بقلم : فهيم سيداروس
توجد حقيقة مزعجة ، دور الضحية لا يعين صاحبه علي التعافي ، لإن أول تعريفات الضحية إن من أمتلك أمرها ، و زمامها مازال في يد من أذاها ، و إنها مفعول به بالكامل ؛
لا يوجد ما هو أعذب من رواية الضحية لإنها رواية معفاة من طلب الحركة ، و الإشتباك مع ما يؤلم و إعادة إمتلاك النفس لناصية روايتها .
عودة الأستعمار تعبر عن توجه فكري سائد في العالم العربي ، يتخذ تعبيرات مختلفة و يلتقي جزئيا مع المدرسة الإستعمارية الجديدة التي حاولت فرنسا قبل سنوات مثلا أن تقر قانونا (قانون 23 فيفري 2005 ) ؛
يفرض على المؤسسات التربوية ، و الجامعية تمجيد الحضور الإستعماري الفرنسي في بلدان ما وراء البحار ، و شمال افريقيا و إبراز الدور الإيجابي لتلك الممارسة ، والتضحيات الجسام للجيش الفرنسي .
أضف إلى ذلك أن الأجيال العربية الجديدة لم تعرف الظاهرة الاستعمارية ، و لم تعشها و لم تدرسها ، و الحقيقة إن الأستعمار لم يسع في أي وقت من الأوقات إلى تحقيق العدل الإجتماعي ، أو الإقتصادي ؛
أو إشاعة الطمانينة في نفوس السكان الاصليين بل أكتفى في الغالب ، بنهب خيرات الشعوب و الإستفادة من الطاقة البشرية المحلية ، و إستخدامها في الأشغال الشاقة التي يأبى العنصر الأوروبي القيام بها ؛
أما السلطة الإدارية التي أسسها ، و الأجهزة و القوانين التي إستخدمها فكانت أداة لممارسة العنف ، والإكراه .
أدى حضور المستوطنين ، و الأوروبيين إلى تعميق التناقضات الإجتماعية ، فكانت النتيجة صراعات ، و سجناء ، و شهداء ..