث عن هذه الظاهرة السيئة وسُبُلِ معالجتها في الخطب والكلمات والمحاضرات والمجالس ووسائل الإعلام المختلفة.
وأختتم عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف بأن الأزهر له دور كبير في توعية الناس حيث أطلق الأزهر الشريف بناءً على تعليمات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أكثر من حملة توعوية ودعوية لمحاربة ظاهرة مغالاة المهور داعيا المسلمين في كل مكان الي تيسير سبل الزواج والحد من المغالاة في المهور التي تعد عائقا له.
قام بهذه الحملات الدعوية علماء الوعظ بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، من خلال الخطب والدروس والندوات بالمساجد والمدارس وقصور الثقافة ومراكز الشباب، وغيرها من الجهات، وعبر وسائل التواصل الإجتماعي وما زلنا في التوعية.