على نياتكم ترزقون
بقلم: عمر الشريف
النية ليست في السعي في الدنيا فقط، وإنما قد يكون الرزق هنا يعني الآخرة.. فمن فعل خيراً يجزى به، والعكس صحيح والعياذ بالله.
وبما أن الرزق هو أهم هدف في الحياة لغالبية الناس، فعلى الجميع أن يعي أن سعيه إنما يتم بالنوايا الطيبة، وحتى لو كان شراً وزاد رزقه، فإنما رزقه الله لسبب يعلمه هو، وربما والعياذ بالله يكون قد خرج من رحمته فيعطيه ما يشاء، حتى لا يرفع يده إليه يوماً ويسأله، كأن الله عز وجل يرزقه حتى لا يسمع ندائه له!
هذا دليل أن الله جل جلاله يرانا من داخلنا إلى هذه الدرجة، ويرزقنا على هذا الأساس، فمن خرج لعمله يبغي فضل الله ورضاه سبحانه، ربما يكون رزقه في الدنيا القليل، لكن في الآخرة لاشك سيكون له من الفضل العظيم.
إذاً فإن هؤلاء الذين يخططون ويرسمون المكائد والمشاكل ويجلبون المصائب إلى الناس، كيف لا يعلمون أن الله يراقبهم ويعلم سرهم ونجواهم، كيف لا يعلمون حجة البلاء والكارثة التي هم فيها، وكيف لا يدرون أنهم بأيديهم يأخذون أنفسهم إلى الهلاك..
والأغرب حين يبتليهم الله بأمر ما، تراهم يبكون ويقولون: ماذا فعلنا يا ربي لكي نبتلى في الدنيا..
أولا يتذكرون كيف مكروا بالناس، وكيف أذوا آخرين، بل كيف ينسون أن عذاب الدنيا إنما هو مجرد تذكرة، وليس بالأمر الكبير أمام ما سيحدث لهم يوم القيامة.
“على نياتكم ترزقون” أنا على أشد الإقتناع بهذة المقولة وأطمئن بها، فعندما نكون أنقياء من الداخل، يمنحنا الله نوراً من حيث لا نعلم، ويحبنا الناس من دون سبب، وتأتينا مطالبنا دون أن ننطق بها من جنود سخرها الله لنا في الأرض، نحترمهم ونقدر انهم يشعرون بنا… فأصحاب النية الطيبة هم من يتمنون الخير للجميع دون استثناء، فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتهم، وغناهم لن ينقص من رزقهم، وصحتهم لن تسلبهم عافيتهم، واجتماعاتهم بأحبتهم لن تفقدهم أحبابهم…
“ربنا يهدي النفوس ويشفي النفوس المريضة”.
وكما قال الله تعالى في محكم التنزيل: “وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ”
ورسولنا الكريم قال أيضاً :{ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي}
فقولاً واحداً، أيها الناس أحسنوا نواياكم، تنصلح لكم دنياكم وأحوالكم، وبالتالي آخرتكم، فعلى نياتكم ترزقون، إما جنة وإما نار.