بقلم /جمعة نعمة الله
الحياة كما قال ربنا كبد وتعب وليست دار سعادة وهناء لذا فالرضا أساسها والحب نبراسها وطاعة الله عنوانها
يقول تعالي :”ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا” رغم سعة العيش ورغم السلطان ورغم قوتك وعافيتك تعيش المرار في حياتك بسبب بعدك عن الله فلا تحزن ولا تيأس مهما تعرضت لشدة ومصاعب احزن لبعدك عن الله احزن لضياع وقتك مع المعصية.
يقول بعض المفسّرين أنّ سيّدنا يعقوب عليه السلام بقي أعمى أربعين سنة، يبكي بالليل والنهار !
شيخ كبير، أعمى، فقد ولديه، محزون، مهموم، مكروب
يبكي ويقول :
﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾
( كانت هذه الآية إذا قرأها سيدنا أبو بكر في صلاة الفجر يبكي فيبكي الناس، وسيدنا عمر كان إذا قرأ هذه الآية يعرف الناس أنه سيقف ويبكي، فيبكي الناس )
﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾
ثم في ليلة من الليالي، وهو في السجود يبكي و يقول :
يا ربّ، أما ترحم ضعفي، أما ترحم شيبتي، أما ترحم كِبَر سني، أما ترحم ذُلّي، أما ترحم فقري ؟
قال تعالى : ﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾
قال : فأوحى الله إليه : ( يا يعقوب، وعزتي وجلالي، وارتفاعي على خلقي، لو كان يوسف ميتاً لأحييته لك )!
ثم جاءته البشرى في اليوم الثاني
قال : ﴿ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾
مهما اشتدت عليكم الأزمات، وعصفت بكم الهموم
والتفت حولكم الكربات، لاتيأسوا من رَوح الله أبداً ..
فيطمئن الله عباده “قل ياعبادي الذين اسرفوا ع أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا”
لاشيء يستحق الحزن في هذه الدنيا إلا التقصير في جنب الله والله اعطاك الأمل بغفران جميع الذنوب فلا تحزن ولا تيأس