كتب : الشيخ علي المأذون النجار
اثنا عشر شهرا آخرون مروا من القلب من تفاصيل خفيةٍ ف الروح من كل ثغرة عن الأمس، تعلمنا بوهن كهلٍ بلغ من العمر أرذله وبراءة طفل في أولى خطواته في الحياة؛ بدأنا حكايات عديدة على مشارف الانتهاء، وأنهينا حكايات عديدة، أقسمنا في البدايةِ بخالق الكون ألّا تنتهي، هذا عامٌ ولّى وآخر يُقبِل عليك بثغر مبتسم ولا ندري من هو الضيف؟
أنت الضيف أم الزمان
فاتِق الله وإذا كُلفت بأمٍر فكن الأنفع والأتقى ولا تتكاسل و تتمادى في التقصير فتُطرَد من الخدمة وتُستبدل وأنت لا تدري.. ولا تتكبر و تتعالى فتُقصم ..
يا بني، اجتهد واسعَ في الخير فلا يسبقنك أحد أبدا إلى ربك ولا تلتفت لمضارب الألسنة و قبيح الصنائع..
هذا عامٌ جديد
انظر في أمرك، إذا كنت ممّن يقيمون الصلاة ويذكرون الله في كل وقت بجميل صنائعهم فأنت بخير، فالذكر ليس مسبحة بل إن المسبحة هي أول طريق السالكين، إن لله عباد مسبحتهم هي سيرهم و ذكرهم هو خدمة العباد و أورادهم هي العفو و الإعراض عن القبح ..فإذا لم تكن كهؤلاء فلتكن أولويات عامك الجديد أن تكون منهم.
يا بني، قد تشعر بمحبة الله تزهر في قلبك فتسأله القرب منه فيختبر طلبك بنعمة كنت تشتاق إليها ليرى مدى تمسكك بطلب القرب، تُرى هل ستنشغل عن المنعم بما أنعم؟ أم أنت والنعمة لمن أنعم؟ فاحذر النعم فبعض النعم فتن !