بقلم عبير مدين
منذ ايام نشرت منشور على صفحتي كان هذا نصه
( في مجتمعنا العربي قد نصاب بعلاقات تشبه المرض المزمن الذي لا يفارق المريض إلا بالموت )
والحقيقة تلقيت استفسارات عديدة عن مفاد هذه الكلمات فضلت ان يكون تفسيري لها مفصلا وفي متداول الجميع .
إن صلة القرابة و الانتماء لمكان و التفسير الخاطئ للدين اضافه الى ضيق ذات اليد يتسبب احيانا في إصابة إنسان ما بآلام تشبه آلام المرض لا تفارقه إلا بالموت و الأمثلة حولنا كثيرة . عقوق الوالدين او احدهما وما يتسبب فيه من الم قد يظل موجود حتى الموت . إذا كان احد الوالدين سيء الخلق قاسي الطباع قد يسبب للأبناء عقد وآلام نفسية مدى الحياة ربما تنعكس على تربية ابناءهم فيما بعد فتتوارثها اجيال . الآقارب وسوء معاملة البعض للبعض منهم نتج عنه في بعض العائلات مشاكل وصلت إلى الرغبة في الثأر او الانتقام ربما وصل حد الدم . فصلة الرحم لا تعني التدخل في حياة الغير.
العلاقة بين الزوجين في بعض الأسر رغم انعدام العاطفة و برود المعاملة التي قد تصل إلى استحالة العشرة لكن الخوف على مصير الابناء و ربما العند او العادات والتقاليد والتفسير الخاطيء للدين بأنه أبغض الحلال كلها تضع حائلا دون الطلاق فيبقى الوضع على ما هو عليه حياة أشبه بالموت حتى الموت .
إيذاء احد الجيران جاره لسبب أو لآخر يحيل حياته إلى جحيم احيانا لكن انتماءه للمكان او ضيق ذات اليد يحول دون انتقاله إلى سكن آخر ويبقى الحال على ما هو عليه حتى يضع الموت حدا له .
العديد و العديد من العلاقات حولنا لا نستطيع أن نتخلص منها او ننكرها وفشل معها العلاج و المسكنات
ليتنا نحاول تقويم انفسنا . نبحث عن اخطاءنا نصلحها بدلا عن التفرغ للبحث عن اخطاء الاخرين وتجريحهم . يلتزم كل واحد حياته ولا يتدخل في شؤون الآخرين حتى لا يفسدها بقصد او دون قصد .
الحياة فيها من الضغوط و القيود الكثير و الكثير فلا داعي ان نثقلها بعلاقات مؤذية و علينا ان نعتزل ما يؤذينا .